في أى علاقة بين شخصين، لابد من وجود الخلافات، بعضها ينتهى بسرعة، والبعض الآخر يتحول إلى أزمة قد تعصف بعلاقة الحب والزواج، وقد تكون لها إيجابياتها عندما يكتشف كل طرف عيوب الآخر ويضع يديه على الأسباب التي قد تهدد العلاقة فيتجنبها ويعالجها وبذلك يخرجان من الأزمة إلى السعادة. الأزمة الأولى يواجه الزوجان في السنة الأولى، ما يحمله كل طرف من طباع وعادات وموروثات تختلف بالتأكيد عن طباع الطرف الآخر، ويحاول كل طرف أيضا أن يفرض شخصيته وطباعه على الطرف الآخر مما يسبب العديد من المشكلات. والحل: لابد من الوصول لحلول وسط يرضى بها الطرفان، وأن يتنازل كل طرف بعض الشيء عما يضايق الآخر. الأزمة الثانية في السنة الثالثة للزواج، وترجع غالبا لتدخل الأطراف الخارجية في إفساد العلاقة بين الزوجين أو بسبب غيرة الزوجة من أهل الزوج أو العكس كما قد يسببها الأصدقاء، وتنشأ المشكلة بسبب تعلق أحد الطرفين بأسرته تعلقا مبالغ فيه مما يثير ضيق الآخر أو بسبب نصائح بعض الأصدقاء التي يستمع لها أحد الطرفين. والحل: عدم السماح بتدخل أي طرف بينكما ويجب أن يراعي كل طرف مشاعر الآخر، أهل كل منكما لهم حقوق عليكما، ولكن يجب ألا تتجاوز تلك الحقوق ما لكل منكما من حقوق على الآخر فخير الأمور الوسط. الأزمة الثالثة في السنة الخامسة من الزواج، حيث تدخل العلاقة الزوجية في إطار الصداقة ويذوب كل طرف في الآخر، لا مجال للأسرار بينكما فكل طرف يشكل كتابا مفتوحا أمام الآخر، كما تظهر مشكلات انشغال المرأة بالأطفال، كما يعاني الطرفان من الملل وروتينية الحياة. والحل: لابد من زيادة جرعة الاهتمام بينكما والحرص على كسر الروتين ولو مرة واحدة شهريا، وليسأل كل طرف نفسه عن إحساس الطرف الآخر ومدى معاناته حتى يلتمس له الأعذار، ولابد أن يتعاونا معا في تحمل مسؤولية الأطفال، اختيار الأصدقاء ممن لهم مثل ظروفك يعينك في التغلب على الإحساس بالمعاناة. الأزمة الرابعة في السنة العاشرة وهي أصعب أزمات الزواج فكلاهما ليس صغير السن لإعادة النظر في العلاقة، وعادة ما تسأل المرأة نفسها: إذا فشل الزواج هل أستطيع أن أبدأ من جديد؟ وهذه الفكرة تسيطر على كل منهما حتى يضطرا للاستمرار برغم المعاناة مما يشعرهما بأنهما ضحايا لعلاقة لا تجلب لهما السعادة، كما يهمل كل منهما في مظهره، فيزيد وزن المرأة، ويمتد كرش الرجل، وتفقد هي إبهارها لزوجها كما يسعى هو للعمل فقط من أجل المال دون مراعاة مشاعرها. والحل: لهذه الأزمة بعض الإيجابيات أيضا، فالاستقرار المادي يكون أكبر كما يكبر الأولاد ويستطيعون الاعتماد بعض الشيء على أنفسهم، مما يتيح لكل طرف فرصة استعادة الآخر بقليل من المجهود. تزيني لزوجك واحرصي على رشاقتك، فيمكنك دائما جذبه إليك في كل الأعمار بقليل من العناية. أما أنت فيجب أن تفاجئها بين وقت وآخر بإجازة تقضيانها سويا أو دعوة على العشاء بعيدا عن المسؤوليات الملقاة على كاهلكما. الأزمة الخامسة في السنة الخامسة عشرة من الزواج، تظهر لدى الرجال ظاهرة التصابي والاهتمام المبالغ فيه بمظهره وأناقته بما لا يناسب سنه. كما تشعر المرأة ببعض الأمان من جهة استمرار العلاقة فلا تبذل المجهود الكافي للحفاظ عليها. والحل:لا تصيبي زوجك بالإحباط ولا تذكريه بعمره أو تحقرين من هواياته وتسخفين من آرائه، تقربي منه وكوني الصديقة الخالصة، عيشي معه حياته وشاركيه فيها، وحاولي أن تندمجي في مجتمعاته حتى لايتركك لأخرى. الأزمة السادسة بعد عشرين عاما من الزواج يكون الأولاد غالبا قد تزوجوا أو يكون كل منهم مشغولا بحياته الخاصة، ويفقد زوجك طموحه لوصوله لأعلى الدرجات الوظيفية. يتزايد الإحساس بالمعاناة ويسود الصمت ويستمر الزواج بحكم العادة فقط. والحل: لابد من كسر الروتين بكل السبل وتجديد الحياة الزوجية بالرحلات والأصدقاء وقولي لنفسك دائما لقد تخلصنا من المسؤوليات الكبيرة، ويجب أن نتمتع معا بالحياة، ففي هذه المرحلة يجب أن تجني ثمار تعب السنين.