توم وجيرى ولعبة القط والفأر سلسلة حلقات شهيرة للأطفال تأبى السينما المصرية إلا أن تعيش دوما فى أجوائه بحثا عما يسميه الإنجليز من حروب قطع الرقاب بين النجوم، وهو ما يمكن أن نقول إنه حدث هذا الموسم من خلال المنافسة بين فيلمى الأحمدين مكى وحلمى فيلم أحمد حلمى، والذى كان محددا له ومنذ بداية تصويره موعدا لنزوله مع مطلع شهر يوليو تم تأجيله لمنتصف الشهر نفسه، وهو نفسه يوم عرض فيلم أحمد مكى. ليس هذا فحسب بل حتى فى إيرادات فيلميهما، ففى الأسبوع الأول لكل منهما حقق حلمى 6 ملايين و300 ألف جنيه ب90 نسخة، بينما حقق مكى 4 ملايين و950 ألف جنيه ب65 نسخة، ولتستمر منافسة قطع الرقاب فى أسبوعهما الثانى فيحقق حلمى 3 ونصف مليون جنيه ليصبح إجمالى فيلمه حتى الآن 9 ملايين و800 ألف جنيه، ويحقق مكى 3 ملايين جنيه ليصبح الإجمالى 7 ملايين و850 ألف جنيه. الطريف أن تنافسهما خدمته حتى الصدفة فكل منهم اقتبس فيلمه عن فيلم أمريكى لنفس المؤلف ف«ألف مبروك» مقتبس عن فيلم «ground huge day» للسيناريست هارولد راميس، وهو نفسه صاحب سيناريو فيلم «Bedazzled»، الذى أخذ منه مكى فيلم «طير إنت» مما يشير إلى أنه حتى المصادفة تضعهما فى المواجهة. فى البداية أكد السيناريست محمد دياب صاحب سيناريو فيلم «ألف مبروك» أن هذه أنها مصادفة غير مقصودة و بالمناسبة فهو صديق لأحمد مكى إن الفيلمين تم عرضهما عندما أصبحا جاهزين لا أكثر ولا أقل، ففيلمه «ألف مبروك» مثلا لم يكن جاهزا للعرض فى بداية شهر يوليو، وعندما تم الانتهاء من طباعة النسخ فى لندن تم عرض الفيلم، وأكد دياب أنه شخصيا لا يعتقد أن حلمى يتدخل فى توقيت عرض الفيلم، فهو شخص لا يفكر إلا فى عمله فقط، وهو شخصيا شاهد فيلم مكى وأعجبه جدا. وأكد أحمد مكى أنه شخصيا لا ينظر لمثل هذه الأمور ولا يضعها فى حسبانه ولا يهتم بمعايير المنافسة، فكل همه هو أن ينفذ أفلامه ثم يعود لبيته بعد تنفيذها ليفكر فى العمل، الذى سيقدمه مع عامه التالى، فهو قد اتخذ قرارا منذ فترة طويلة بتقديم عمل واحد فى العام مما يجعله يركز فيه جدا ليظل يحافظ على ثقة الجمهور، التى أعطاها له، أما بالنسبة لموعد نزول الأفلام فيرى أحمد مكى أنه حق أصيل للشركة المنتجة والموزعة لِمَ لا وهى أدرى من الفنانين بمعايير السوق والمواعيد الأفضل لعرض أفلامها فهى لا ترغب فى الخسارة بالطبع، وهو شخصيا لا يرى أى تشابه بين ما يقدمه وبين ما يقدمه أحمد حلمى. ومن وجهة نظر مكى فهو يرى أن حلمى ممثل ذكى ومجتهد. أما السيناريست عمر طاهر صاحب السيناريو والحوار لفيلم «طير إنت» فهو يرى أن كل من مكى وحلمى لا يشبهان بعضهما البعض إطلاقا، فلكل منهما مذاقه الخاص وقصة المنافسة التى يتحدث عنها الجميع لا يقررها أحد ولا يمكن الحديث عنها بفيلم أو بفيلمين بل هى شىء نتحدث عنه بعد عدة أفلام ونفى عمر كونهم كانوا يفكرون فى منافسة أى أحد بأفلامهم فهم لم يكونوا يفكرون فى أى شىء إلا الفيلم، وكل هدفهم كان مجرد صنع فيلم خفيف يقوم بإضحاك الجمهور، وأحمد حلمى نجم مستقر فى منطقة كبيرة مع جمهوره ويقوم بتجويد نفسه بل يمكن أن نعتبره قد عبر مرحلة الاستقرار مما يسمح له بالتغيير والتجويد الدائم فى عمله، وأحمد مكى له حالته التى عمل عليها ويجتهد فيها وهدف كل من النجمين مختلف، فمكى يثبت أقدامه ويصنع قاعدته مع الجمهور، أما حلمى فهو ثابت من تراكمات أفلامه كما أسلفنا والمقارنة ظالمة بين الاثنين. هى مجرد مصادفة غير مقصود بالطبع هكذا بادرنا الناقد السينمائى طارق الشناوى عندما سألناه عن لعبة القط والفأر بين النجمين مؤكدا أنه، وبالرغم من إيمانه الكامل بموهبة أحمد مكى واحتلاله مكانة جيدة لدى بعض جماهيره فإنه شخصيا يرى أن حلمى ليس فى حاجة لأن يشغل باله بأى من منافسيه فهو يحقق ومنذ فترة طويلة أعلى الإيرادات، وبالتالى فليس منطقيا أن يكون هو مهتما بملاحقة مكى. وحول التشابه فى كاتب السيناريو أكد الشناوى أنه شخصيا يعتقد أنه بالطبع غير مقصود، ولم يتعمده البطلان لكنها مصادفة بحتة، وهو شخصيا يرى أن مكى يمتلك موهبة كبيرة، لكنه يجب أن يخرج من إطار «إتش دبور» ليستطيع أن يكمل ولا يكرر تجربة القولبة، التى حدثت لمحمد سعد من قبل فى شخصية اللمبى، ويعيب طارق على صناع فيلم ألف مبروك أنهم لم يلتزموا بما أعلنوه من قبل من أنهم سيكتبون مصادر الفيلم الأصلية على تيتراته وهو ما لم يحدث فقصة سيزيف تختلف تماما عن قصة الفيلم الذى شاهدناه. أما الناقدة ماجدة خير الله فاعتبرت سؤالنا لها هو محاولة منا للتأويل وأكملت مستنكرة أحمد حلمى لديه حصيلة ولا يضع مكى فى رأسه، فهذا هو ثانى أفلام مكى وهما الاثنان فى حالهما ولا توجد بينهما لعبة قط وفأر أبدا وحتى لو قارن البعض فى قصة الإيرادات فمثلها مثل المقارنة بين أى فيلمين بالسوق، ولا توجد حالة تنافسية، لكنها محاولة صحفية لصنع صراع بينهما فلا أحمد حلمى ولا أحمد مكى يفكران فى هذا أصلا، وأنا أتمنى أن يكثر النجوم وتمتلأ بهم الساحة، فهذا مفيد جدا للوسط الفنى وعن وجهة نظرها فى الفيلمين تؤكد ماجدة أنها تعتقد أن الفيلمين كل منهم فى إطار بعيد تماما عن الآخر، ف«1000 مبروك» فيلم جديد فى أفكاره وطريقة تقديمه وحتى فى ممثليه الجدد أما «طير إنت»، فهو سخرية لاذعة من كل شىء، وهى تعرف مكى شخصيا وتثق أنه يفكر بطريقة أخرى غير فكرة الصراع مع أحد وأنه سيطور من نفسه سريعا ليتخلص من أخطاء البدايات. أما الناقدة ماجدة موريس فكان رأيها أنها ليست لعبة بين النجوم، ولكنها لعبة بين شركات الإنتاج تبحث عن الإيرادات أنهم يبحثون عن الغلة، وهو ما يشبه عمليات التسخين قبل مباريات كرة القدم، لكنها كلها أمور لا يحسمها إلا المستوى الفنى للفيلم والحكم هنا للجمهور، وأكدت ماجدة أن النجوم لا يهتمون بهذا، لكنها إحدى طرق الدعاية التى تتحول أحيانا لدعاية رذلة لتسخين اللعب والجمهور، وعموما ترى موريس أن المقارنة بينهما لا تجوز، وحلمى يكسب لأن شخصياته طازجة أجبرتها على احترام صناعه عكس فيلم مكى الذى يمكن اختصاره فى كلمة مجموعة اسكتشات لا جديد فيها.