قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكشف الغموض دوافع ارتكابها وملابسات حدوثها.. بالإضافة الي تعدد الاحتمالات حول طريقة وقوعها وشخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً رغم مرور فترة طويلة علي اكتشاف الجريمة. "المجني عليه" في تلك الجريمة "كهل" في السبعين من عمره يعيش بمفرده بعد وفاة زوجته التي لم ينجب منها أولاداً.. وقامت ابنة شقيقته بزيارته للاطمئنان علي أحواله وقضاء بعض احتياجاته الضرورية من إعداد طعام وغسيل ملابس وترتيب شقته.. بالاضافة الي زيارات متباعدة من أشقائه أو شقيقاته. عثر علي جثة "الكهل" داخل شقته مصاباً بجرح طعني قطعي بالرأس أسال الكثير من دمائه علي الأرض مما أدي لإصابته بهبوط حاد بالدورتين الدموية والتنفسية ولفظ آخر أنفاسه متأثراً بإصابته حيث لم يكن هناك من يكتشف الجريمة سريعاً ويتمكن من انقاذه.. مما يؤكد أن "الجاني" يعرف تفاصيل حياة ضحيته.. وخطط للجريمة بكل دقة. بدأت فصول الكشف علي فصول الجريمة وأحداثها.. ببلاغ من ابنة شقيقه القتيل لمأمور قسم شرطة المناخ باكتشافها مقتل خالها عند زيارتها له بمسكنه.. فأسرع رئيس مباحث القسم الي مسرح الجريمة بمساكن العاشر من رمضان.. وفي الطابق الثالث حيث شقة "المجني عليه" أحمد أحمد مصطفي البالغ من العمر 70 عاماً حيث عثر علي جثته مسجاة علي ظهرها بصالة الشقة وسط بركة من الدماء. كشفت معاينة رجال المباحث أن "القتيل" مصاب بضربة سكين بالرأس مع وجود آثار بعثرة بمحتويات الشقة.. كما تبين أيضاً أن "الجاني" دخل الي مسكن القتيل بموافقته ورضاه ولم يكن الدخول عنوة أو بالقوة وليس اقتحاماً دون علم صاحب الشقة.. وأكد ذلك عدم وجود آثار عنف بباب الشقة أو منافذها.. ويرجح وقوع الحادث ليلاً.. وأن جثة "المجني عليه" مقيدة بحبل من القدمين. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي أسرعت الي مكان البلاغ.. وقامت بمناظرة الجثة وأمرت بنقلها الي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها والإصابات الموجودة بالجثة والآداة المستخدمة في احداثها وان كانت هي سبب الوفاة من عدمه. كما تبين من معاينة النيابة أن الجثة مرتدية كامل ملابسها وأن أداة الجريمة ليست موجودة في مكان الحادث.. فأمرت باستدعاء خبراء المعمل الجنائي لرفع البصمات من مسرح الجريمة.. وأمرت بالتحفظ علي مكان الحادث لحين انتهاء التحقيقات. قررت أيضاً الاستماع لأقوال مكتشفة الجريمة والمبلغة عن وقوعها.. وسماع أقوال الجيران.. وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها ودوافع ارتكابها.. وسرعة التوصل الي شخصية "الجاني" وضبطه واحضاره للتحقيق أمام النيابة العامة.. وضبط أداة الجريمة. أوضحت ابنة شقيقة المجني عليه أنها اكتشفت الجريمة بالصدفة عندما توجهت الي مسكن خالها كعادتها للاطمئنان علي أحواله وقضاء بعض احتياجاته وتلبية طلباته.. كما أوضح الجيران أنهم لم يسمعوا أي استغاثة أو أصوات غريبة ولم يكن لديهم مشاهدات وقت الحادث تشير لشخصية المتهم.. وأشاروا أن "الكهل" كان يتمتع بسمعة حسنة وسلوك طيب بين الجيران.. ولم يكن له اختلاط بالجيران كثيراً. أكدت تحريات فريق البحث الجنائي الذي أعده رئيس مباحث بورسعيد بقيادة رئيس مباحث قسم شرطة المناخ صحة أقوال المبلغة والجيران والمعاينات.. وتم إعداد فريق عمل لجمع التحريات اللازمة لكشف غموض الجريمة. تولي أحد الفرق فحص المشتبه فيهم من المسجلين خطر سرقات مساكن ومتنوع بدائرة القتيل.. بالاضافة للتحري ان كان "الكهل" قد أجري أي اصلاحات أو صيانة بمسكنه خلال الفترة السابقة لوقوع الحادث.. وأيضاً فحص الباعة الجائلين المترددين علي مساكن العاشر من رمضان والأحياء المجاورة بمنطقة المناخ.. بحثاً أن يكون "الجاني" من بينهم. كما قام فريق آخر بفحص علاقات "المجني عليه" بجيرانه وأصدقائه من خارج منطقة سكنه.. وأيضاً فحص ان كانت له علاقات نسائية من عدمه.. وفحص المترددين علي مسكنه قبل الحادث. أيضاً قام فريق ثالث بالتحري عن علاقاته بأسرته وأهله سواء في بورسعيد أو خارجها وفحص ان كانت له أي خلافات أو مشكلات عائلية أو خصومات ثأرية أدت لارتكاب الجريمة. علي مدي أيام طويلة من البحث والتحري قام خلالها رجال المباحث بفحص كافة الاحتمالات ودراسة كافة المعلومات التي توافرت أمامهم.. وكذلك فحص كل الخيوط التي تجمعت حول أيديهم إلا أن أياً منها لم يقدهم الي كشف الغموض الذي أسدل ستائره علي ملابسات الحادث.. ويبقي أمام فريق البحث دافع السرقة.. أو علاقة نسائية قد تكون وراء مقتل "الكهل". ومازال رجال البحث يجرون تحرياتهم ويقومون بفحص كافة الاحتمالات لتحديد شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!