«كنت هناك عندما أصبح السادات رئيسًا. كان الجميع يعتقد أنه كان رجلا ضعيفا ولن يستمر طويلا. سيبقى لوقت قصير حتى يأتي رئيس آخر قوي مكانه. ولكن السادات قلب الموازين. أثبت أنه الرئيس القوي».. بتلك الكلمات تحدث الصحفي والكاتب الأمريكي لورانس رايت عن أحد أبرز شخصيات مسرحيته الجديدة «كامب ديفيد». كامب ديفيد وقال رايت خلال حواره لصحيفة الشرق الأوسط، إن هذه المسرحية تركز على المحادثات السرية التي تمت خلال محادثات «كامب ديفيد» للسلام والتي استمرت ثلاثة عشر يومًا بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن والرئيس الأمريكي جيمي كارتر. مشيرًا إلى أن المسرحية تهدف إلى التأكيد أن السلام ممكن حتى من قبل شخصيات مليئة بالعيوب كالشخصيات التي أنجزت الاتفاقية التاريخية. وأضاف حول المسرحية التي ستعرض قريبًا في العاصمة الأمريكيةواشنطن "المسرحية لا تتطرق فقط إلى المساومات والمناقشات الصاخبة التي كادت تفشل المعاهدة في اللحظات الأخيرة، ولكنها أيضًا تسعى لكسر القشرة الخارجية للشخصيات الرئيسة، ومن ثم الغوص في نوازعها الداخلية العميقة". «البروج المشيدة» استمد العنوان من الآية القرآنية «أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة» التي جاءت في رسالة بن لادن لمحمد عطا وكان يقصد بها استهداف برجي التجارة العالمي في نيويورك.. كانت تلك إجابة الصحفي والكاتب الأمريكي لورانس رايت في حواره لصحيفة الشرق الأوسط حول سبب اختياره لعنوان كتابه الشهير «البروج المشيدة». وقال رايت، إن بن لادن استخدم تلك الرسالة كشفرة ملغزة تطلب من عطا أن يمضي في خطته المرسومة، مشيرًا إلى استهداف برجي التجارة بنيويورك في سبتمبر 2011. وأضاف، «كنت سأسميه (سيدرككم الموت)»، ولكن من يقرأ العنوان سيعتقد أن الكتاب يتحدث عن فك لغز إحدى الجرائم الغامضة». ويعد كتاب «البروج المشيدة» من أبرز الكتب التي كشفت عن الوجه الحقيقي لتنظيم القاعدة. وأوضح مؤلف الكتاب أنه التقى مئات الشخصيات في محاولة منه ليدخل إلى عقل التنظيم المظلم والذي خصص فيه الكثير من الصفحات لشخصية زعيم القاعدة بن لادن، حسب وصفه. وتابع رايت حول شخصية بن لادن في كتابه «أحيانًا أتساءل لماذا فعل بن لادن ما فعله، عاش حياة رغيدة وهانئة ولم يتعرض للسجن والتعذيب كما حدث للظواهري مثلا.» وفي سياق متصل، أكد أن تنظيم القاعدة خسر الكثير بعد مقتل بن لادن، مشيرًا إلى أن شخصيته كانت تستقطب الكثير من الشباب المتطرفين من كل مكان. جدير بالذكر، أن لورانس رايت الصحفي بالمجلة العريقة «النيويوركر» ومؤلف الكتاب الشهير عن تنظيم القاعدة «البروج المشيدة» يعرف العالم العربي منذ وقت طويل، وعاش لعدة أعوام في القاهرة أثناء فترتي عبد الناصر والسادات، حينما عمل بالأممالمتحدة لتعليم اللغة الإنجليزية لطلاب الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، وذلك كان هربًا من مشاركته في الحرب الفيتنامية. وكان من أبرز مقولة له «لو لم أعبر ذلك الشارع إلى الأممالمتحدة بحثا عن عمل في الخارج، كان من المستحيل أن أكتب (البروج المشيدة)».