قال ناجح إبراهيم، القيادي السابق في الجماعة الإسلامية، إن "الحركة الإسلامية في مصر تراجعت كثيرا في كل المجالات حتى عما كانت عليه في عهد مبارك وفي بداية ثورة 25 يناير التي شهدت الانطلاقة الكبرى للحركة الإسلامية ووصولها لأول مرة إلى سدة الحكم". وأوضح «إبراهيم»، في حواره لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، في عددها الصادر السبت، أن "أخطر ما أصاب الحركة الإسلامية هو تخليها طواعية عن موقع الدعوة والهداية وتحولها إلى حركة سياسية محضة تدور حول السلطة وتدندن حولها وتضحي من أجلها وتبذل الآلاف من شبابها من أجل كراسيها، ظنا منها أن السلطة ستخدم الإسلام أكثر من غيرها"، على حد قوله. وأضاف، أن "سياسة الحكومة مع الحركة الإسلامية عامة والإخوان خاصة تحتاج إلى مراجعة شاملة، والمراجعة تحتاج إليها الدول كما تحتاج إليها الجماعات والأفراد، وهي بداية التغيير نحو الأصوب والأفضل، وعلى الدول ألا تنتظر حتى تحدث الكارثة تلو الأخرى حتى تفيق من سباتها وتجري المراجعة تلو الأخرى لتصحح الأخطاء بعد فوات الأوان"، حسب قوله. ولفت القيادي السابق في الجماعة الإسلامية إلى أن "هناك عوائق تقف أمام المصالحة بين الإخوان والحكومة، موضحًا أن العوائق من جهة الإخوان، تتمثل في "تشتت القرار الإخواني ما بين قيادات نافذة وفاعلة في السجون، وأخرى هاربة داخل مصر، وثالثة هاربة في الخارج وموزعة على عدة دول أهمها قطروتركيا وغزة وبريطانيا، وأي هذه القيادات سيمسك بدفة قيادة المصالحة، ويذعن له الآخرون". وتابع: "عدم وجود قائد إخواني لديه حتى الآن الاستعداد للتضحية بجاهه والإعلان عن أخطاء سياسية وإدارية وتربوية وقعت فيها الجماعة في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير، وأدت إلى ما أدت إليه من خراب في كل شيء، خاصة مع مشاعر آلاف الشباب المتأججة والتي تم حشدها طوال أكثر من عام من كل قيادات الإخوان والتحالف للثأر والانتقام حتى عودة د. مرسي.. فقد تم حشد الشباب للمواجهة والصدام حتى تغيرت نفسيات أكثر الشباب وتوجه إلى العنف بكل أشكاله لفظيا وماديا ومعنويا"، وفقا لما ذكره المفكر الإسلامي. واستطرد «إبراهيم» قائلا: "التحالف الإخواني الإقليمي.. فهذا التحالف كما كان له دور في مساندة الإخوان في الحكم فقد يكون عائقا أمام المصالحة، خاصة إذا تضاربت مع مصالح هذه الدول الإقليمية مثل تركيا أو قطر أو غيرهما". واختتم حديثه بعرض "عوائق المصالحة من جهة الحكومة"، فقال: "أهمها أن هناك قطاعا كبيرا في مصر الآن لا يرحب بعودة الإخوان للعمل السياسي وعلى رأسهم كل الأحزاب الليبرالية واليسارية والاشتراكية والمسيحيون وأقطاب ورموز الحزب الوطني، وكل له مبرراته وأهدافه، فضلا عن الشرطة والجيش وقطاعات واسعة من القضاء الذين تعرضوا لحرب حقيقية من قبل الإخوان والتحالف، إضافة إلى كثرة التفجيرات والاغتيالات التي قامت بها الجماعات التكفيرية والتي حسبت على الإخوان شاءوا أم أبوا".