اعتبر رئيس تحرير مجلة الدفاع، ومستشار مدير أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، اللواء، كمال عامر، أن الأزمة الاقتصادية «أكبر تحدٍ لمصر بعد حرب أكتوبر»، وبوصفه أحد أبطال حرب أكتوبر، يرى أن قدرة الشعب المصرى على تجاوز المصاعب «أبرز ما تبقى من انتصار أكتوبر»، والذى يرى فى حوار مع «الشروق» أن شباب مصر يحتاجون يملكون الإرادة لتحقيق التقدم والرفعة لمصر. وفيما يلى نص الحوار: • كيف ترى حرب أكتوبر بعد أربعين عاما؟ أهم ما رسخته تلك المعركة العظيمة، كونها كانت ملحمة شعبية وعملا تاريخيا قام بها شعب مصر خلف جيشه، وتبرز قدرة المصريين على تحدى الهزيمة المجحفة التى لحقت بنا فى نكسة يونيو 1967. • ما هى السمات المميزة لحرب أكتوبر دون غيرها؟ أولا السمة الوطنية بمعنى أنها كانت معركة ذات طبيعة وطنية وشعبية، وبمشاركة جميع فئات المصريين، وتجلى خلالها شعار «مصر قبل كل شىء». والسمة الثانية هى البعد القومى للمعركة، إذ انطلقت الحرب من 3 جبهات عربية فى مصر وسوريا والاردن، كما استخدمت الدول العربية سلاح البترول لدعم مصر. ثالثا: تميزت بعدالتها لأنها لم تكن بغرض الاعتداء أو الاستفزاز، وإنما لرد العدوان واسترداد الأرض والثأر من العدو الإسرائيلى. والسمة الرابعة هى النجاح السياسى والدبلوماسى وحصد التأييد الدولى لموقف مصر، وخامسا، يأتى وضوح الهدف العسكرى والإستراتيجى كعلامة فى حرب أكتوبر. لعل أبرز معالم ذلك هو تحدى نظرية الأمن الإسرائيلى، وإسقاط أسطورة «الجيش الذى لايقهر»، ويأتى أخيرا أنها كانت حربا من أجل السلام، ويمكن القول إنها فى إجمالها حرب أخلاقية وليست طمعا فى أراضى دول أخرى. • ما هو اكبر تحد يواجه مصر بعد أكتوبر؟ فى تقديرى إن التنمية الاقتصادية، هى أهم التحديات الراهنة، وبدون حل تلك المشكلة، والبدء فى مواجهتها وعلاجها، سنعانى من أزمة وخلل فى الأمن القومى المصرى، وهى مشكلة لا يجب أن يكون الاهتمام بها أقل من اهتمامنا بمعركة استرداد الأرض فى أكتوبر 1973، ويجب أن يعلم المصريون أنهم يستطيعون تجاوز تلك العقبة، إذا تمثلوا روح اكتوبر بالتكاتف والتعاون ووضوح المعركة والعمل الجماعى. • كيف أثرت المعركة فى المستقبل؟ تسببت أولا فى تطور مفهوم الحروب الحديثة، وبرز مفهوم «القيادة والسيطرة لحرب المعلومات» خاصة فى ظل صعوبة إدارة الحرب متعددة الأسلحة والقوات المشاركة، وتمكنت مصر من إدارة معركتها. نجحت تجربة أكتوبر فى خلق وسائل إتصال ناجحة بين الأسلحة المختلفة، بالإضافة إلى أن وقوف الجندى المصرى بالصورايخ المحمولة فى مواجهة الدبابات، ما دفع صناع السلاح إلى تطوير الدبابات لتحتمل ضربات الصواريخ، وغير بعيد عن ذلك، فإن نجاح مصر فى بناء حائط الصواريخ خلال حرب الاستنزاف، أفاد العالم كله وكان أحد اهم عوامل تطوير منظومة الدفاع الجوى، ويجب القول إنه على الرغم من عدم استخدام مصر لبعد الفضاء فى إدارة المعركة كما فعل العدو، فإن لحرب أكتوبر الفضل فى دفع العلماء إلى تطوير البحوث لاستخدام الأقمار الصناعية فى الأغراض العسكرية. • ماذا تبقى من أكتوبر؟ إن شباب مصر هو الأمل فى نجاحها وتقدمها، ودليل ذلك أن وجود خيرة شباب مصر على الجبهة لمدة 7 سنوات فيما بعد النكسة وحتى تحقيق النصر كان أهم عوامل حسم الحرب، ولا يجب أن نغفل أن شباب اليوم هم أحفاد وأبناء جيل أكتوبر، ويحتاجون فقط لبث العزيمة وهم يملكون الإرادة، وليس بعيدا عن ذلك أن العمل كفريق لتنفيذ أى مهمة يؤدى إلى نجاحها، وهو درس شخصى وحكومى، ونحن كمصريين، يجب أن نعلم أنه لا يوجد شعب آخر سيبنى لنا بلدنا.