تقول مؤسسة أمريكية كبرى للتعليم على شبكة الإنترنت إن القيود سترفع جزئيا عن تقديم دورات إلكترونية للطلاب في إيران. وقد أدرجت السلطات دورات تقدمها جامعات أمريكية ضمن العقوبات التجارية التي تفرضها الولاياتالمتحدة على إيران، وكوبا، والسودان، والتي تمنع الطلاب في هذه الدول من الوصول إلى العديد من الدورات التعليمية المجانية من جامعات أمريكية. وتقول مؤسسة "كورسيرا" على الإنترنت إنها تعمل عن قرب مع السلطات الحاكمة فيما يتعلق بالتراخيص والتصاريح، ونتيجة لذلك "سوف يستعيد الدارسون الإيرانيون فرصة الوصول إلى الدورات التعليمية التي تقدمها كورسيرا." وهناك نحو 8 ملايين دارس مسجل لدى مؤسسة كورسيرا التعليمية التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، مما يجعلها واحدة من أكبر مؤسسات تقديم الدورات التعليمية المفتوحة على الإنترنت في العالم. وتقول كورسيرا، والتي توفر دورات تعليمية مقدمة من أكثر من 100 جامعة، من بينها ستانفورد، ويال، إنها تتوقع أن يقبل عشرات الآلاف من الطلاب في إيران على دراسة الدورات التي توفرها. التقنيات العالية لكن لا تزال هناك عوائق حتى الآن، إذ يمنع الحظر "المعاهد والمؤسسات التعليمية من تقديم مواد معينة". وفقا لموقع كورسيرا. وتتضمن تلك المواد الدورات المتقدمة في العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات. وتقول كورسيرا التي ترحب بالرفع الجزئي للحظر التجاري المفروض على إيران، إنها سوف تواصل تحركها من أجل إتاحة الفرصة للدارسين في كوبا والسودان للاستفادة من الدورات التي تقدمها. لكن الجامعات التي تقدم دورات تعليمية على الإنترنت في أوروبا لم تتأثر بقرار العقوبات التجارية الأمريكية، ولم تضع قيودا على نوع المواد التي يمكن أن يدرسها الطلاب في إيران أو كوبا أو السودان. وقدمت منصة بريطانية كبرى للتعليم الجامعي على الإنترنت، وهي مؤسسة "فيوتشرليرن" طريقا بديلا للطلاب في تلك الدول. لا تزال كوبا تتعرض لعقوبات أمريكية تشمل حظر دورات تعليمية عبر الإنترنت. فبعد إنشائها من قبل "أوبين يونيفرسيتي" أو الجامعة المفتوحة، توفر تلك المؤسسة دورات تعليمية مقدمة من جامعات مثل شيفيلد، وبريستول، وريدنغ، وليفربول، بالإضافة إلى جامعة موناش في أستراليا، وترينتي كوليدج في دبلن. وتقدم جامعة إدنبره مواد تعليمية عبر كل من "فيوتشرليرن" و"كورسيرا"، وهو ما يعني أن الطلاب في كوبا مثلا يمكنهم الوصول إليها عبر "فيوتشرليرن" البريطانية، بينما لا يمكنهم ذلك عبر "كورسيرا" الأمريكية. طلاب طهران وقالت نيغار كامرانوش، وهي طالبة من طهران تبلغ من العمر 30 عاما، إنها تعرفت على موقع مؤسسة "فيوتشرليرن" من خلال موقع بي بي سي الإخباري. وأضافت: "راجعت الموقع الإلكتروني، وسجلت للحصول على الدورات التي أهتم بها." وتتضمن الدورات التي تشارك فيها دورة مقدمة من جامعة ساوثمبتون في مجال "علوم الويب"، ودورة من جامعة ريدنغ بعنوان "دليل للكتابة بالإنجليزية للدراسة الجامعية". وقالت كامرانوش لبي بي سي إنها وجدت تلك الدورات مفيدة جدا، وهي ترى أن هناك طلب على مثل هذا التعليم الدولي. وأضافت: "هذه فرصة عظيمة للتواصل مع الناس في جميع أنحاء العالم، بمختلف الثقافات، والخبرات، كما أنه من السهل تبادل الأفكار ووجهات النظر مع طلاب آخرين." ويتابع أمين، وهو خريج من طهران درس الهندسة الصناعية ويبلغ من العمر 25 عاما، دورة تقدمها جامعة ريدنغ في مهارات الكتابة باللغة الإنجليزية، ودورة أخرى بعنوان "مهارات الدراسة للطلاب الدوليين" من جامعة إيست أنجيليا. وتدور على موقع تويتر حوارات بين طلاب من إيران ونيجيريا والمملكة المتحدة بشأن الدورات التي تقدمها مؤسسة فيوتشرليرن. التعليم المفتوح وقالت سيمون نيلسون، المدير التنفيذي لمؤسسة فيوتشرليرن: "يتيح الإنترنت فرص الوصول إلى دورات تعليمية متقدمة وذات جودة بمعدلات مذهلة، والمزيد من الناس الذين لم تتح لهم الفرصة من قبل أصبحوا قادرين على التعلم من خلال بعض أفضل الجامعات في العالم." وهناك مؤسسة أمريكية أخرى، وهي مؤسسة "إدإكس"، تحاول أن تتغلب على العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة على بعض الدول. وترى مؤسسة "إدإكس" التي لا تهدف إلى الربح، والتي أسستها جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن الدورات الجامعية التي تقدمها هي "معلومات" وليس خدمة، وبالتالي لا يبغي أن تندرج تحت الحظر التجاري. وقالت المؤسسة إن دورة واحدة من دوراتها، والتي تدرس فيزياء الطيران، حظرت بسبب المخاوف من توفير معلومات ذات تقنية عالية. وتقول المؤسسة إنه لا ينبغي أن تكون هناك مثل هذه العقوبات على نقل المواد التعليمية. وقالت متحدثة باسم مؤسسة إدإكس: "نحن نعتقد أن دوراتنا ينبغي أن تتاح بالمجان، وأنه ليس من المنطقي أن تحجب أي دورات عن الدول الخاضعة للحظر." وأضافت: "فيما يتعلق بسياستنا، تعتقد مؤسسة إدإكس أن العالم المتعلم هو عالم أفضل، ونعتقد أن توفير التعليم للناس حول العالم يساعد في دعم مجتمعات أكثر عدلا، وسلاما ومساواة. وتعتقد إدإكس أن غياب التعليم يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الصراع بين الأمم، وليس أقل."