ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن الزعيم الدرزي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط، توصل لاتفاق مع جبهة النصرة بشأن دروز إدلب بشمال سوريا، يقضي بإشهار هؤلاء إسلامهم وهدم قبور أوليائهم، في مقابل وقف النصرة تطبيق ما تصفه ب"أحكام الشرع" بحق هؤلاء الدروز (الذي يتبنى تنظيم النصرة الإرهابي توجهًا ينحو لتكفيرهم). وقالت الصحيفة، إن عضوًا في "الائتلاف السوري المعارض" قام بوساطة بين جنبلاط والنصرة، وزار جبل السماق في إدلب مع أحد قضاة المحكمة الشرعية التابعة للنصرة، وتضمن الاتفاق أن يقبل جنبلاط بإشهار الدروز إسلامهم وهدم القبور، في مقابل اكتفاء النصرة بالإجراءات التي اتخذت حتى الآن بحقهم. ووفقًا للصحيفة، فإنه قبل شهر ونصف، أمهل أمير «النصرة» في جبل السّماق بشمال سوريا أبو عبد الرحمن التونسي، أبناء 14 قرية درزية حتى الأول من فبراير الماضي، لهدم قبور أوليائهم ومقاماتهم الدينية وتبرئهم من ديانتهم، فما كان من أبناء القرى إلا أن نفذوا قرار التونسي، وعقدوا اتفاقاً مع ممثليه. وقام أهالي قرى درزية عديدة بهدم العديد من قبور الأولياء، ومع ذلك لم ترضَ «النصرة»، وقام عدد من إرهابييها بنبش قبور الأولياء، ووعد التونسي بإكمال ماوصفه ب«أحكام الشرع» على الدروز كاملة. وقالت "الأخبار"، إن حالة الغضب التي سادت أوساط مشايخ الدروز في لبنان، شكّلت ضغطاً على جنبلاط الذي يعد أهم الزعامات الدرزية في بلاد الشام كلها، ولذا لجأ إلى مساعدة أحد أعضاء الائتلاف السوري المعارض للاتفاق مع النصرة. وأشارت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله وسوريا، إلى أن جنبلاط وفريقه يعتقدون أن «النصرة ستسيطر على كامل الجنوب السوري مع نهاية عام 2015». ونقلت عن وزير الصحة وائل أبو فاعور ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يتزعمه جنبلاط في الحكومة اللبنانية، قوله إن "معلوماتنا تؤكّد أن النصرة ستسيطر على الجنوب السوري وجبل الشيخ مع نهاية 2015، وبذلك ستكون على الحدود مع البقاع وراشيا وحاصبيا بشرق لبنان" (بعض هذه المناطق اللبنانية يتواجد بها دروز). كما نقلت الصحيفة عن مصادر سياسية التقت رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أن «إسرائيل من جانبها، تسعى بشكل حثيث لدفع الدروز إلى التحالف معها وإقامة ما يسمى الجدار الطيّب عبرهم في شمال الجولان، بحجّة حمايتهم من إرهابيي النصرة، الذين يتلقون دعمًا إسرائيليًا أيضاً»، وفقا للصحيفة.
