يحتجز المواطن السعودي ماجد الماجد، المشتبه بارتباطه بتنظيم القاعدة، والذي أوقفه الجيش اللبناني قبل أيام في المستشفى العسكري التابع للجيش اللبناني، بسبب "حالته الصحية الصعبة"، بحسب ما أفاد مصدر طبي ومسؤول متابع لملف التحقيق. وقال مصدر مطلع على ملف التحقيق مع الماجد: إن "استجواب هذا الأخير يتأخر بسبب حالته الصحية السيئة"، مشيرًا إلى أنه "تحت حراسة مشددة" في المستشفى العسكري في بعبدا قرب بيروت. وأوضح المصدر الطبي الذي كان من ضمن الفريق الذي اهتم بالماجد من دون معرفة هويته قبل توقيفه، أن هذا الأخير يعاني من "فشل في الكلى"، وأنه كان يخضع بانتظام لعمليات غسل كلي. وأضاف: "في يوم 27 ديسمبر، اتصل المستشفى الذي كان يعالج فيه الماجد بالصليب الأحمر ليتم نقله إلى مستشفى آخر، وقام الصليب الأحمر بتنفيذ المهمة. لكن قبل أن يصل إلى وجهته اعترضت قوة من استخبارات الجيش اللبناني سيارة الإسعاف وأوقفت الماجد". وذكر أن "هوية الماجد لم تكن معروفة لا من المستشفى الذي كان يعالج فيه، ولا بالطبع من طاقم سيارة الإسعاف". ولم يعط المصدر تفاصيل حول المكان الذي كان يعالج فيه الماجد أو الذي كان يفترض أن ينقل إليه. ولم يصدر بعد أي بيان رسمي عن توقيف الماجد المطلوب من السعودية، وزعيم كتائب عبد الله عزام التي تبنت التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في نوفمبر وأوقعا 25 قتيلًا. وكان وزير الدفاع اللبناني فايز غصن، قال الأربعاء: إن الجيش اللبناني أوقف الماجد، وأن "التحقيق معه يجرى بسرية تامة". وعبر السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، عن ارتياح بلاده لتوقيف الماجد، مشيرًا إلى أن "هذا الرجل إرهابي هاجمنا وهاجم بلاده قبل أن يهاجم السفارة الإيرانية، وهو على قائمة المطلوبين للعدالة السعودية منذ زمن". وأعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، أنه تلقى طلبًا من السفارة الإيرانية في بيروت "بالاطلاع على التحقيقات الجارية مع ماجد الماجد، كونه من المشتبه بهم في التفجير الذي استهدف السفارة"، وأنه "سيرفع الطلب إلى الجهات المختصة". وهناك حكم صادر عن القضاء اللبناني في 2009 في حق ماجد الماجد (من مواليد 1973) بتهمة الانتماء إلى تنظيم "فتح الإسلام" الذي قضى عليه الجيش اللبناني بعد معارك طاحنة استمرت ثلاثة أشهر في مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان في 2007. وقضى الحكم الغيابي بالسجن المؤبد لماجد الماجد بتهمة "الانتماء إلى تنظيم مسلّح بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والنيل من سلطة الدولة وهيبتها وحيازة متفجّرات واستعمالها في القيام بأعمال إرهابية". وأنشئت كتائب عبد الله عزام، المدرجة على لائحة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية، في 2009. وتمت مبايعة الماجد "أميرًا لكتائب عبد الله عزام" في يونيو 2012 في سوريا، بحسب ما أوردت مواقع إلكترونية إسلامية في حينه. وهددت "كتائب عبد الله عزام" المرتبطة بتنظيم القاعدة بمواصلة عملياتها ضد حزب الله المدعوم من إيران حتى انسحابه من سوريا حيث يقاتل إلى جانب قوات النظام. ووقع أمس الخميس انفجار ضخم في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، ناتج على الأرجح عن عملية انتحارية، تسببت بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 77 آخرين بجروح.