رصدت عدة صحف غربية أمس، قصة تحول محمد إموازى، المعروف باسم جون، من طالب مثالى فى لندن إلى قاطع رءوس فى تنظيم داعش الارهابى . وقالت ان جون نشأ نشأة طبيعية، إن لم تكن الأفضل، لطفل مسلم ولد وعاش فى الكويت لست سنوات، قبل أن ينتقل مع أسرته للاقامة بأرقى أحياء لندن، حيث ظل طالبا مثاليا بشهادة معلميه، حتى عند التحاقه بالجامعة لدراسة علوم الحاسب. وبحسب تقارير مخابراتية، نقلتها صحيفة التليجراف البريطانية، فإن جون لم يبد عليه أى علامات للتطرف أو إثارة الريبة، بعد أن أنهى دراسته فى عامه ال21، إلا أنه تحول فجأة خلال الخمس سنوات الماضية إلى كثر المجرمين المطلوبين للعدالة. هذا التحول التدريجى فى حياة جون، بدأ فى أواخر عام 2009، عندما تم القبض عليه واستجوابه ومنعه من دخول تنزانيا فى رحلة قال إنها مجرد رحلة سفارى، ثم تم ترحيله وحبسه فى العاصمة الهولندية أمستردام، وهناك تولى عملاء المخابرات البريطانية استجوابه، حيث اتهموه بمحاولة الالتحاق بتنظيم الشباب الجهادى بالصومال، ما أنكره إموازى، فتم الإفراج عنه قبل أن يُعرض عليه العمل لصالح الوكالة، على حد زعمه. وجاءت قسوة التحقيقات مع جون، أكثر الدوافع وراء انضمامه لداعش، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إذ تشير الوثائق التى قدمتها المخابرات البريطانية إلى المحكمة، أنها تعتقد بتورط جون فى عمليات تهريب الأموال والمعدات والجهاديين إلى الصومال بغرض تنفيذ عمليات إرهابية عام 2012، ووصفته بأنه خطر على أمن المجتمع، كما نسبته إلى تنظيم متطرف اصطلحوا على تسميته ب"صبيان لندن" فى العام ذاته. إلا أنه على الرغم من الرقابة المشددة التى تقول لندن أنها فرضتها على "إموازي"، بحسب التلجراف، فإن الأخير استطاع الهرب إلى سوريا عام 2013، حيث التحق بميليشيات داعش، ليبدأ التطور الأكثر خطورة فى حياته. ومع ظهور جون فى أكثر من مقطع دعائى لتنظيم داعش، وهو ينحر رءوس الأجانب، تحول "الجهادى جون" إلى محور لاهتمام العالم لأول مرة فى 19 أغسطس 2014، عندما ذبح جون الصحفى الأمريكى "جيمس فولي"، ومن ثم خمسة رهائن أجانب آخرين، وذلك قبل أسبوعين من ظهروه هو نفسه بقتل مواطنه، عامل الإغاثة "ديفيد هينيس"، ثم الصحفى الأمريكى "بيتر كيسيج"، ختاما بترأسه لعملية ذبح جماعى ل21 رهينة سورية. يشار إلى أن المخابرات الأمريكية والبريطانية قد أعلنتا فى العام الماضى تعرفها على هوية "الجهادى جون" الحقيقية، إلا أنهما رفضا الكشف عنها بحجة عدم استفزازه لقتل بقية الرهائن الأجانب المحتجزين لديه.