وعلى ضفة النيل الخالد يقبع ذلك الفندق العظيم المتلألئ الأضواء فى ليالى القاهرة الساحرة. وكان هذا الفندق يزاحم منذ مدة شبرد فى حياته ويطغى عليه أحيانا فمكانه أنزه وعمارته أضخم، وغرفه أحسن حالا وأحفل ترفا. وقد عرف هذا الفندق من الملوك والعظماء الكثير. ففى بعض أجنحته كان ينزل أغا خان ذلك الرجل الأسطورة كل عام مع زوجته الفاتنة. وحاشيته التى تشبه حوارى الرسل فى مظهرها ولكنهم يخالفونهم فى مخبرهم ونوازعهم. وقد عرف فندق سميراميس ساقيا فى باره الأمريكانى طار صوته فى العالم يخدم فى رقة ويملأ كئوسه فى براعة. ويعرف كيف يتصيد الدراهم والدنانير من زبائنه. وفى حديقة السطح من هذا الفندق يجتمع الهوى والشباب والمال والغطرسة فى ليالٍ ساجية عابثة من ليالى صيف كل عام. وتحت أقدام الهرم الأكبر تنبسط حديقة واسعة يشرف عليها بناء ضخم يعجب النساء ذوات الخيال المتلفت إلى الماضى. والرجال المكدودين من صراع المادة الصاخب. لهدوئه وسحر لياليه القمرية المنسكبة أضواؤها على هذا الصرح الهازئ بالزمن المقيم ما أقامت الجبال. ففى فندق مينا هاوس: تنزل نساء السينما الأمريكيات ورجال المال الأمريكيون. وكل من يستهويه التاريخ فى العالم الغربى والشرقى. على شريطة أن يكون غنيا. ومن المعجبين بهذا الفندق من المصريين: مصطفى النحاس وحرمه وعلى ماهر، وكان كثير من الوزراء يلجأون إليه عقب إقالتهم أو استقالتهم فى زمن فاروق للتعزّى والتأسى. ومن فنادق القاهرة المتوسطة المنزلة: فندق كلاريدج فى شارع 26 يوليو. وفندق جلوريا فى شارع 26 يوليو أيضا. وفندق إيدن وكارلتن وناسيونال فى شارع سليمان باشا وجراند أوتيل فى شارع 26 يوليو الذى اختنق فيه الزوجان بالغاز مبيد الحشرات، ومات قبلهما الثرى المتهم بالشذوذ مقتولا من شبان طامعين فى ماله. وفندق كابسيس فى شارع رمسيس حيث ينزل فيه متوسطو الحال من السائحين. وفندق كراون ومنيرفا، ونيو أوتيل، وفى شارع نجيب الريحانى كان هناك فندق بريطانيا حيث ينزل عمد الريف فى الوجهين البحرى والقبلى. وفندق الغرب على غراره وشاكلته. وفى شارع كلوت بك كانت هناك فنادق بريئة، وغير بريئة، منها فندق محمد على والمنتزه والمقطم والآمال والمنيا والفيوم وغير ذلك. وفى العتبة الخضراء فندقان لأوساط الناس من الوطنيين. وفى حى الحسين من قاهرة الفاطميين، كان هناك فندق البيدق فى أوائل القرن العشرين، وفندق الشرق، ودار السلام الذى كان ينزله الأديب الظريف الأستاذ إبراهيم الدباغ بعد أن أصيب بعينيه، وفندق الكلوب المصرى وفى حى نادى محمد على الأرستوقراطى يقوم فندق متروبوليتان، وهو فندق من الدرجة الأولى فى نظافة المسكن والمأكل، وقد اشتهر طباخه بشهرة يعرفها أغا خان وزوجته البيجوم، كلما نزلا مصر اشتهرت صالته فى إقامة الحفلات الخصوصية للزواج وغير الزواج، وفى طريق الكورنيش، فندق جزيرة بالاس. وفى الضاحية البديعة مصر الجديدة، ينتصب فندق مينا هاوس بغرفه العديدة وأبهائه الممتدة ونزلائه الأثرياء من الأجانب. وفى القاهرة أيضا هذه الفنادق: أتنلانتيك فى (شارع عماد الدين) وأسكس هاوس (فى 26 يوليو)، وإسكندرية الكبرى فى (البوستة القديمة) وإكس موراندى فى (26 يوليو) والأزهر الشريف فى (ميدان الأزهر) والأمراء (فى شارع الجمهورية) والباب الأخضر فى (ميدان الحسين)، والبرنسات (فى كلوت بك)، والبوسفور (الأزهر)، والعاصمة الكبرى (كلوت بك)، والقاهرة الكبرى (ميدان الأزهر)، والمدينة (كلوت بك) والمنتزه الحسينى (خان جعفر بسيدنا الحسين)، النور (كامل صدقى)، الهلال (الخليج الناصرى)، الهند الكبرى (سيدنا الحسين)، أوبرا بالاس (حارة الشواربى ميدان إبراهيم باشا)، أوسبورتن هاوس (طلعت حرب)، أولمبيا (الجمهورية)، باريز (عدلى باشا)، بلازا أوتيل (قصر النيل)، بورفؤاد (محمد على)، توفيق هاوس (شارع توفيق)، جوردون هاوس (ميدان المحطة)، دار السعادة (سيدنا الحسين)، ديروز (سليمان باشا)، ديانا بالاس (إبراهيم باشا)، رضوان (ميدان الأزهر)، رويال هاوس (ميدان حليم باشا)، ريجينا (إبراهيم باشا)، ريش (عبدالعزيز)، إستراند هاوس (عدلى باشا) سمر كوين أوتيل (إبراهيم باشا)، فرنساالجديدة (كامل صدقى باشا)، فيكتوريا (شارع الجمهورية)، قنال السويس (ميدان محمد على الكبير)، كارلتون أوتيل (26 يوليو)، كينجز (المهدى)، كونفرت هاوس (شارع الأنتكخانة)، لونابارك (ميدان قنطرة الدكة)، مارينا بالاس (إبراهيم باشا)، مافيت آستوريا (عماد الدين)، مصر (ميدان محمد على)، مينرفا (سليمان باشا)، نهضة مصر (السلطان شعبان)، نوبار الجديدة (ميدان باب الحديد)، نيتو كريس (26 يوليو) نيو أوتيل (عدلى باشا)، نيو بالاس (شارع دوبريه) نيو سبلنديد (كلوت بك)، نيويورك (إبراهيم باشا)، هارون الكبرى (نجيب الريحانى)، وادى الملوك (حارة الرويعى)، وادى النيل الكبرى (ميدان محمد على الكبير)، ونتر بالاس (شارع نوبار بحلوان)، وندسور للسياح (ألفى بك).