تراجع السينما المصرية بشكلها التقليدي يجعل السؤال عن فيلم الخيال العلمي المصري أو فيلم الرسوم المتحركة المصري يبدو نوعًا من تضييع الوقت والصراخ في صحراء غير مأهولة بالناس، كتب التاريخ تؤكد أن بداية فكرة الرسوم المتحركة التي تعرض لموقف علي هيئة صور متتابعة تعود لزمن قدماء المصريين، وهناك بردية تصور مباراة مصارعة بين شخصين مرسومة كأنها معدة لفيلم رسوم متحركة، ولو تم عرض صور هذه البردية بتقنية الصور المتحركة ستصنع فيلم رسوم متحركة بالفعل، ولكن بعيداً عن شئون وشجون التاريخ يبدو حال الرسوم المتحركة في مصر بلد السينما في الشرق الأوسط لا يسر ولا وجود حقيقي له رغم وجود تجارب وفنانين موهوبين بالفعل يتمنون صنع فيلم رسوم متحركة مصري، لكن الأمر يحتاج أكثر من الأمنيات، يحتاج وجود صناعة قوية يمكن أن تحول هذه التجارب إلي أعمال حقيقية، ويحتاج إلي وقوف مخرجين مهمين وكتاب سيناريو موهوبين خلف التجربة، والإيرادات المتزايدة التي تحققها أفلام الرسوم المتحركة الأمريكية الأخيرة التي تعرض في دور العرض المصرية تجعل السؤال عن فيلم رسوم متحركة مصري أمرًا مشروعًا تماماً، فإنتاج مثل هذا الفيلم ليس معجزة لو تضافرت الجهود وأخذ الأمر بجدية كافية، فمصر بها كل الهيئات التي تؤكد أن الرسوم المتحركة جزء من الثقافة المصرية بينما يغيب فيلم الرسوم المتحركة نفسه، مهرجان سينما الأطفال المصري الذي تنظمه سنوياً وزارة الثقافة، وملتقي أفلام الرسوم المتحركة الذي ينظمه صندوق التنمية الثقافية بالتعاون مع الجمعية المصرية للرسوم المتحركة كلها فعاليات تؤكد الاهتمام بهذا الفرع من الفن، لكن الواقع يؤكد أن وجوده ينحصر في الإعلانات التجارية للآيس كريم وبرامج المسابقات مثل كرومبو وغيرها من الفقرات التي تبدو مجرد موضة تسعي للمكسب أكثر من كونها تطوير لهذا الفن الذي أصبح يدرس في كليات الفنون الجميلة منذ سنوات، ومازال هذا الفن يحتاج إلي دفعة ما لينطلق ويشبع الجماهيرية المتنامية له، وهي جماهيرية لم تبدأ منذ الآن بل منذ كان كرتون «توم وجيري» محببًا للكبار والصغار كفقرة مميزة في دور العرض السينمائي تقدم قبل الفيلم الرئيسي كجزء من الترفيه في دور العرض قبل أن تختفي بلا سبب مفهوم وتحتل الإعلانات مكانها، ومنذ سنوات قليلة بدأ استخدام تقنية الرسوم المتحركة في بعض الأعمال القليلة التي تعرض علي التليفزيون بين الحين والآخر، وفي أفضل الأحوال تظل تجارب مسلسلات مثل «بكار» و«سوبر هنيدي» و«بسنت ودياسطي» مجرد محاولات علي الطريق لم تتطور وتنتشر وتستمر لأسباب كثيرة أهمها: أنها لا تسعي إلي البداية من حيث انتهي الآخرون بدلاً من الظهور بصورة سطحية وركيكة لا تقارن بالأعمال الحديثة المنتشرة علي قنوات الرسوم المتحركة، ففن الرسوم المتحركة تطور كثيراً ويجب مواكبة صناعة السينما لهذا التطور من بين كثير من التطورات التي تتابعها السينما، فالاستعانة بكاميرات حديثة وفرق متخصصة في تنفيذ مشاهد الأكشن ليس نهاية المطاف بالنسبة لتطور السينما الأمريكية، وبالطبع يجب إلي جوار طلب العلم وجود الدعم المالي لإنتاج منتظم يمكن أن يمثل نواة لمادة مصرية خالصة تعرض في السينما أو في قنوات الأطفال والعائلة، وأقصي طموح للوجود الفني المصري لا يتجاوز التعاون مع شركات الإنتاج الأمريكية لعمل دوبلاج الصوت للأفلام الأمريكية التي تقوم به شركة ديزني لعدد من أفلامها التي تنطق باللهجة المصرية وبلسان عدد من نجوم التمثيل المصريين مثل «محمد هنيدي» و«يحي الفخراني» و«عبد الرحمن أبو زهرة» و«أحمد السقا» و«مني زكي» و«حنان ترك» وغيرهم من الممثلين المصريين الذي ظهروا بأصواتهم في العديد من الأعمال الشهيرة لديزني، وهذه الأسماء التي ظهر صوتها لدبلجة حوار أحدث أفلام الرسوم المتحركة تظل مجرد أصوات مصرية علي رسوم أمريكية، وهو ليس إنجازًا كبيرًا إذا علمنا أن ديزني ما زالت تطبع نسخة فيلم «سنو وايت» الأولي من إنتاج عام 1937 بأصوات ممثلين مصريين شاركوا في دبلجة الفيلم في فترة السبعينيات، حيث قامت الممثلة «فاطمة مظهر» بالأداء الصوتي لشخصية «سنووايت»، كما قام «عبد الوارث عسر» بأداء صوت الراوي وشاركت المطربة «عفاف راضي» بأداء الأغاني، وإلي حد كبير هناك غياب لنقطة مهمة هي أن الرسوم المتحركة ليست فنًا للأطفال فقط، بل هي وسيلة للتعبير الفني يمكن أن يقدم للعائلة بأكملها ويمكن أن يقدم بصورة خاصة للمتفرج الناضج، وليس ببعيد حيث حصلت إسرائيل علي جائزة الجولدن جلوب عن فيلم «الرقص مع البشير»Waltz With Bashir» الذي يصور الغزو العسكري الإسرائيلي لجنوب لبنان، ويقدم رؤية إسرائيلية لمجازر صابرا وشاتيلا، وكان لاستخدام تقنية التحريك في الفيلم دور كبير في منح الفيلم شكل فني مختلف لفت النظر للفيلم وحقق له العديد من الجوائز الأخري. أفلام الرسوم المتحركة.. خطوة باقية علي جائزة الأوسكار تقترب أفلام الكارتون والأنيمشن التي تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة من الوصول للجائزة الكبري في عالم السينما وهي جائزة أوسكار أفضل فيلم، هذا العام رشح فيلم المخرج «بيت دوكتر» «Up» لخمس جوائز أوسكار بينها جائزة أفضل فيلم، وقد حصل بالفعل علي جائزة أفضل فيلم أنيمشن، بالإضافة إلي جائزة الموسيقي التصويرية، وقبل الاوسكار كان نفس الفيلم هو فيلم افتتاح مهرجان كان العام الماضي وهي سابقة تؤكد ليس فقط جودة وأهمية الفيلم بل التقدير والاحترام الذي أصبح يحصل عليه فيلم الرسوم المتحركة داخل الوسط السينمائي والمهرجانات الدولية، هذا العام شهد الاوسكار منافسة فيلم أنيمشن أيرلندي لأفلام هوليوود وهو فيلم «The Secret of Kells»، أفلام الكارتون الياباني أصبحت شهرتها طاغية في العالم كله ولها عدد كبير ومتنام من المعجبين، وهناك العديد من أفلام الرسوم المتحركة من جميع الجنسيات لفتت النظر بشدة إلي أن هذا الفن الذي بدأ مجرد مغامرات ملونة لطيفة للأطفال وصل إلي أن أصبح محل إعجاب واهتمام قطاعات مختلفة ومتنوعة من المشاهدين، وانتقلت تلك الأفلام من تصنيف «أفلام الأطفال» إلي تصنيف آخر يصفها بأنها «أفلام العائلة"، وقد تطورت موضوعات أفلام الرسوم المتحركة ودخلت حبكاتها كثيرًا من الحكايات التي تثير إعجاب الكبار، وبعضها احتوي علي قدر من العمق والفلسفة التي تخاطب الشخص الناضج، وقد ساهم التطور الذي تشهده تقنية العرض السينمائي بتكنولوجيا 3d أو التصوير الثلاثي الأبعاد في صنع طفرة في تنفيذ أفلام الرسوم المتحركة التي كانت قد شهدت طفرة في التسعينيات بدخول الكمبيوتر وبرامج الجرافيك عالم التحريك وظهور ما يعرف بتكنولوجيا CGI التي نقلت الرسوم المتحركة من عالم الرسم والتلوين علي الورق إلي برامج الكمبيوتر المتقدمة التي تقدم للفنان التقنية والبدائل المتنوعة لصنع فيلم كارتون مختلف يحتوي علي رسوم دقيقة وتحريك متقن ومحاك للطبيعة، وبالإضافة إلي وصول الرسوم إلي درجة من الدقة والإبهار أصبحت الشخصيات الكارتونية تبدو كأنها كائنات حقيقية من خلف نظارة الرؤية ثلاثية الأبعاد التي يضعها المتفرج علي عينيه في دار العرض فينتقل إلي رحلة إلي عالم سحري يبدو حقيقياً. قصة حب الروبوت «ول - اي» والروبوت «ايفا» فيلم WALL-E الذي أخرجه «ادوار ستانتون» عام 2008 من الأفلام التي غيرت الشكل النمطي لموضوعات أفلام الرسوم سواء من ناحية التقنية أو من ناحية الموضوع، في هذا الفيلم الحوار قليل جداً حتي إن أكثر من نصف الفيلم تقريباً ليس به حوار علي الإطلاق، وقد حمل الفيلم فكرة فلسفية عميقة رغم الشكل البسيط الذي يظهر به، تدور أحداث الفيلم في المستقبل حينما يهجر البشر كوكب الأرض الذي تضرر كثيراً بسبب التلوث حتي إن النبات لم يعد يجد تربة صالحة للنمو، ويذهب البشر جميعاً إلي العيش في مجمعات في الفضاء الخارجي تدار بواسطة مجموعة من الروبوتات شديدة الذكاء، يصور الفيلم الأرض علي أنها أصبحت مكب نفايات المجمعات الفضائية، وترسل كل فترة مركبات فضائية بها روبوتات تحاول تنظيف الأرض تمهيداً لإعادتها كمكان صالح للعيش مرة أخري إلا أن جميع الروبوتات تفشل، ويستمر روبوت واحد هو «وال - اي» في محاولة تنظيف الأرض، ومع مرور مئات السنين تتطور شخصيته ويكتسب نوعاً من المشاعر الإنسانية، وذات يوم يرسل الإنسان الروبوت «ايفا» لعمل فحص روتيني لتربة الأرض، والبحث عن إمكانية وجود فرصة للحياة النباتية ويقع «وال - اي» في حب «ايفا» ويذهب بصحبتها إلي الفضاء ليلتقي بالناس الذين يعيشون حياة مترفة للغاية في الفضاء، مما تسبب في بدانتهم الشديدة وكسلهم، ويحاول «وال - اي» دعوة البشر إلي الأرض لإعادة اعمارها بعد اكتشافه لإمكانية زراعة نباتات في الأرض، ولاشك أن الفيلم بفكرته العميقة يحمل بعض الإسقاطات الدينية منها قصة «أدم» و«حواء"، فاسم «ايفا» في الإنجليزية هو المرادف لاسم «حواء» في اللغة العربية، كما أن الرسالة الأهم للفيلم هي الدعوة للحفاظ علي البيئة والاهتمام بالمشاعر الإنسانية، ففي الفيلم نري الإنسان بسبب إفراطه في استعمال الآلة والاعتماد عليها يفقد القدرة علي التواصل مع الآخرين، كما يفقد القدرة علي التعبير عن مشاعر الحب والرعاية والاهتمام، بينما يصل أثر مخزون المشاعر والأحاسيس التي تعرض لها الروبوت «وال - اي» من خلال مشاهدة الأفلام إلي اكتساب مشاعر الحب والحزن والغضب الإنسانية وأصبح يتصرف في الفيلم بإنسانية أكثر من الإنسان نفسه. حينما يمل العجوز من حياته ووحدته يطير بمنزله إلي السماء كلمة السر في تفوق أفلام الرسوم المتحركة المعاصرة ووصولها إلي عدد كبير من الشرائح العمرية هي أنها لم تعد تتوجه للأطفال بصورة خاصة، بالفعل شخصياتها تظل مرسومة بصورة كاريكاتورية مضحكة، ولكنها تثير مرح وضحك الكبير قبل الصغير، هي أعمال كثير منها يعتمد علي الكوميديا والمواضيع الإنسانية، وفي حالة فيلم «الي أعلي» أو « Up» نجد أن بطله الرئيسي شخص عجوز يسير بصعوبة ممسكاً بعصاه، ويعيش وحيداً في منزل قديم يبدو نشازا وسط حركة بناء ناطحات السحاب الضخمة التي تحدث من حوله، لا شيء ممتع أو مغامرات مثيرة يمكن توقعها من مثل هذا الشخص العجوز المنطوي المتبرم ولكن ذلك هو التحدي وتلك هي المغامرة الذي دفعت شركتي «بيكسار» التي صممت ونفذت الفيلم و«ديزني» منتجة العمل إلي خوض مشروع صنع هذا العمل الممتع، الجزء الأول من الفيلم يصور حياة هذا الشخص العجوز المدعو «كارل فريدركسن» منذ كان طفلاً صغيراً خجولاً مولعاً بمغامرات مكتشف شهير، إلي مقابلته طفلة في مثل عمره تهوي المغامرة، كثيرة الكلام والضجيج، ويتحول الطفل والطفلة إلي صديقين ويتفقان علي أنهما سيذهبان معاً في منطاد ذات يوم إلي مغامراتهما الخاصة في أمريكا الجنوبية عند شلال شهير طالما حلما بزيارته، ثم يكبر الطفلان معاً ويتزوجان وتبدأ ظروف الحياة تجرهما بعيداً عن حلمهما الكبير، الزوج يعمل بائعًا لبالونات الأطفال ويعيش سعيداً مع زوجته، الزوجة المحبة لزوجها لا تستطيع الإنجاب وتحقيق حلم الأمومة مما يحزنها كثيراً، والمال الذي يدخرانه من أجل حلمهما الكبير ينفقانه كل مرة علي ضرورة ملحة من ضرورات الحياة، يكبر الزوج والزوجة وتعتل صحة الزوجة وتموت ليبقي الزوج العجوز الذي تجاوز عمره 80 عاماً يعيش علي ذكرياته، قصة رومانسية ناعمة ومؤثرة قدمها المخرج علي هيئة لقطات فوتومونتاج نراها كأنها كليب رومانسي بدون حوار بمصاحبة موسيقي تصويرية بديعة كتبها «مايكل جياتينو» الذي حصل علي اوسكار متوقع هذا العام، أحداث الفيلم تبدأ في الثلاثينيات لتنتقل إلي الزمن المعاصر، حيث يجد العجوز نفسه مضطراً إلي الذهاب إلي دار مسنين بحكم محكمة بعد أن ضرب عامل بناء بعصاته لأنه حطم صندوق بريده الخاص الذي يعتز به كثيراً، يقرر الرجل في لحظة أن يثور علي حاله فيطلق آلاف البالونات المربوطة بسقف منزله ويطير بالمنزل بعيداً إلي شلال أمريكا الجنوبية لتحقيق رغبة زوجته الراحلة، وكان آخر شيء يتوقعه أن يجد علي باب شرفته وهو جالس في منزله الذي يطير بين السحاب طفلاً صغيرًا ينتمي للكشافة زاره مرة واحدة وعامله العجوز بتبرم شديد. شخصية الرجل العجوز تم اقتباسها من شخصيتي الممثل «سبنسر ترايسي» والممثل «والتر ماثاو» مما جعلها شخصية محببة رغم تصرفاتها المزعجة أحياناً. الكوكب 51 وكائناته الفضائية تخشي من غزو البشر تقوم فكرة واحد من أحدث أفلام الرسوم المتحركة وهو فيلم «الكوكب 51» «Planet 51» علي فكرة الخوف من غزو الكائنات الفضائية المخيفة التي طالما صورتها السينما وقصص الكوميكس والخيال العلمي علي أنهم كائنات خضراء مخيفة تشبه الضفادع، تخيل لو أن هناك عائلة مكونة من أب وأم وأطفالهما يقيمون حفل شواء في فناء منزلهم ووجدوا أمامهم فجأة كائنًا فضائيًا من هذه الكائنات التي يسمعون ويقرأون عنها دائماً عنها وتتحدث عن خطرهم وشرهم ووحشيتهم، تخيل كم الذعر الذي سيصيب تلك العائلة، وتخيل انتشار هذا الذعر إلي المنازل المجاورة والحي بأكمله والمدينة إلي أن يصبح الذعر قومياً وتستنفر الشرطة والجيش للقضاء علي هذا الكائن الغريب، هذا ما يحدث في هذا الفيلم مع عكس الأدوار، فالمدينة اللطيفة التي يعيش أهلها في سلام هي مدينة في كوكب بعيد يدعي كوكب 51 أهله من ذوي البشرة الخضراء وملامحهم هي ملامح الكائنات الفضائية التي نعرفها، ولكن هنا القصة تحكي من وجهة نظرهم حينما يهبط علي كوكبهم رائد فضاء بشري فيحيل حياتهم إلي رعب خاصة مع كم الحكايات المرعبة التي سمعتها هذه الكائنات عن وحشية البشر. يتناول الفيلم فكرة التعايش بين الكائنات المختلفة وفكرة الأفكار غير الحقيقية المبنية مسبقاً عن الآخر، وهي أفكار تضع الآخر المجهول دائماً في خانة العدو المخيف، ففي الوقت الذي كانت الكائنات الفضائية تجري خوفاً من أمام رائد الفضاء المخيف كان هو نفسه يجري من أمامهم فلم يكن يعلم أنه هبط في كوكب مأهول بالكائنات المختلفة عن جنسه، تحدث الصداقة بينه وبين شخصية منهم بعد ذلك وهي شخصية البطل التي يظهر في الفيلم رافضاً دائماً الفكرة النمطية عن أن كل غريب هو شرير، بل إنه يرحب بالحوار مع هذا الآخر مما يجعله متهماً بخيانة جنسه من قبل من حوله من الأهل والمعارف ومسئولي الدولة، ولكنه ينجح في النهاية في إثبات خطأ الآخرين وصوابه هو وهذا هو المضمون الذي أراده الفيلم في النهاية. سماء ملبدة بالغيوم مع احتمال سقوط «كفتة»! يدعو هذا الفيلم إلي المغامرة والبحث الدائم عن الجديد وعدم الاستسلام إلي الرتابة والتقليدية مهما صادف الإنسان من عقبات وإحباط في حياته، ومن خلال قصة كوميدية للفيلم الذي حمل عنوان «سماء ملبدة بالغيوم مع احتمال سقوط كفتة» «Cloudy with a Chance of Meatballs » نتابع حكاية طفل يهوي الاختراع ويفشل كثيراً بسبب تسرعه في طلب النتائج، يخترع وهو تلميذ صغير سبراي يرشه علي قدميه كبديل عن الحذاء الذي يستغرق وقتاً في ارتدائه وضبط رباطه لكنه ينسي اختراع ما يزيل هذا الطلاء فيعيش به طوال حياته يذكره دائماً بفشله، ويكبر وهو يحاول مساعدة أهل مدينته الصغيرة المطلة علي الساحل رغم أنهم يسخرون منه ومن أفكاره الجنونية، وتعيش تلك المدينة علي طعام واحد هو السردين الذي يصطاده السكان يصدرون كثيرًا منه إلي المدن الأخري ولكن يبقي خيارهم الوحيد كطعام، ويتمكن المخترع الشاب من اختراع ماكينة تحول الماء إلي طعام، وأثناء عرض اختراعه في ساحة المدينة يحدث عطل بالماكينة وتندفع طائرة في الهواء لتبتلعها السحب، وبعد لحظات يفاجئ السكان بالطعام يسقط عليهم مثل المطر، آلاف من ساندويتشات الهامبرجر وقطع الأيس كريم والبيتزا والمكرونة والفطائر والحلوي الشهية تسقط علي السكان المرعوبين في البداية والمستمتعين في النهاية بهذا الكم من الطعام الشهي واللذيذ الذي يهبط من السماء، تتغير حال المدينة وحال المخترع ولكن يصبح الطعام بوفرته الزائدة وأحجامه المبالغ فيها عن الحد مشكلة بالنسبة لأهل المدينة خاصة حينما يقضون يومهم في الهرب من قطع التورتة الضخمة التي تسقط فوق رؤوسهم أو قطع الزيتون التي تتدحرج خلفهم كأنها أحجار سقطت من جبل. الفيلم مأخوذ عن قصة للأطفال كتبها «جودي باريت» عام 1978 وأنتجته شركة سوني وأخرجه كل من «فيل لورد» و«كريس ميلر».