«أبى رجل ظالم كان يضرب أمى بالحذاء.. ويعذبها بقسوة بالغة، ويمتلك طبنجة وخنجرا، ويهددنا بإطلاق النار علينا فى أى وقت وكنا مهددين فى حياتنا بالقتل فى أى يوم من الأيام، واضطررنا إلى أن نقيم منذ نعومة أظفارنا لدى جدتى فى نفس البيت، شقتنا فى الدور الأول وجدتى تسكن فى الطابق الأخير، حيث كانت أمى وأخى محمد يقيمان مع أبى بشكل دائم، وعندما تحدث مشكلة تصعد أمى وأخى إلينا فى شقة جدتى وعندها كان يأخذنا ويحبسنا فى شقتنا بالساعات دون طعام ويساوم أمى على الصلح». بهذه الكلمات بدأت الابنة الكبرى لقاتل زوجته وابنته بدمياط حديثها ل«الشروق» وهى تتجرع ألما من الحادث الأليم الذى حدث لأسرتها فى لحظات غادرة كانوا يتوقعونها آجلا أم عاجلا. وأضافت سمية: عندما كنت فى الثانوية العامة، كان لا ينفق علينا، وكان جدى وجدتى لأمى يقومان بالصرف علينا، وقليلا جدا أن تأخذ منه أى فلوس، وطوال عمرى لم أتذكر أنه أعطانى أى فلوس ولا نعرف كم معه، وشاهدته فى أحد المرات يشرب مخدرات داخل البيت، كان ينزل من البيت الساعة 12 ظهرا، ولا يعود إلا فى الفجر، وطوال عمرنا نعيش عند الجدة التى قتلها أيضا، حتى عندما سافرت جدتى للعمرة، ونزلنا كى ننام مع أمى وكنا نشعر بالضيق والخوف على حياتنا لأننا لم نعتد على النوم داخل هذه الشقة، وبصراحة كنا مرتاحين عند جدتى. وقالت الابنة الثانية شيماء: عندما كانت أمى تلد شقيقنا محمد، حدث لأمى نزيف شديد، وتم نقلها إلى المستشفى، فأغلق الباب علينا بالمفتاح، وجلس مع أصحابه حتى الساعة 12 ليلا، وطلبت أمى نقل دم فى المستشفى وعندما طلبت منه مساعدتنا رفض وجلس مع أصدقائه، ويومها دارت جدتى فى الشوارع، تبحث لها عن متبرع لفصيلة دمها النادرة، وظللنا نتصل به حتى نرى أمنا أو نطمئن عليها، وهو جالس مع أصحابه، ونحن لا نعرف عن أمى شيئا، وعرفنا بعد ذلك أن دكتورا بالمستشفى تبرع من دمه، فلما عادت إلى البيت، ضربها وضرب جدى وجدتى وطردها فى الشارع وهى مريضة، كما أنه تعود أن يغلق علينا الباب من الخارج، وممنوع لأى أحد من الأقارب أن يحضروا إلى منزلنا، وعندما يأتى خال أمى، يصعد إلى جدتنا، ولا يسلم على أمى ولا يدق الباب عليها، كأنها ليست موجودة فى الحياة، لأن أبى لو حضر إلى المنزل ووجد أحد الأقارب كان يسب ويشتم ويضرب أمى، وهى تعودت ألا تسلم على أى قريب، ولم تكن تزور جدتى من خوفها منه، وكانت منقطعة فى الشقة هى وأخى محمد فقط. أما سلوى فقالت: أنا عمرى ما ذهبت إلى أى فرح ولا أى مناسبة، إلا فى مناسبة وحيدة لإحدى صديقاتى، وقد طلبنا منه حضور هذه المناسبة، فأخذنا فى السيارة، وذهبنا إلى الفرح لمدة 5 دقائق فقط، وسلمنا على العروسة فى الكوشة، وعدنا إليه بسرعة، وهو فى الخارج ينتظرنا فى السيارة، ومن صغرى وأنا أراهم فى مشكلات، ودائما يجرى خلف أمى على السلم، ويسحبها من شعرها ويضربها، والناس تتجمع تحت المنزل. وأضافت سلوى أمى أصيبت بشلل نصفى قبل ذلك، منذ 5 سنوات تقريبا، عندما وقعت على الأرض، وضربها مرة أخرى ووقعت على الأرض وسبها وتركها وخرج، حتى لم يرفعها من على الأرض، وقمنا بنقلها وأدخلناها إلى الشقة، وأنه لا يهمه العيد ولا شهر رمضان، كان يضربنا حتى ليلة العيد، لقد أصبحنا معقدين من كثرة مشكلاتنا مع أبى، وزادت هذه المشكلات بعد وفاة جدى الذى مات منذ عامين، وكنا نحاول أن نعيش حياتنا بشكل طبيعى، فكانت أختى سمية تواجهه بهدوء، ولكن مروة كانت تقابل قسوته بزعيق. وقبل الحادث بيوم خنق أمى بإيشارب، وصرخت مروة وجرت منه فى الشارع، وقال لها أنا ماعنديش حد يخرج من البيت، وعمره «ماطبطب» علينا، وحتى لما يصالحنا بعد ما يضربنا «بعنطزه وكبر» ولم ننم يوما دون بكاء. وقال محامى الزوجة وليد البرش إن الزوجة حضرت إلى مكتبى وهى فى حالة إعياء شديد، فى 20 أبريل الماضى وطلبت منى أمرين، الأول عدم تعرض زوجها لها، والثانى إقامة دعوى طلاق، ولكى تخرج من المنزل، ارتدت ملابس منتقبة خوفا من زوجها الذى هدد بقتلها لو ذهبت للمحامى. وفى يوم 23 أبريل 2009 تعدى عليها بالضرب ورفع الطبنجة وأطلق منها عدة أعيرة نارية، ما زالت آثارها على حوائط الشقة، وقالت لى أنا ماليش أخ ولا أخت، ولم تكن تملك بطاقة شخصية، وعملت توكيلا لى فى البندر بصورة وثيقة الزواج وبضمانى لها بمعرفتها. وفى 24 أبريل الماضى قامت حملة من بندر دمياط للقبض عليه فقاومها بطبنجة، وتم ضبط مخدرات داخل بيته، وسجلت هذه القضية برقم 4885 سنة 2009 جنايات أول دمياط جناية تعاطى وجناية مقاومة سلطات وخرج بكفالة 500 جنيه. وقال المحامى سيد شلاطة: إنه يوم الأحد قبل الجريمة بيوم واحد تم تحرير محضر رقم 7826 لسنة 2009 وتم عمل تقرير طبى للزوجة، وكشف محامى الزوجة أن الزوج يمتلك طبنجة ماركة مرتا 8 ملى قصيرة مرخصة من عام 1975، وتم سحبها منه بتاريخ 25 أبريل 2009 وبرغم أن هناك قرارا للنيابة باستردادها، فقد رفض الأمن تسليمها له، وقد سعى كثيرا لاستعادتها، وكثف جهوده قبل أيام ولكن دون جدوى، وأكد أن هناك دعوى طلاق رقم 249 لسنة 2009 وكان من المفترض أن يتم النظر فيها غدا السبت، أمر مدير النيابة محمد الأزهرى، تجديد حبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيق وسجلت القضية برقم 7833 لسنة 2009 جنايات أول دمياط، وقد طالب المحامى وليد البرش بمعاينة الشقة لإثبات وجود طلقات نارية، أطلقها المتهم على زوجته فى محاولة لإرهابها وذلك فى المحضر رقم 4885 لسنة 2009 جنايات قسم أول دمياط. من ناحية أخرى تكثف النيابة تحقيقاتها مع جهات أمنية أخرى لمعرفة مصدر السلاح الذى استخدمه المتهم فى قتل زوجته وابنته وحماته، وهو السؤال الذى يشغل الرأى العام فى دمياط. وقد قام المتهم بتمثيل جريمته فى مكان الحادث، وسط حصار أمنى مكثف، وقد شاهد المعاينة أكثر من 10 آلاف مواطن اصطفوا على الطريق الرئيسى فى منطقة أرض البرش، وفوق أسطح المنازل والمدارس المطلة على مكان الجريمة، وقد إنهار سقف مبنى الجمعية المصرية العامة لحماية الأطفال، وهو سقف من الأسبوتس، أثناء المعاينة من كثرة الجماهير التى صعدت عليه لمشاهدة المعاينة وقد أصيب خمسة أشخاص بجروح تم نقل أحدهم إلى المستشفى.