مستشار ترامب يدعو إلى فرض عقوبات على مسؤولي الجنائية الدولية    رصدنا جريمة، رئيس إنبي يهدد اتحاد الكرة بتصعيد أزمة دوري 2003 بعد حفظ الشكوى    جوميز يتحدى الأهلي: أتمنى مواجهته في السوبر الأفريقي    حلمي طولان: مستاء من سوء تنظيم نهائي الكونفدرالية.. وأحمد سليمان عليه تحمل الغرامات    أهالي سنتريس بالمنوفية ينتظرون جثامين الفتيات ضحايا معدية أبو غالب (فيديو وصور)    متحدث "مكافحة الإدمان": هذه نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة    برقم الجلوس.. موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 الترم الثاني (الرابط والخطوات)    بالصراخ والبكاء.. تشييع جثامين 5 فتيات من ضحايا غرق معدية أبو غالب    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    سيراميكا كليوباترا : ما نقدمه في الدوري لا يليق بالإمكانيات المتاحة لنا    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    إبداعات| «سقانى الغرام».... قصة ل «نور الهدى فؤاد»    تعرض الفنانة تيسير فهمي لحادث سير    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    لعيش حياة صحية.. 10 طرق للتخلص من عادة تناول الوجبات السريعة    اليوم.. قافلة طبية مجانية بإحدى قرى قنا لمدة يومين    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    هتنخفض 7 درجات مرة واحدة، الأرصاد الجوية تعلن موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    قناة السويس تتجمل ليلاً بمشاهد رائعة في بورسعيد.. فيديو    شارك صحافة من وإلى المواطن    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 22 مايو 2024    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير شارع صلاح سالم وحديقة الخالدين    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    أول فوج وصل وهذه الفئات محظورة من فريضة الحج 1445    عمر مرموش يجرى جراحة ناجحة فى يده اليسرى    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    بعبوة صدمية.. «القسام» توقع قتلى من جنود الاحتلال في تل الزعتر    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    محمد حجازي ل"الشاهد": إسرائيل كانت تترقب "7 أكتوبر" لتنفيذ رؤيتها المتطرفة    ضد الزوج ولا حماية للزوجة؟ جدل حول وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق ب"كلمة أخيرة"    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    حدث بالفن | فنانة مشهورة تتعرض لحادث سير وتعليق فدوى مواهب على أزمة "الهوت شورت"    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ياسر برهامي: أتمنى عدم لجوء الإخوان للعنف.. وحذرناهم من تكفير معارضيهم
نائب رئيس الدعوة السلفية ل«الشروق»: الدولة العميقة عرقلت مرسي.. والإخوان لم يحسنوا التصرف في الأزمات..
نشر في الشروق الجديد يوم 30 - 09 - 2013

• لم يكن من المعقول استمرار مرسى.. وأتعجب من إصرار أنصاره على عودته للحكم
• لم ندخل لجنة «الخمسين» لننسحب ونسعى للتوافق حول مواد الهوية
• الدولة العميقة بأجهزتها عرقلت مرسى.. والإخوان لم يحسنوا التصرف فى الأزمات المختلفة
• فوجئنا بخارطة الطريق وحاولنا إشراك مرسى فيها لكنه كان قيد الإقامة الجبرية
• قتل أفراد الجيش والشرطة انحراف فكرى.. ولابد من مواجهة الفكر التكفيرى
قال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، إنه لا يصدق أن الإخوان يصرون حتى الآن على عودة الرئيس المعزول محمد مرسى والدستور ومجلس الشورى، متعجبا من الثقة التى يتحدث بها بعض الإخوان فى هذا الصدد، مشيرا إلى أن الدعوة وجهت نصائح مباشرة أكثر من مرة للجماعة ومرسى، قبل 30 يونيو، تدعوهم إلى إجراء تغييرات جذرية وإن كانت مكلفة ومؤلمة لتهدئة الأوضاع لكن الإخوان رفضوا الاستجابة.
وأضاف برهامى، فى حواره ل«الشروق»، أن حزب النور فوجئ بتفاصيل خارطة الطريق خلال الاجتماع مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، وأن ممثل الحزب المهندس جلال مرة حاول إقناع المجتمعين بإشراك مرسى فى الأمر، «إلا أنه كان قد وضع تحت الإقامة الجبرية».
ونفى برهامى، ما يتردد حول وجود انقسام
أو خلاف داخل الدعوة السلفية أو حزب النور، بسبب الموقف من عزل مرسى، مؤكدا أنه لابد من مواجهة الفكر التكفيرى، وأن قتال الجيش والشرطة خطأ من الناحية الشرعية فهم مصريون وأغلب هذا الشعب مسلم.
وعن كتابة الدستور وما تردد عن تهديد حزب النور من لجنة الخمسين قال برهامى «لم ندخل الخمسين لكى ننسحب» ولن نضطر إلى هذا الموقف إلا إذا لم نجد توافقا حول إقرار مواد الهوية كما هى، ونحن نجرى اتصالات بالأزهر وبعض القوى الليبرالية المتفقة معنا للحفاظ على مواد الهوية... وإلى نص الحوار:
• ما ردك على اتهامكم بالتخلى عن المشروع الإسلامى بسبب موقفكم من عزل الدكتور محمد مرسى؟
هذه الاتهامات غير صحيحة، وهناك خلاف فى وجهات النظر فيما يخص المصالح والمفاسد مما حدث، فضلا عن حساب ما يترتب على الصدام كوسيلة صحيحة لبقاء مرسى فى السلطة، فلابد أن تخلو وجهات النظر من الاتهامات، لأن الدعوة السلفية وحزب النور قدما اجتهادا، فى تعاملهما مع الأزمة، وتبين مع الوقت أن الموقف صحيح.
• وما هى حسابات المفاسد والمصالح بالنسبة لكم فيما حدث؟
أولا المعارضة كانت عنيفة ضد حكم مرسى والإخوان، وتجلت تلك المعارضة فى مهلة ال7 أيام التى أعطتها القوات المسلحة لمرسى، وكانت الأمور تحتاج إلى تصرف سريع، لأن القوات المسلحة تعتبر حجر الزاوية لاستقرار الأوضاع فى مصر.
كما أننا لم نكن نريد الصدام مع المؤسسة العسكرية، لما فى ذلك من مخاطر على الوطن، ولو تغير موقف القوات المسلحة فى 25 يناير، لتحولت مصر مثل ليبيا أو سوريا، والشرطة أيضا كانت معارضة لبقاء مرسى وسياساته، ولم يكن من المعقول استمراره بهذه الطريقة، خاصة فى ظل وضع اقتصادى ضاغط، وخلافات مع السلطة القضائية.
• هل كان للدولة العميقة دور فى الإطاحة بمرسى مثلما يتردد؟
الدولة العميقة بأجهزتها مازالت موجودة، ولم تكن تتعاون مع مرسى لحل المشكلات، وكانت تحاول عرقلته أكثر، هذا فضلا عن عدم تمكن الإخوان ومرسى من التعامل مع هذه المشكلات بشكل جيد.
• يتردد أيضا أن عددا من أجهزة الدولة تكتل ضد مرسى.. ووصف البعض أن هناك مؤامرة عليه؟
لم أقل مؤامرة، ولكن أنا أصف واقعا كان قائما بالفعل، أجهزة الدولة المختلفة والقوى الفاعلة لم تتأقلم مع طريقة تعامل مرسى معها، وطريقة التعامل تلك أنشأت خلافا كبيرا، وأدى لتفاقم الأزمات، ووجهنا نصائح مباشرة للرئاسة والإخوان لضرورة تدارك الأمر قبل أن يصل إلى الصدام مثلما حدث فى 30 يونيو.
• تقصد أن الموقف الموحد لتلك الأجهزة كان نتيجة لطريقة تعامل مرسى معها.. لكن هل كانت هناك أجهزة لا تريد الإخوان فى الحكم؟
صحيح لقد كانت هناك مشاكل نفسية عند أفراد جهاز الشرطة فى تعاملهم مع الإخوان، وهى مشكلات قديمة، وهذا الأمر كان يحتاج لسنوات لإعادة التأهيل، أما القوات المسلحة مثلا فلم يكن هناك خلاف معها من قبل.
• قلت إنكم وجهتم نصائح مباشرة لمرسى، فماذا قلتم له؟
كانت نصائح مباشرة، بأنه لابد من التدخل السريع لإنقاذ الموقف، من خلال التصالح مع كل هؤلاء، وأنه لابد من اتباع منهج الإصلاح التدريجى، خاصة مع وجود عداء قديم مع العديد من الجهات، إلا أنهم لم يلتفتوا إلى نصائحنا.
• هل فوجئتم بترتيبات خارطة الطريق أثناء الاجتماع مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى؟
بالتأكيد كانت تفاصيل خارطة الطريق مفاجأة لنا، ولم نكن نعلم بجدول أعمال اللقاء، وقيل لنا إن السيسى سيجتمع مع الكل لبحث الخروج من الأزمة الحالية، وكل التوقعات كانت موجودة، والدكتور يونس مخيون كان مدعوا إلا أنه لم يستطع الحضور، وحضر بدلا منه المهندس جلال مرة، وحاول مرة خلال هذا الاجتماع إقناعهم بتشكيل وفد للحديث مع مرسى للدعوة لانتخابات الرئاسة، ولكنهم رفضوا هذا المقترح، وقالوا الدعوة تكررت ومرسى رفضها.
• ألم يكن لدى ممثلكم جلال مرة قدرة على الانسحاب من الاجتماع؟
وقتها الجيش كان سيطر على الأجهزة والمرافق الحساسة بالدولة، وتم وضع مرسى تحت الإقامة الجبرية قبل موعد هذا الاجتماع، وكل القوى المؤثرة الأساسية فى الدولة ضد استمرار مرسى فى الحكم، وانضمت لهم وزارة الداخلية، وممثلو الجهاز القضائى، وكان الدخول فى أى صدام فى هذا التوقيت يعرض الوطن للخطر، والعالم الإسلامى كله.. ولا يزال الخطر قائما ولكن بنسبة أقل.
• وماذا عن الاتصالات بينكم وبين الإخوان وقتها؟
حدث تواصل أكثر من مرة، خلال الفترة الماضية سواء قبل 30 يونيو وعزل الدكتور محمد مرسى، أو فى أثناء الاعتصام فى رابعة العدوية، وآخر تواصل بين الدعوة وجماعة الإخوان قبل العزل كان فى 16 يونيو قبل المظاهرات المعارضة لمرسى.
• هل عرض عليكم الإخوان فى هذا اللقاء الوقوف معهم مقابل مكاسب معينة؟
لا، اللقاء تم بين قيادات الدعوة، ومحمود عزت ومحمود حسين، عضوى مكتب الإرشاد العام، حول معرفة وجهة نظر الدعوة فى تظاهرات 30 يونيو، وقدمنا وقتها نصائح كثيرة لحل الأزمة، واحتوائها قبل التفاقم، لكنهما أكدا أن المظاهرات لن تأخذ حيزا كبيرا، وهو عكس ما كنا نتوقعه قبلها، والأحداث أثبتت صحة توقعنا.
• وبماذا نصحتم الإخوان وقتها؟
قلنا لهم نصا لابد من التدخل بإجراء تعديلات كبيرة وفورية حتى لو كانت مؤلمة، منها تغيير الحكومة فورا، والتصالح مع كل المؤسسات، وكل الشخصيات، والعمل على مصالحة وطنية شاملة.
• وماذا كان ردهم؟
كالعادة قالوا نحن لسنا أصحاب قرار، وسنرد عليكم، ولم نتلق منهم ردا فى أى شىء، ولو مرة واحدة على نصائحنا وكلامنا، وعقدنا لقاءات كثيرة فى مكتب الإرشاد دون جدوى.
• وما الهدف من زيارة محمود عزت ومحمود حسين إذن؟
جاءا لمعرفة وجهة نظرنا فى الأحداث وكيفية الخروج من الأزمة، وأكدا فى أول اللقاء على أننا جميعا إخوة فى الله، وأكدنا لهم أن الوضع الحالى خطير وغير مسبوق وأنهم فى أزمة حقيقية، وحذرناهم من استمرار الخطاب التكفيرى المنتشر على المنصات وفى الإعلام من قبل شخصيات سلفية، باعتبار أن ذلك يفاقم الأزمة، ويزيد الاحتقان لدى الشعب.
• وماذا كان ردهما على انتشار الخطاب التكفيرى على منصات الإخوان؟
أكدا أنهم ليسوا أصحابه، وهو خطاب شخصيات خارجة عن الجماعة ولا يستطيعون التأثير عليهم، ونحن طالبنا بتدخل الدكتور مرسى للتأثير عليهم، إلا أنهما قالا أيضا إن مرسى لا يمكنه فعل ذلك.
• وما رأيك فى قول الإخوان بأن ما حدث مؤامرة على الإسلام؟
هذا خطأ شديد، وأكدنا لهم أكثر من مرة أن الوضع مختلف، فالأغلبية لا تعادى الإسلامى، ولا يجوز تصوير المسألة على أنها معركة إيمان وكفر، وإن كانت هناك أطراف تحارب المشروع الإسلامى إنما قلة وسط الجموع.
• هل تعتقد أن الجماعة حسبت الأمور بطريقة خطأ أم أن العناد هو الذى قادها إلى ذلك؟
أظن أن حساباتها كانت خاطئة، وسبب ذلك السماع بأذن واحدة لمن هم داخل الجماعة ويؤيدون مرسى... واستمرار فى اعتصام رابعة حصل معه نوع من الانغلاق فى الفهم والفكر، ومن يدخل الاعتصام يكون له طريقة مخالفة فى التفكير والنظر إلى ما يجرى، كما أن حساباتهم كانت خاطئة بشأن أعداد المريدين والمعارضين فى الشارع، وكل ذلك جعلهم يتخذون قرارات خاطئة.
• وماذا عن تفاصيل اتصالاتكم مع الإخوان بعد عزل مرسى؟
أغلب الاتصالات أجراها حزب النور، بعضها كان فى رمضان الماضى، وآخرها كان بطريقة غير رسمية من خلال أحد الأطباء الزملاء منذ أيام الجامعة، وقد طالبنا الإخوان بالدفع بمبادرة الدكتور محمد سليم العوا التى طرحها، لكن بعد تعديلها لأن بنودها لم تكن مقبولة بشكل كامل، وقلنا إننا نحتاج لتفويض رسمى من الجماعة للتوسط والدفع فى قبول السلطة بالمبادرة بعد التعديل. وعقب اللقاء جاءنا الرد بأن الجماعة مقتنعة تماما بعودة مرسى، ومجلس الشورى، والدستور، وفشل ما سموه بالانقلاب.
• من أين للإخوان بالثقة فى عودة مرسى إلى الحكم مرة أخرى؟
المشكلة فى أن هذه الثقة جاءت من اعتصام رابعة العدوية، فمن كان يذهب لرؤية المؤيدين والروح المعنوية والعاطفية العالية التى كانوا عليها، كان يظن أن مرسى سيعود إلى الحكم، وكذلك المعتصمون هناك كان لديهم استعداد للموت والشهادة فى سبيل ذلك، وصلاة التراويح والذكر، كل تلك الأمور لم تعط فرصة لنظرة متأنية للوضع.. حيث إن من خرج عن إطار رابعة يؤكد أن تلك الحسابات غير صحيحة.
• هل تعتقد أن اعتصام رابعة والخوف من القواعد وراء عدم اعتراف قيادات الجماعة بعزل مرسى؟
بالتأكيد إذا غلبت العاطفة غاب العقل.. فكيف يكون هناك شحن عاطفى وتقول لقواعدك أن مرسى عائد وتحدد مواعيد لذلك، ثم تقول لهم إنك استسلمت، فلم يكن مقبولا أن تقتنع تلك القيادات بالأمر الواقع وتسلم بما حدث.
• البعض يتحدث عن وجود انقسام وخلافات داخل حزب النور والدعوة بسبب الموقف من عزل مرسى؟
هناك نظرة خاطئة شائعة مفادها أن كل واحد ملتحٍ عضو فى حزب النور، ولكن الغالبية العظمى ينتمون إلى التيار السلفى العام، الذين يشتركون فى السمت السلفى، ولكن لا ينتمون إلى مؤسسة أو قيادات تجمعهم، وأغلب هؤلاء شارك فى اعتصامى رابعة والنهضة والمسيرات فى كل المحافظات، وهم ليسوا أعضاء بحزب النور أو من أبناء الدعوة السلفية.
وهناك من الدعوة السلفية وحزب النور، من شارك فى الاعتصامات ولكن عددا قليلا فقط، إنما أغلب القواعد التزمت بقرار عدم المشاركة ومع الوقت تبين أننا اتخذنا الموقف الصحيح.
• اتهامات أخرى للحزب والدعوة بأنكم اتفقتم مع الإخوان على توزيع الأدوار خلال الفترة الحالية، فما ردك؟
هذا كلام غير صحيح تماما، ولا نتعامل بهذه الطريقة، وما قيل من أن حزب النور يتفق مع السلطة ثم يرسل قواعده إلى الاعتصامات ناتجة عن عدم فهم وتحديد دقيق للفروق بين التيارات السلفية، وكل ما فى الأمر أن هناك بعض الشباب السلفى تأثر بالشحن العاطفى حول قضية فشل المشروع الإسلامى لذلك اتخذ قرارا بمشاركة الإخوان فى احتجاجاتهم.
• كيف ترى انتشار فكر التكفير فى المجتمع؟
أبناء وقواعد الدعوة السلفية وحزب النور، حصلوا على دروس تحصنهم من الفكر التكفيرى منذ فترات طويلة، لكن هناك أجيالا جديدة ومنضمين جددا يحتاجون إلى سماع تلك الدروس، ونحن نقوم بتنظيم دورات لهم فى الفترة الحالية، لتوضح قضايا التكفير، وقضايا الولاء والبراء، بطريقة جيدة وشرح منهج أهل السنة، والأدلة التى تمنع من الإنجراف إلى التكفير، ولكن هناك اتجاهات لديها شبهات فى هذا الباب، وهى من وقعت فى هذا الأمر، وبعضها جهادى أو تكفيرى صريح أو قطبى، كل هؤلاء لديهم نبرة عالية، يتأثر بهم بعض من لا يفهم حقيقة المنهج السلفى، ولكن التكفير ليس منتشرا فى الساحة السلفية.
• إلى أى حد ينطبق باب التكفير على قوات الجيش والشرطة التى انتشرت فتاوى بتكفيرهم؟
هذا انحراف فكرى لا نرتضيه وننكره وننكر التفكير بالعموم، دون استيفاء الشروط وانتفاء الموانع وضوابط التكفير، وهناك خطأ وخطر كبير يقع فيه البعض وهو وضع أشياء ليست كفرا فى دائرة الكفر.
• وكيف يمكن مواجهة هذا الفكر وخاصة مع قوات الجيش والشرطة؟
لابد من الوقوف فى وجه هذا الانحراف، ونعلم أبناءنا بطلان هذا، فالجيش والشرطة أبناء الشعب، وهذا الشعب عامته مسلم ومحب للإسلام، وأكثره يلتزم بالشعائر، مع اعتقادنا بوجوب تطبيق الشريعة، وكل تلك الموانع تمنع من تكفير الجيش والشرطة.
• هناك من يركن فى قتل أفراد الجيش والشرطة إلى ما يسمى ب«دفع الصائل»؟
دفع الصائل هو حق الدفاع الشرعى عن النفس ضد كل من اعتدى أو ظلم، ويشترط فى ذلك ألا يكون رد الاعتداء يأتى بضرر على الآخرين، أو يترتب عليه مفسدة أكبر، كأن يترتب عليه مزيد من انتهاك الحقوق.
• بعض التنظيمات فى سيناء تستند إلى قاعدة «دفع صائل» فى مواجهة قوات الامن؟
قتل الجنود فى سيناء سواء من الجيش والشرطة ليست قضية دفع صائل، ولكن هناك انتشارا للفكر التكفيرى فى سيناء، وهذا الأساس، كما أننا لا نعلم حتى الآن من المسئول عن عمليات القتل فى سيناء بشكل واضح، ونحن فى انتظار ما تسفر عنه التحقيقات.
• للدعوة السلفية موقف من سيناء بأن الحل الأمنى لن يجدى وحده، هل تغير ذلك الموقف؟
لا لم يتغير، والأمر فى سيناء يحتاج لعلاج من أكثر من جهة، ولكن رفع السلاح وانتشار القتل، يجلعنا عاجزين عن فعل أى شىء هناك، فالحوار والمناقشة صعبة جدا، نظرا للوضع الأمنى المتوتر.
• لماذا لا تتجه الدولة إلى تنمية سيناء؟
الدولة المصرية مقصرة فى مختلف النواحى وليس سيناء فقط، وكل ذلك نتيجة للحالة الثورية المستمرة، والانفلات الأمنى، والصدامات والصراعات السياسية والحشد والحشد المضاد، وكل ذلك له آثار سلبية ويعيق التنمية.
• هل خسر التيار الإسلامى فى فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى؟
نعم خسر التيار الإسلامى، ولكن الخاسر الأكبر جماعة الإخوان والجماعات التى تحالفت معها.. وهناك قطاع لم يخسر بنفس الدرجة هو والدعوة السلفية وحزب النور، لكن الأمر مختلط نتيجة عدم التمييز بين الفصائل الإسلامية المختلفة.
• ما النسبة التى يمكن أن يحصدها التيار الإسلامى فى الاستحقاق الانتخابى المقبل؟
الوضع يتوقف على النظام الانتخابى الذى سوف يتم إقراره، وبلاشك سوف تتأثر النسبة فى المجمل، وإن كان حزب النور لن يقل عن نسبته فى الانتخابات الماضية، ولسنا راغبين فى تصدر المشهد، ولكن نرغب فى وفاق وطنى، وشعور بالمسئولية من الجميع دون إقصاء لأى فصيل أو تيار.
• وما موقف الدعوة من ترشح الفريق أول السيسى لرئاسة الجمهورية؟
هذا الكلام سابق لأوانه، خاصة أن الفريق السيسى أعلن أنه لن يترشح للرئاسة، وعلينا الآن أن نهتم بإنجاز المهمات الحالية المتمثلة فى الدستور والانتخابات البرلمانية، ولا مجال للحديث عن هذا الأمر إلا عقب غلق باب الترشح والمقارنة بين المرشحين.
• ماذا لو ترشحت شخصية عسكرية إلى منصب الرئيس؟
طبعا هذا حق قانونى، طالما ترك القوات المسلحة، فمن حق أى أحد الترشح للمنصب طالما انطبقت عليه الشروط، واختيار شخصية بعينها يعتمد على الموازنات الموجودة وقت الاختيار، أهمها من الأصلح لمصلحة البلاد، وكل التسريبات التى نسبت لى من حيث اختيار شخص معين لا أساس لها من الصحة.
• هل تفكر الدعوة السلفية فى تقديم مرشح للرئاسة أو دعم مرشح إسلامى؟
«السعيد من وعظ بغيره»، فلابد من الاتعاظ مما حدث مع الإخوان، الوقت الحالى مطلوب شخصية متدينة غير معادية للدين والمشروع الإسلامى، وتلقى توافقا شعبيا.
• ثلاثة أشهر تمت على عزل مرسى تقريبا، ماذا يريد الإخوان؟
مش قادر أصدق أن الإخوان يريدون عودة مرسى والشرعية، والدستور ومجلس الشورى، مستغرب من مطالبهم على الرغم من كل ما يحدث حولهم، وعليهم أن يعيدوا النظر فى المتغيرات بطريقة واعية.
• هناك من يتحدث عن رغبة الإخوان فى مد أمد الصراع لتحويل مصر إلى سوريا؟
لدى ثقة فى الله أن مصر لن تتحول إلى سوريا أخرى، لأن سبب ما يحدث فى سوريا صراع طائفى شديد التطرف، فالطائفة العلوية هناك تعادى الإسلام وتكرهه.
• هل من الوارد انسحاب حزب النور من لجنة الخمسين لتعديل الدستور؟
لم ندخل إلى لجنة الخمسين لكى ننسحب منها، والانسحاب مرهون بعدم احترام وجهات النظر، لو تم احترام الآراء سنظل موجودين، حتى لو لم يتم إقرار مواد الهوية كاملة كما نريد، وإذا لم يتم مراعاة الحد الأدنى من التوافق حول مواد الهوية، سنلجأ للدعوة بالتصويت ب«لا» على التعديلات الدستورية.
• البعض يرفض ما يسميه شروط حزب النور داخل لجنة الخمسين، ما رأيك؟
لا توجد شروط، وإنما نحن نمثل قطاعا عريضا من الشعب المصرى، ولسنا وحدنا، ولابد لنا من الدفاع عن رغباته، وتلبية التعديلات الدستورية لمطالب هذا القطاع، الذى ظلم فى التمثيل داخل اللجنة.
• ما هو توقعك بشأن مواد الهوية فى التعديلات المقترحة؟
الأمر لا يزال غامضا ولكن الحزب يتواصل مع كل القوى والتيارات التى تحمل نفس وجهة نظره، مثل مؤسسة الأزهر الشريف، وبعض التيارات الليبرالية التى ترى أن مواد الهوية الإسلامية لا تتعارض مع مبادئها.
• البعض يتحدث عن انتهاكات تحدث من آن لآخر وهناك مخاوف من عودة النظام القديم؟
بلا شك هناك تجاوزات إن لم تستدرك بسرعة فهناك خطر من عودة النظام القديم، ولو استمرت الممارسات سيكون لها سلبيات خطيرة، من حيث نشأة أجيال يائسة لا تفكر بواقعية، وتصطدم أحلامها بواقع مرير مخالف للقانون والدستور، يترتب عليها مخاطر على المجتمع، وتطرف فكرى.
• هل تتوقع أن تعود جماعة الإخوان إلى العمل السرى مرة أخرى وربما نشهد أعمال عنف؟
لا أتمنى لجوء الإخوان إلى العمل السرى، ولابد من إيجاد مخرج لعودة عمل الجماعة بطريقة قانونية من خلال جمعية جديدة، ويجب صياغة حل سياسى للأزمة الحالية، لكى تعمل الجماعة فى النور أفضل من اللجوء إلى العنف والعمل السرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.