«الوطنية للانتخابات» تعلن جاهزية اللجان الانتخابية لاستقبال الناخبين    محافظ البحيرة تتفقد مدرسة STEM.. أول صرح تعليمي متخصص لدعم المتفوقين    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    «القومي للمرأة»: تشكيل غرفة عمليات استعدادا لانتخابات مجلس النواب    موفدو الأوقاف بالخارج يدلون بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب بمقار السفارات والقنصليات المصرية (صور)    «العمل» تعلن اختبارات منح التدريب المجانية بالمعهد الإيطالي لتأهيل الشباب    محافظ قنا يترأس اجتماع لجنة استرداد أراضي الدولة لمتابعة جهود التقنين وتوحيد الإجراءات    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    «المشاط» تتلقى تقريرًا حول تطور العلاقات المصرية الألمانية واستعدادات انعقاد المفاوضات الحكومية    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 69.176 شهيدا و170.690 مصابا    ضبط زوجين إيرانيين يحملان جوازي سفر إسرائيليين مزورين بدولة إفريقية    بعد فيديو الشرع وكرة السلة.. ما الهوايات المفضلة لرؤساء العالم؟    المجلس التشريعي الفلسطيني: إسرائيل تتبع استراتيجية طويلة المدى بالضفة لتهجير شعبنا    تحسين الأسطل : الأوضاع في قطاع غزة ما زالت تشهد خروقات متكررة    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    توروب يعلن تشكيل الأهلي لمباراة الزمالك    ياناس يا ناس زمالك عايز الكاس .. كيف حفز الأبيض لاعبيه قبل مواجهة الأهلى بالسوبر ؟    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو دهس مواطن بالإسكندرية    ضبط 69 مخالفة تموينية متنوعة في 7 إدارات بالقليوبية    فضيحة داخل المستشفى.. ننفرد بنشر قائمة العقاقير المخدرة بمستشفى تخصصي بشبرا    أثناء سيره في الشارع.. مصرع شاب طعنًا في قنا    أشرف العشماوي ناعيا الروائي مصطفى نصر: ظل مخلصا لمكانه وفنه حتى النهاية    رئيس منتدى مصر للإعلام تستقبل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام    «تنتظره على أحر من الجمر».. 3 أبراج تقع في غرام الشتاء    سمير عمر رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة يشارك في ندوات منتدى مصر للإعلام    مرفت عمر بلجنة تحكيم مهرجان ZIFFA في السنغال    على مدار 6 ايام متواصلة.. قوافل طبية وتوعوية تقدم خدماتها ل 8984 مستفيد بأسيوط    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    صينية القرنبيط بالفرن مع الجبن والبهارات، أكلة اقتصادية ومغذية    توقيع مذكرة تفاهم بين التعليم العالي والتضامن ومستشفى شفاء الأورمان لتعزيز التعاون في صعيد مصر    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    ما حكم الخروج من الصلاة للذهاب إلى الحمام؟ (الإفتاء تفسر)    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    استخرج تصاريح العمل خلال 60 دقيقة عبر "VIP إكسبريس".. انفوجراف    أهم 10 معلومات عن حفل The Grand Ball الملكي بعد إقامته في قصر عابدين    التنسيقية: إقبال كثيف في دول الخليج العربي على التصويت في النواب    صرف تكافل وكرامة لشهر نوفمبر 2025.. اعرف هتقبض امتى    القاهرة تحتضن منتدى مصر للإعلام بمشاركة نخبة من الخبراء    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    الأوقاف توضح ديانة المصريين القدماء: فيهم أنبياء ومؤمنون وليسوا عبدة أوثان    تأجيل محاكمة 10 متهمين بخلية التجمع لجلسة 29 ديسمبر    «كفاية كوباية قهوة وشاي واحدة».. مشروبات ممنوعة لمرضى ضغط الدم    مواعيد مباريات الأحد 9 نوفمبر - نهائي السوبر المصري.. ومانشستر سيتي ضد ليفربول    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    تشييع جنازة مصطفى نصر عصر اليوم من مسجد السلطان بالإسكندرية    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    أمين الفتوى: الصلاة بملابس البيت صحيحة بشرط ستر الجسد وعدم الشفافية    على خطى النبي.. رحلة روحانية تمتد من مكة إلى المدينة لإحياء معاني الهجرة    جاهزية 56 لجنة ومركز انتخابي موزعة على دائرتين و 375543 لهم حق التوصيت بمطروح    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    «الكلام اللي قولته يجهلنا.. هي دي ثقافتك؟».. أحمد بلال يفتح النار على خالد الغندور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد السقا: لا أتمنى أن أكون إبراهيم الأبيض ولن أضيع عمري بحثا عن العالمية
نشر في الشروق الجديد يوم 27 - 05 - 2009

هو فتى السينما الشقي الذى أصبح ركنا من أركانها وضلعا كبيرا فى حسبة السوق وشباك التذاكر.. إن النجم أحمد السقا الذى تفوح منه رائحة العالمية وتكسوه الموهبة الطاغية التى لم يختلف أحد عليها.
* أصبحت بالنسبة لكثير من الشباب نموذجا وقدوة فهل هذا يمثل حملا كبيرا عليك عند اختيارك لأدوارك؟
لا أشعر بهذا الحمل إطلاقا، لأن الغالبية العظمى من الشخصيات التى أقدمها على الشاشة قريبة منى ومن أفكارى.. ومعظم أدوارى على الشاشة هى جزء من شخصيتى الحقيقية، وأعتقد أن هذا يكون حملا على من يضطر لتغيير شخصيته على الشاشة.
أما أنا فشخصيتى لم تتغير منذ أن كنت فى الصف السادس الابتدائى، فحياتى التى أعيشها لم تتغير حتى الآن، إلا أننى كبرت سنا واكتسبت خبرات أكثر وأصبحت أكثر عقلا وحكمة، لكنى مازلت حتى الآن أرتدى البنطلون الجينز والتيشيرت، ولا أرتدى البدلة إلا فى الأفراح، فطبيعتى التى أتعامل بها مع الناس لا تكون حملا أو عبئا على، واعتبر أننى أمارس لعبة تشبه الشطرنج، وهناك فرق كبير بين أن تكون من عناصر اللعبة، أو أن تشاهدها من بعيد، فمشاهدة الدنيا من بعيد أجمل بكثير من العيشة فيها..!
* وأنت كيف تعيش شخصياتك السينمائية وكيف تتفرج عليها؟
أولا، أتفرج عليها خلال قراءتى للسيناريو، لكن بعد ارتدائى الشخصى ودخولى الاستوديو أكون أنا الشخصية وهى أنا، ومع ذلك فلا أعرف ماذا أفعل حتى أسمع كلمة «أكشن» من المخرج، وساعتها أشعر أن لغة الجسد والتفاصيل البصرية والحركية للشخصية التى ألعبها تخرج منى بعد هذه الكلمة.
وعندما يصدق الممثل الشخصية التى يجسدها فإن كل ما يقدمه على الشاشة يبدو حقيقيا، وهذه إحدى مدراس الشغل ومن الممكن أن لا يتفق معى البعض أو يختلف، وهذا أمر طبيعى وليس عيبا.
* هل هذا معناه أنك ترتجل فى أفلامك؟
لا أرتجل، وألتزم بالسيناريو المكتوب تماما ، ولكن أترك نفسى أثناء تصوير المشهد على طبيعتى «بالفطرة»، وهناك مدرستان فى الإخراج، الأولى تنفيذ كلام المخرج بنسبة 100%، والثانية تقدم حلا وسطا بين الممثل والمخرج لأنه يكون للجسد ردود أفعال طبيعية تخرج أثناء التصوير، وليس الارتجال فقط فى الكلام، فمن الممكن أن يكون فى السكوت أو فى حركة اليد، والأشياء التى تكون حولك، وفى تقديرى أن حركة الممثل عندما تكون بها تلقائية وتخرج بلغة الجسد بشكل طبيعى تكون بها مصداقية أكثر من لو تم حسابها بالورقة والقلم.
* ما رؤيتك لمزج الأكشن بالدراما فى أفلامك؟
أحاول قدر الإمكان أن تكون الدراما فى أعمالى هى البطل وأن يكون الأكشن فقط عنصر جذب للمشاهد، وأن تستوعبه دراما العمل لا أن يفرض عليها، وأن يكون الأكشن موظفا داخل الأحداث لا أن يكون فقط مجرد «شو»، فأنا أتحكم فى نفسى لكى لا تكون نسبة الأكشن فى الفيلم أكبر من حجم الحدث.
وهناك فرق بين أن يكون الممثل هو من يقدم الأكشن بنفسه، وبين فنان آخر يأتى فى مشهد وهو يجرى ويأتى فى مشهد آخر بعد أن يكون قد انتهى من الجرى، وأنا أحب عمل كل مشاهد الأكشن بنفسى لأن ربنا سبحانه وتعالى أعطانى القدرة والصحة على أن أقدم كل متطلبات الشخصيات التى أجسدها بنفسى، فلماذا أتردد فى عملها. وفى فيلم «إبراهيم الأبيض» كانت هناك مشاهد أكشن ومطارادات استخدمنا فيها الأسلحة البيضاء وكانت صعبة جدا، واستغرقت فى تعلمها أكثر من 4 أشهر.
* ولكن فى كثير من الأحيان تتعرض للمخاطر؟
هناك من يحصلون على نقودا كثيرة جدا من أجل تأمينى فى كل مشهد صعب أصوره، كما أنى تعلمت الأكشن ودرسته، وهذا ليس معناه أننى سأقدم حتى المشاهد الصعبة التى لا أعرفها، فما لا أعرفه لن أقدمه.
وأجمل شىء تحديدا فى أكشن فيلم «إبراهيم الأبيض» أن المشاهد لن يفصل بين الدراما والأكشن لأنهما متداخلان ومتناغمان جدا.
* تعرض الفيلم بعد عرضه فى مهرجان «كان» لبعض الانتقادات منها أن نسبة المشاهد الدموية كبيرة جد،ا ما تعليقك؟
لماذا يقول الأجانب على «إبراهيم الأبيض» فيلم دموى، رغم أن أفلامهم مليئة بالدماء وهم من ابتدعوها، كما أن هناك كثيرا من الأفلام لن أذكر أسماءها، كانت أحداثها دموية أيضا ولم يعلق أحد عليها بشىء.
* ربما لأن هذه المشاهد جديدة على السينما المصرية؟
السينما بشكل ما فن محاكاة للواقع.. وليس معنى هذا أن كل ما هو فى الواقع ينقل على الشاشة، لأنه سيكون «فجا» وأحيانا أخرى يكون فوق مستوى الجماليات والمثاليات فلا يصدقه أحد، فالفن هو الانتقاء من الواقع وإعادة ترتيبه وتهذيبه قبل عرضه للمتلقى.
* هل هذا يشير إلى أن أفلامك عن قصص حقيقية؟
إنما كممثل لا يشغلنى أن كانت قصص أفلامى حقيقية أم لا، ثم إن هناك فرقا بين مخرج السينما والمواطن العادى فى رؤية الأشياء، فالإنسان العادى إذا مر مثلا على «خرابة» سيراها مثلما هى، أما الفنان فسيراها يراها من زوايا معينة بأشكال جمالية، ونحن فعلنا هذا فى إبراهيم الأبيض، فنحن نقلنا الواقع فى شكل ملحمى وفنى، يقترب إلى الإغريقى فى نزعته، وكان مرادنا تفخيم هذه النوعية من البشر، وإلقاء الضوء عليهم وعلى حياتهم من زاوية جمالية وليس من زواية «فجة».
* لماذا لا تؤكد أن أفلامك لها صلة بالحقيقة رغم أن هذا فى صالحك؟
إذا كان صحيحا أن الفيلم له صلة بقصة حقيقية فسيكون مردود هذا جيدا على مستوى الإيرادات، كما أنه يفيد فى الدعاية للعمل، لكن إذا كانت هناك شخصيات كثيرة مثل «إبراهيم الأبيض» تكون مصيبة سوداء، وأنا لست مقتنعا بأن هناك قصة حقيقية تنقل إلى السينما كما هى، لأن هذا لا يحدث إلا فى الأفلام الوثائقية.
* قيل أيضا بعد عرض الفيلم فى «كان» إنه على طريقة أفلام «رامبو»، و«روبن هود» ما تعليقك؟
أعتقد أن النقاد الأوروبيين رأوه كذلك لأنهم يشاهدون الفيلم من منظورهم، ولكن إذا دخلتم على موقع «يوتيوب» ستجدوا عليه معارك حقيقية مصورة فى مناطق مختلفة، هذه المعارك هى التى قدمناها فى الفيلم ولكن فى صورة سينمائية.
كما أن الأكشن والعنف عندنا مختلف تماما عن الغرب فنحن عندنا «الخناقة» تنتهى فى دقيقتين وهناك جملة شائعة فى المناطق الشعبية «الأيد السابقة لاحقة» فثقافتنا الفلكلورية مختلفة عن الأوروبيين فى هذا المجال ، وهذا ليس دفاعا عن الفيلم، ومع احترامى لوجهة نظرهم، لكنهم كيف يحكمون على الفيلم من هذه الزاوية وهم لا يعيشون معنا ولا يعرفون ثقافتنا.
* عرض الفيلم فى كان بهدف توزيعه فى الخارج فهل تحقق هذا الهدف؟
لقد تحقق هذا بشكل كبير، فالتكتل الجديد فى السينما المصرية يعمل منذ 4 سنوات لزيادة التوزيع الخارجى وأعتقد أن «إبراهيم الأبيض» سيجنى ثمار هذا المجهود، ورغم أن هذه هى المرة الأولى التى أمشى فيها على السجادة الحمراء لكنى رأيت بعينى 700 كرسى يجلس عليها ممثلو شركات التوزيع العالمية، وسجلت معى العديد من القنوات الفضائية، وقالت لى كلاما لأول مرة أسمعه، فكلمة الحق التى أريد قولها إن عرض الفيلم فى مهرجان «كان» أحدث فرقا معه فى التوزيع الخارجى، فهذه السوق فتحت أفاقا جديدة للتوزيع فى الخارج.
* الفيلم تم إعادة كتابته 11 مرة بخلاف المرة الأخيرة التى سبقت التصوير مباشرة، فهل كان هناك تعديل بسبب أفلام العشوائيات التى تم تقديمها بكثرة فى الفترة الأخيرة؟
نحن نعمل على فيلم «إبراهيم الأبيض» منذ عام 1998، وشاءت الظروف أن يقدم هذا العام، والسيناريو لم نعدل فيه لتشابهه مع قصص الأفلام الأخرى، وكان التعديل بسبب نضجنا نحن صناع الفيلم، فالجميع اختلفوا منذ أن كتب عباس أبوالحسن السيناريو للمرة الأولى منذ 10 سنوات، لكن الإطار الرئيسى للسيناريو لم يتغير، وفيلمنا ليس قصة عنف أو ثأر أو صراع، وهو ببساطة شديدة ليس أكثر من قصة حب قوية بين شاب وفتاة، وكل الأكشن والعنف الموجود بالفيلم هو مجرد أحداث تدور حول قصة الحب هذه، لأنى قدمت فى «إبراهيم الأبيض» نموذجا للرجل الذى لا يفرط فى حبه.
* فى الفترة الأخيرة اتجهت لتقديم أفلام أكثر عمقا وقربا من المجتمع، هل تقصد هذا؟
عندما تخرجت فى الأكاديمية، وجاء لى فرصة أن ألعب الأدوار الرئيسية، أردت تقديم كل الأدوار، وكنت غاضبا لأنى كنت مقتنعا أننى أقدم نمطا واحدا فقط فى السينما، ولكنى اكتشفت أخيرا أننى لم أقدم نمطا واحدا، بل قدمت أشكالا وشخصيات مختلفة فقدمت الطبيب البيطرى فى فيلم «أفريكانو»، والعميل فى فيلم «مافيا» وطفل الشارع فى فيلم «تيتو»، والعاشق فى فيلم «عن العشق والهوا» والنصاب فى فيلم «حرب أطاليا» وقصة الحب التقليدية بين ابن وبنت الجيران فى فيلم «تيمور وشفيقة»، وعملت الصعيدى فى فيلم «الجزيرة»، وفى نظر البعض مستوى أدائى لم يختلف لكنى سعيد أننى قدمت شخصيات مختلفة.
كما أن بعض هذه الأفلام بها أيدلوجيات لم أقصدها لأنى صاحب فكر يدعو للتفاؤل، ومكافح بشكل عنيف و«شريف طبعا»، وأحاول بقدر الإمكان أن أقدم شخصيتى الحقيقية فى السينما، وعندما أقدم دور «روبن هود» لا أحب أن أتركه ينتصر حتى إذا تعاطف المشاهد معه لأنى أريد أن يعجب المشاهد فنيا لا أن يقلده على أرض الواقع.
* بعد مشاهدتك الفيلم ما انطباعك عنه؟
أنا أحببت إبراهيم الأبيض كممثل ولكن لم أتمن أن أكون مثله فى الحقيقة.
* أول جملة سمعتها بعد عرضه؟
«ربنا يحميك»، قالتها لى مدام لبلبة وسعدت بها جدا.
* وكيف كانت تجربتك مع محمود عبدالعزيز؟
لا شك أن وجود الفنان محمود عبدالعزيز فى الفيلم إضافة كبيرة جدا للفيلم ولأحمد السقا، فهو قيمة فنية كبيرة وعظيمة فى الفيلم، وأنا قدمت فيلم «الجزيرة» مع الفنان محمود ياسين وهذا كان بداية اللقاء بين جيلى وجيل الكبار وهذه كانت أول شهادة أحصل عليها، وعندما اجتمعت مع محمود عبدالعزيز فى «إبراهيم الأبيض» كانت شهادة ثانية أعتز بها وتحسب لى.. ولا شك أن التعاون مع هذا الجيل يضيف قوة وفخامة وثقلا للشغل.
* ما الفرق بين تجربتك مع محمود ياسين ومحمود عبدالعزيز؟
التجربتان كانتا ممتعتين جدا، وكل واحدة لها ظروفها ومذاقها الخاص، وبوجه عام عملى مع الاثنين شرف لى، وأنا المستفيد الوحيد من التجربتين فأنا أخذت رصيد محمود ياسين ومحمود عبدالعزيز على صينية من ذهب.
* وما الذى يميز محمود عبدالعزيز؟
أنا حبيت السينما من خلال مشاهدتى لأفلام محمود عبدالعزيز وعادل إمام ومحمود ياسين. وكان مجرد الوقوف أمام أحدهم حلما بالنسبة لى. ومحمود عبدالعزيز رجل محترم جدا وقضينا معا أوقاتا جميلة أثناء التصوير، وبعد الفيلم أصبحت صديقا له بل أخا صغيرا.
* لماذا تردد أنكما اختلفتما على ترتيب الأسماء على الأفيش؟
حكاية الأفيش وترتيب الأسماء تكون محسومة ومدروسة قبل بداية التصوير بفترة طويلة، فكيف نختلف ونحن داخل التصوير، وأنا رجل ابن بلد وأفهم فى الأصول جيدا، وبالنسبة لى ممكن أكسر القواعد وأبطل العقود مقابل التزامى بالآداب العامة.
* سمعنا أن عادل إمام سيكون معك فى الفيلم المقبل؟
أنا أسمع مثلكم وأتمنى أن يتحقق هذا.
* البعض يردد أن الفضل فى عودة الكبار للسينما بقوة يعود إليك؟
أعوذ بالله، أنا لست صاحب فضل.. ولكن أعتبر موافقتهم العمل معى شهادة، لأن هؤلاء العمالقة عرض عليهم أفلام كثيرة مع ممثلين من جيلنا ورفضوها، وإذا قلنا إن هناك فضلا فإنه يعود إلى موافقتهم على العمل معى فى الفيلم.
* وهل هذا جزء من ذكاء السقا؟
ليس ذكاء، ولكنه بفضل دعاء أبى وأمى لى، فأنا لم أخطط لوجود الكبار معى لأن هناك آخرين من نجوم جيلى حاولوا عمل هذا ولم يفلحوا، لذلك أعتبر قبول هؤلاء العمالقة العمل معى شيئا كبيرا.
* هل أنت من اخترت محمود عبدالعزيز؟
الاختيار طبعا كان للمخرج ولكن أدعى أننا جميعا فكرنا فى نفس الوقت فى حلم مشاركته معنا، وكنا نشعر أن هذا الحلم مستحيل، ولكننا حاولنا وفوجئنا بحلمنا يتحقق، والذى أريد الإفصاح عنه أنه لم يطلب أى تعديلات على السيناريو أو اشترط أى شىء مقابل وجوده فى الفيلم.
* عندما ذهبت إلى «كان» ألم تشعر أنك أضعت وقتا طويلا لأنك لم تحاول الخروج إلى العالمية؟
أرى أن كل شىء يأتى فى موعده، وأنا مؤمن جدا بالقدر وأكون دائما سعيدا وراضيا بالشىء المتاح أمامى، وأنا أتمنى أن تكون لى أفلام فى السينما العالمية لكنى لن أضيع عمرى فى البحث عنها، فأنا الآن فى مكان متميز فى السينما المصرية، وأنا أرى أن استثمار مكانتى فى السينما المصرية، أفضل من أن أبحث عن فرصة وهمية فى السينما العالمية.
* رغم أنك أكثر المؤهلين لها فى السينما المصرية؟
أسمع هذه الجملة كثيرا، لكنى أؤمن بأن الطموح المشروع أوقع، لأن هناك نوعا من الطموح يعمى الإنسان، وأنا لا أريد التفكير كثيرا فى هذا العالمية لأن طموح التطلع لها ممكن يعمى، لذلك الأولوية بالنسبة لى للموجود فى يدى، وإذا جاءت لى الفرصة فى فيلم عالمى سأهتم بها.
* من خلال وجودك فى كان، هل تتوقع أن يتقبل الجمهور الأوروبى الفيلم؟
السوق المصرية أقوى بكثير من نظيره الأوروبى، ونحن ترتيبنا الرابع بعد الأمريكان، والهنود، والأتراك، والسينما فى أوروبا تعتمد على تمويل المنظمات والسفارات والمؤسسات وتحمل أيدلوجيات خاصة جدا.
* حسين فهمى فى حوارنا معه قال إن حلم الحصول على جائزة عالمية مستحيل وذلك لأن مستوى أفلامنا لا يرقى للمشاركة فى المهرجانات أصلا.. ما تعليقك؟
أختلف معه تماما لأن لدينا أفلاما جيدة، ولكن يقف أمامنا عوائق كثيرة، فاللغة وحدها عائق كبير كما أن ترجمة الأفلام لا تكون دقيقة فى أكثر الأحوال لكن مع فتح أسواق جديدة فى الخارج، أعتقد أنهم سيعتادون على أفلامنا وسيتقبلونها، كما أن «تقفيل» النسخة النهائية للفيلم يجب ألا تكون بلا أخطاء مثل فيلم «الجزيرة» فهو الفيلم المصرى الوحيد الذى خلا من هذه الأخطاء.
وفيلم الجزيرة دخل الأوسكار وكان من أفضل 9 أفلام، ولكن حدث إغفال إعلامى عن هذا الحدث، فهم اختاروا 150 فيلما، ومنها 100 ثم 74 ثم 48 ثم 14 ثم 9 ثم 5، وفيلم «الجزيرة» كان من أفضل 9 أفلام، ورغم أنه لم يكن بين التصفيات الأخيرة إلا أنه كان من الأفلام الأربعة التى خرجت من التصفية الأخيرة وأقاموا عرضا خاصا لها فى سينما «ترايبكا» فى مدينة نيويورك، وحضره 600 فرد من أفضل صانعى السينما فى العالم، وهذه كانت أول مرة تحدث مع فيلم عربى فى تاريخ السينما عندنا.
* هل وجود هند صبرى معك فى الفيلم الثانى على التوالى يبشر بتكوينكما ثنائيا جديدا؟
هند صبرى وافقت على هذا الفيلم قبل فيلم «الجزيرة» ولكن الظروف حالت دون تنفيذ هذا الفيلم فى وقته فجاءت المصادفة لتجعل الفيلمين متتاليين.
* وما آخر ما وصلتم له مع الرجل الذى يقاضيكم ويتهمكم بتقديم شخصية حقيقية لقريبه الذى يحمل
نفس اسم الفيلم؟
أنا قرأت هذا فى الصحف، وشخصيتى فى الفيلم ليس لها أى علاقة بما يقولون لأن أولاد هذا الرجل هم من يتحدثون، وإبراهيم الأبيض فى الفيلم رجل غير متزوج أصلا، وأنا تعودت على مثل هذه الشائعات لأنى تعرضت لها من قبل فى أفلام «تيتو»، و«مافيا» وأخيرا فى «الجزيرة».
* ألم تكن مخاطرة أن تطرح الفيلم أيام امتحانات آخر العام؟
أنا لست مقتنعا بما يسمى الموسم، لأن الفيلم الجيد يفرض نفسه فى أى وقت وحتى إن كان يعرض فى سينما واحدة، والجمهور الذى يريدك سيذهب إليك، وبوجه عام، نحن فى مصر نحسبها خطأ لأننا فضلنا السوق الداخلية على السوق الخارجية رغم أن السوق الخارجية هى التى تحقق إيرادات أكثر، وظل هذا يحدث حتى أصبح الممثلون المصريون ليس لهم أسعار فى الخارج، وبالنسبة لى، هشام عبدالخالق له الفضل فى رفع سعرى فى الخارج.
وأرى أن التوزيع الداخلى ليس له أى قيمة نسبة إلى التوزيع الخارجى فحتى إذا جاء الفيلم داخليا ب30 مليون جنيه فلن يكون لها قيمة إذا لم يأت الفيلم فى الخارج بإيرادات، لأن نقود السوق الداخلية تذهب إلى الضرائب وأصحاب السينمات والتوزيع ويبقى للفيلم التوزيع الخارجى، فأنا فى فيلم «عن العشق والهوا» أتيت ب13 مليون جنيه فقط، رغم أن أفلامى تأتى ب26 مليون جنيه، ولكن عوض هذا التوزيع الخارجى للفيلم.
* وافقت على سيناريو فيلم «إبراهيم الأبيض» قبل دخولك «الجزيرة»، فهل استقريت على فيلمك المقبل؟
نعم فيلمى المقبل جاهز للتصوير.. وبغض النظر عن فيلم «الديلر» الذى سأنتهى منه فى أول شهر يوليو المقبل، لدى بالفعل فيلم لايت كوميدى تحت عنوان «القنصل» من إخراج عمرو عرفة، ويقوم بطولته معى خالد صالح.
* كيف رأيت التعاون مع مروان حامد؟
مروان واحد من أفضل مخرجى السينما فى العالم العربى، وواجهة مشرفة للسينما المصرية.
* كانت دعوة العرض الخاص على هيئة «مطواة» هل هذا نوع من الدعاية؟
لن اختلف معك.. فالفكر الاقتصادى يغلب على شكلها بالفعل.
* كم مرة شاهدت الفيلم؟
شاهدته مرتين.
* وكم نسبة رضاك عنه؟
الحمد لله، راض عنه جدا لكن ليس رضا مطلقا، لأنى بدأت من اليوم فى التفكير للفيلم المقبل.
• وما مفاجأة الفيلم فى رأيك؟
عباس أبوالحسن، مؤلف الفيلم، فهو كان مفاجأة بالنسبة لى، ويمكن أنه تأخر كثيرا لأنه من النوع الكسول فى كتابته لكن فى النهاية قدم سيناريو محترما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.