اتهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط، النظام السوري بالعمل على خلق فتنة من المناطق والطوائف السورية. وقال جنبلاط - في حديثه الأسبوعي الذي ينشره له غدا الثلاثاء صحيفة "الأنباء" الناطقة باسم حزبه - "لقد لجأ النظام السوري إلى فرق الشبيحة التي أعاد تسميتها اللجان الشعبية بهدف تأليب أبناء الشعب الواحد على بعضهم. ودعا كل الأطراف اللبنانية للنأي عن النفس والامتناع عن التدخل في الشئون السورية.. مؤكدا أن لا علاقة له من قريب أو بعيد بما يجري داخل الأراضي السورية، وكذلك في مناطق جبل الشيخ (منطقة سورية قريبة من الحدود اللبنانية). وناشد الدروز اللبنانيين أن ينأوا بأنفسهم لأن النظام السوري يريد نقل الفتنة من سوريا إلى لبنان.. داعيا القوى الإسلامية إلى أن تفتح حوارا مع محيطها لمنع نقل التوتر عبر فصائل النصرة أو غير النصرة. كانت المعارك التي وقعت بين الدروز والمسلحين السنة في المناطق السورية الحدودية القريبة من لبنان قد انتقلت صداها في المناطق الحدودية اللبنانية مثل شبعا وراشيا وهي مناطق سنية وحاصبيا وهي منطقة درزية خاصة في ظل مشاركة حزب التوحيد العربي بزعامة السياسي الدرزي وئام هاب في القتال في سوريا إلى جانب النظام. على صعيد آخر، قال جنبلاط إن الضغط الإسرائيلي نجح في إفشال المفاوضات الغربية الإيرانية للحيلولة دون التوصل إلى تسوية كان من الممكن أن تفتح آفاقا جديدة وتشكل مدخلًا مناسبا لمعالجة جدية لشئون المنطقة ومدخلا لحوار عربي إيراني بما يتيح إعادة ترتيب أوضاع المنطقة على أسس الاستقرار وحل النزاعات. وحذر جنبلاط في تصريح للجريدة الناطقة بلسان حزبه على موقعها الإلكتروني من أن ذلك يدل على أن منطقة الشرق الأوسط قد تنزلق نحو المزيد من التأزم والصراع المذهبي الحاد. ولفت إلى أن فشل التسوية الشاملة سوف يدخل المنطقة بسباق تسلح هائل ويكرس الانقسامات العميقة وسيكون على حساب الشعوب العربية الفقيرة التي قد يزداد فقرها بسبب تخصيص الميزانيات المالية الضخمة لصفقات السلاح بدل تخصيصها للمشاريع التنموية وتطوير الموارد البشرية ومكافحة الأمية والتعليم ومواجهة التصحر والبيئة والصحة والقضايا الاجتماعية والإنسانية التي سينخفض الاهتمام بها إلى قاع الاهتمامات الرسمية العربية.