الفنان الشاب أحمد مكى صاحب سبع صنايع كان الفن على رأسها، رغم أنه دخل مجال التمثيل بالصدفة، وحقق نجاحا فلكيا لدرجة أن البعض يرى أنه سوف يصبح عفريت أحمد حلمى.. أما هو فلا يرى أى تشابه بينه وبين حلمى سوى أنهما ذكور! «الشروق» حاورت مكى حول أفكاره وأحلامه وتجربته مع أفلام الشباب كما يقدمها فى «طير إنت».. الشروق: اشتهرت بشخصية الشاب الروش.. فهل اسم فيلمك الجديد «طير إنت» هو أحد معالم هذه الروشنة؟ مكى: دعنا نتفق أننى أتوجه بأفلامى للشباب، ولغة الجيل الحالى تتغير كل يوم، ولكن دعنى أولا أفسر لك معنى «طير إنت»، حيث إن المقصود بها أنه عندما يتحدث معك شخص لمدة طويلة، ويكرر حديثه فتطلب منه يسكت وبلغة الجيل الحالى معناها «طير إنت»، ولو كنا قدمنا الفيلم منذ 3 سنوات لكونا سميناه «فكك»أو «إنزل من على ودانى» إنها كلها عبارة عن مصطلحات نجذب بها الشباب لمشاهدة أفلامنا كى تصله رسالتنا كاملة. الشروق: أعلنت عن فيلم آخر ثم فوجئنا ب«طير إنت» لماذا؟ مكى: طوال الوقت وأنا أكتب وأقرأ فى أفكار جديدة، وبالفعل كنت قد بدأت فى كتابة فيلمى الجديد حتى جاءتنى فكرة تمصير الفيلم الشهير bedazeld وللعلم هناك نسختان منه يحملان الاسم ذاته واحدة منهما إنجليزية تم تقديمها فى الستينيات والأخرى تم تقديمها فى أواخر التسعينيات، وكانت أمريكية فكتبت المعالجة وأعطيتها لعمر طاهر الذى كتب السيناريو. الشروق: أنت تلعب كل الأدوار فى فيلمك فأنت تمثل وتكتب ولا نعرف إن كنت تتدخل فى الإخراج أيضا.. كيف ترى ذلك؟ مكى: أنا لا أحب كلمة فيلم فلان أو أن أكون بمفردى فى الصورة فأنا لست راقصا للباليه أنا أحب العمل الجماعى، ففى النهاية الفيلم سيحمل توقيعاتنا جميعا، ولذا من حقنا جميعا أن نتناقش للوصول لأفضل صورة. الشروق: هاجم الجميع فكرة تمصير الأفلام ألم تخف من النقد؟ مكى: لا أعتقد أن الهجوم هو على التمصير بل هو دوما يكون على طريقة الاقتباس، وهل تعرف أن هذا الفيلم تم اقتباسه منذ فترة طويلة فى مسرحية الفنان محمد صبحى «تخاريف» ولم يلاحظ أحد ذلك وهو ما يعنى أنه كلما كنت تعبر عن مجتمعك حتى لو كان بقصة مقتبسة فسيحبها الناس.. ودعنى أضحكك أنا كتبت على تيتر الفيلم «إن أحداثه مقتبسة من الخيال وأى تشابه بينها وبين الواقع مصلحة».. وهناك مرحلة فى الفن هى الافتتان ثم الإبداع وهو ما حدث معى.. الشروق: تقدم 7 شخصيات فى الفيلم وهو عدد كبير بالنسبة لأى ممثل؟ مكى: الشخصية الرئيسية هى للدكتور بهيج وهو نموذج لشاب بلا خبرات وحياته كلها عبارة عن كوارث، فأبواه هما أول من ذهب فى إعارة للخليج وحضرا بالمروحة والكاسيت ليموتا فى حادث سيارة ويربيه جده ويبقى بهيج بمفرده ومعه المروحة.. وهناك شخصيةأخرى لشاب من شباب الحفلات هو ميشو، وشخصية أخرى لرجل صعيدى قليلا ما يبتسم هو الكبير، وهو مثال للصعيدى المودرن، الذى يكون قد فرغ لتوه من جريمة قتل وبعدها يذهب ليلعب ال«بلاى ستيشن»، وهناك شخصية فنان حساس واسمه سومة، وهو رمز للفنان الذى يتعامل على أنه فنان وتموت عليه الفتيات ويتحدث بصوت ناعم، وهناك جاسم الخليجى الغنى، وبالطبع هناك إتش دبور. الشروق: لكنك أعلنت فى نهاية الفيلم السابق أنك قد فارقت إتش دبور للأبد فما الذى دفعك للتراجع؟ مكى: القصة كلها أننا نمزح فهو سيظهر بالضبط فى مشهد ونصف خلال أحداث الفيلم وقدمت هذه الشخصية فى هذا الفيلم لسببين، الأول هو أننى دوما أضع رسالة فى أفلامى ولتصل هذه الرسالة للأطفال والشباب كان لابد أن يوجد هيثم دبور لأنهم يحبونه، والسبب الثانى أننى كنت أرغب فى المزاح مع جمهورى، ودعنى أخبرك بالأهم وهو أن إنجى وجدان حبيبة إتش دبور ستظهر معى فى المشهد الخاص به، وأنا شخصيا قدمته من أجل أن يظهر فى الإعلان فقط. الشروق: أحمد الجندى هو مخرج فيلميك حتى الآن فهل إنت ممن يعملون بنظام التفاؤل والتشاؤم؟ مكى: لا بالطبع.. أحمد يخرج أفلامى لأنه مخرج مجتهد ولا يؤمن بمبدأ النحت ويرفع مثلى شعار كلنا نعمل من أجل أكل عيشنا وتقديم ما نحلم به ونريده أن يصل للناس. الشروق: أنا سعيد بحماسك لفكرة وجود رسالة فى الأفلام لكنى دوما أسمع هذا الحديث من الممثلين ونبحث عن الرسالة فى أفلامهم فلا أجدها مع أن امتاع الناس هدف نبيل فى حد ذاته، ودعنا نضرب مثلا بك أين هى رسالة اتش دبور مثلا سوى إضحاك الناس؟ مكى: لا أتفق معك فطبعا توجد رسالة فى اتش دبور، وهى البحث عن أفضل ما بداخلنا وألا نطلق أحكاما مسبقة على أى شخص.. وأنا شخصيا مهموم بالطبقة المتوسطة وما يحدث لها حاليا واقترابها من الاختفاء أن لم تكن اختفت بالفعل بالرغم من كونها المصدر الحقيقى للثقافة المصرية ورسالتى فى «طير إنت» هى أننا يجب ألا نكون أى شخص آخر إلا أنفسنا فقط، وهو المعنى الواضح جدا فى أغنية الفيلم. الشروق: على ذكر الغناء متى نتخلص من ظاهرة غناء النجوم فى أفلامهم؟ مكى: أنا لا أفرض نفسى على مجال لا أعرفه أنا دارس نوتة وأعزف على آلات شرقية كثيرة، وأنا أغنى راب من فترة طويلة وأفكر حاليا فى إصدار ألبوم غنائى للراب أثبت من خلاله نظريتى الخاصة، التى أؤكد فيها أنه فن عربى خالص أخذه الأجانب عنا فتأمل الشعر العربى القديم ومناظرات الشعراء فى سوق عكاظ، وللعلم أنا أعرف هذا لأنى أرجع لأصول بدوية وأبى شاعر يرتجل على الهواء كل شعره.. وأنا فى رأيى أن صلاح جاهين نفسه «رابر قديم» لو تأملت شعره. الشروق: الفيلم يعرض فى موسم صعب جدا وملئ بالنجوم وهو توقيت خطير جدا ألا يقلقك هذا؟ مكى: لا.. ولماذا أقلق؟!.. موعد عرض الفيلم ملك خالص للشركة المنتجة والموزعة وأنا شخصيا أنتهى من فيلمى وأرجع لبيتى ولا أفكر فى شىء، فأنا أتعب جدا فى تنفيذ الفيلم لدرجة أننى لا أستطيع تقديم أكثر من عمل واحد فى السنة، ولهذا فهناك من هم يعرفون فى التوزيع ومواعيد العرض أكثر منى وبيدهم تحديد أماكن عرضها، ولهذا أنا لا أشغل بالى بهذه الأمور على الإطلاق. الشروق: هل يعنى هذا أنك لم تفرض ميعاد العرض لتنافس أحمد حلمى الذى سوف يعرض فيلمه فى نفس التوقيت؟ مكى: أنا شخصيا لا أفكر فى المنافسة ولا أشغل بالى بها كى لا أسبب أى متاعب لنفسى.. أنا فقط أصر على أنا أعمل ولا أنظر للآخرين ولو تحدثت عن تشابه بينى وبين حلمى، فالشبه الوحيد من وجهة نظرى أننا الاثنان ذكور فقط ولا شىء أكثر من هذا وأنا شخصيا أرى أن حلمى ممثل ذكى ومجتهد وأحب أعماله، ولكن لكل منا طعمه الخاص ومذاقه وجمهوره الذى يحبه.