محافظ القاهرة: توسيع نطاق المبادرات والمشروعات التي تنهض بالمرأة    نراهن على شعبيتنا.. "مستقبل وطن" يكشف عن استعداداته للانتخابات البرلمانية    متحدث الحكومة: نتجنب تخفيف الأحمال وندعو المواطنين لترشيد الاستهلاك    الكهرباء: خفض الإضاءة بالمباني الحكومية والشوارع لمواجهة زيادة الأحمال وحرارة الطقس    «سياحة النواب» توصي بوقف تحصيل رسوم من المنشآت الفندقية والسياحية بالأقصر    نتنياهو لشبكة ABC: اغتيال خامنئي سيؤدي لتهدئة التوترات    "الإسعاف الإسرائيلي": 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    وزير خارجية إيران: نتنياهو مجرم حرب خدع رؤساء الولايات المتحدة ل3 عقود    كأس العالم للأندية| ذا صن تسلط الضوء على صدام ميسي وياسر إبراهيم في افتتاح المونديال    الجيش الإسرائيلي: هدف الحرب مع إيران ضرب برنامجها النووي    بدأت بمشاهدة وانتهت بطعنة.. مصرع شاب في مشاجرة بدار السلام    ثقافه النواب تناقش الاستثمار الثقافي بالهيئة العامة للكتاب    ورش فنية متنوعة لتنمية مواهب الأطفال بأبو سمبل    خبير علاقات دولية: التصعيد بين إيران وإسرائيل خارج التوقعات وكلا الطرفين خاسر    وائل جسار يجهز أغاني جديدة تطرح قريبا    "كوميدي".. أحمد السبكي يكشف تفاصيل فيلم "البوب" ل أحمد العوضي    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    حالة الطقس غدا الثلاثاء 17-6-2025 في محافظة الفيوم    طبيب يقود قوافل لعلاج الأورام بقرى الشرقية النائية: أمانة بعنقي (صور)    وزير العمل يستقبل المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب- صور    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال إنشاء مجلس مدينة السنبلاوين والممشى الجديد    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى يوضح حكم الجمع بين الصلوات في السفر    سي إن إن: إيران تستبعد التفاوض مع واشنطن قبل الرد الكامل على إسرائيل    العثور على جثة شاب مصاب بطلق ناري في ظروف غامضة بالفيوم    الرئيس النمساوي يبحث مع زيلينسكي سبل إنهاء الحرب "الروسية الأوكرانية"    التضامن تعلن تبنيها نهجا رقميا متكاملا لتقديم الخدمات للمواطنين    «لترشيد استخدام السيارات».. محافظ قنا يُعّلق على عودته من العمل ب «العجلة» ويدعو للتعميم    إلهام شاهين توجه الشكر لدولة العراق: شعرنا بأننا بين أهلنا وإخواتنا    تقرير يكشف موعد خضوع فيرتز للفحص الطبي قبل الانتقال ل ليفربول    التعليم العالي تعلن حصاد بنك المعرفة المصري للعام المالي 2024/2025    افتتاح توسعات جديدة بمدرسة تتا وغمرين الإعدادية بالمنوفية    البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب16.5 مليار جنيه بسعر فائدة 22.70%    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    البنك التجارى الدولى يحافظ على صعود المؤشر الرئيسى للبورصة بجلسة الاثنين    مفوض الأونروا: يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة مع تحول الاهتمام إلى أماكن أخرى    بعد عيد الأضحى‬.. كيف تحمي نفسك من آلالام النقرس؟    وفود دولية رفيعة المستوى تتفقد منظومة التأمين الصحي الشامل بمدن القناة    إيراد فيلم ريستارت فى 16 يوم يتخطى إيراد "البدلة" في 6 شهور    اليوم .. محاكمة 15 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية في مدينة نصر    تخفيف عقوبة 5 سيدات وعاطل متهمين بإنهاء حياة ربة منزل في المنيا    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    العربية: إيران تعتقل عشرات الجواسيس المرتبطين بإسرائيل    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    محمد عمر ل في الجول: اعتذار علاء عبد العال.. ومرشحان لتولي تدريب الاتحاد السكندري    «فيفا» يوجه رسالة جديدة للأهلي وإنتر ميامي بمناسبة افتتاح المونديال    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    إخطار من الليجا.. إسبانيول يؤكد دفع برشلونة للشرط الجزائي لخوان جارسيا    الجالية المصرية فى لندن تحتفل بعيد الأضحى    لا تطرف مناخي.. خبير بيئي يطمئن المصريين بشأن طقس الصيف    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    أسعار الفراخ اليوم.. متصدقش البياع واعرف الأسعار الحقيقية    إصابة 3 أشخاص بطلقات بندقية فى مشاجرة بعزبة النهضة بكيما أسوان    انتصار تاريخي.. السعودية تهزم هايتي في افتتاحية مشوارها بالكأس الذهبية    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    الشرطة الإيرانية: اعتقال عميلين تابعين للموساد جنوب طهران    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرب التكفيرية بين الإخوان والسلفيين!

تجدد الصراع بين الإخوان والسلفيين مرة أخرى عقب إعلان حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية عن موافقتها على المشاركة فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور، حيث اتهم الإخوان الدعوة السلفية بأنها تخلت عنهم تماما وعن جميع التيار الإسلامى، وأنها تساند الانقلاب على الشرعية بأقوالها وأفعالها، بل وصل الأمر إلى اتهام السلفيين بأنهم يتبعون عقيدة سلفية فاسدة ولاينتمون إلى السلف، وأنهم يلهثون وراء مكاسب وهمية.. وفى المقابل يدافع السلفيون بأنهم اشتركوا فى خارطة الطريق بعد عزل الرئيس محمد مرسى للحفاظ على مكاسب ثورة 25 يناير 2011 والحفاظ على مواد الشريعة والهوية الإسلامية وحقنا للدماء
.
الخلاف بين الإخوان والدعوة السلفية عمره أكثر من 30 عاما أى منذ نشأة الدعوة السلفية بالإسكندرية عقب الصدام الذى جرى بين طلاب الإخوان والسلفيينداخل كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام ,1980 عندما اتفق ياسر برهامى مع مجموعة طلبة من السلفيين على تنظيم ندوة فى ساحة الكلية ليتكلموا فيها عن قضية التوحيد، فخطط الإخوان المسلمون الذين كانوا يعملون باسم الجماعة الإسلامية وقتها لمنع هذه الندوة، وحصل صدام بينهم، ساعتها التقى السلفيون بالإسكندرية واتفقوا على أنه لابد أن يتم العمل بطريقة فيما بينهم، وأسسوا الدعوة السلفية بالإسكندرية، وكان المؤسسون هم الشيخ أبوإدريس الذى أصبح منظم قيم المدرسة السلفية والشيخ أحمد حطيبة والشيخ محمد إسماعيل المقدم الشيخ أحمد فريد والشيخ سعيد عبدالعظيم والشيخ ياسر برهامى، واتفقوا على مواصلة تأسيس جماعتهم انطلاقا من المنهج السلفى الذى يهتم بالعقيدة ويحارب البدع، وأصروا على مواجهة الإخوان بالدعوة.

والإخوان المسلمون منذ نشأتهم عام 1928 وضع حسن البنا مؤسسها أسس عملهم، فهم ليسوا مجرد جماعةدعوية دينية فقط، ولكنهم أيضا جماعة سياسية نتيجة لفهمهم العام للإسلام، وأن مشاركتهم السياسية يأتى من منطلق الإصلاح فى الأمة وتطبيق تعاليم الإسلام وأحكامه.

ومن هنا وجه عدد من مشايخ التيار السلفى انتقادهم لجماعة الإخوان المسلمين، وتذكر هذه الانتقادات فى إهمال جماعة الإخوان للدعوة وتقصيرها فى محاربة عبادة القبور والبدع، وأنها جماعة حزبية تؤدى إلى تفريق المجتمع إلى أحزاب وجماعات.. وبذلك أصبح هناك خلاف بين الإخوان والسلفيين حتى فى مدى الالتزام بالمنهج الفكرى الذى هو منهج أهل السنة والجماعة وفى مدى الاهتمام بقضية العقيدة ومحاربة البدع والتفاوت فى الميل بين ثنائية الدين والسياسية
.
بعد ثورة 25 يناير 2011 حدثت تطورات فى العلاقة بين الإخوان والدعوة السلفية، حيث حدثت حالة توافقية بين الإسلاميين إزاء الاستفتاء على الإعلان الدستورى الذى أصدره المجلس العسكرى عقب الثورة بالدعاية بنعم حتى تستقر البلاد، ولكن فى الانتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة ظهر الخلاف بين الإخوان والسلفيين للتصويت، حيث دخل الحرية والعدالة الانتخابات البرلمانية من خلال «التحالف الديمقراطى» مع عدد من القوى والأحزاب غير الإسلامية، بينما دخل السلفيون الانتخابات بتشكيل «تحالف من أجل مصر»، المكون من أحزاب «النور، والأصالة، والبناء والتنمية والإصلاح»، وحصل الإخوان والسلفيون على أكثر من 72٪ من مقاعد البرلمان، وقاموا بتهنئة بعضهم البعض.

ولكن بعد دخولهم البرلمان ظهرت الخلافات بينهما فى الطرح السياسى والتوجه.

جاء رد الفعل السلفى سريعا على الإخوان بأنه يجب مشاركة جميع القوى السياسية وأن الحكومة يجب أن تكون حكومة ائتلاف وطنى، وأدار حزب النور عدداً من اللقاءات مع أحزاب وقوى سياسية أخرى، فقامت مؤسسة الرئاسة بما يشبه الترضية لحزب النور، فاختار الدكتور محمد مرسى ثلاثة من كبار قادة حزب النور وضمهم للفريق الرئاسى وهم الدكتور عماد عبدالغفور رئيس الحزب وقتها والدكتور بسام الزرقا والدكتور خالد علم الدين القياديين بالحزب.

ولكن ظهر الخلاف مرة أخرى بين الإخوان والسلفيين بعد طرح حزب النور مبادرته للقضاء على العنف الذى انتشر فى الشارع المصرى من قوى المعارضة وجبهة الإنقاذ على أمل إسقاط الرئيس محمد مرسى، وكانت هذه المبادرة تتوافق مع عدد من مطالب جبهة الإنقاذ مثل الدعوة لتغيير حكومة هشام قنديل وتشكيل حكومة ائتلاف وطنى وتغيير النائب العام، وهذا يختلف تماما مع ما تراه الرئاسة وحزب الحرية والعدالة الذين يريدون أن تستمر حكومة قنديل فى الانتهاء من انتخابات مجلس النواب ولايرون ضرورة لتغيير النائب العام، فظن الإخوان أنها مقدمة لتحالف سلفى علمانى ضدهم، وهذه المبادرة جاءت متزامنة مع معركة أخرى بين الإخوان والسلفيين تدور داخل مجلس الشورى بسبب القروض الربوية وقرض صندوق النقد الدولى التى يريد الإخوان الحصول على موافقة المجلس عليها، ولكن حزب النور كان يصر على أخذ رأى هيئة كبار العلماء فيها، وهذا ما يرفضه الإخوان.

وتبع هذا الخلاف أزمة نشبت بين حزب النور والرئاسة فى فبراير 2013 بسبب إقالة الرئاسة للدكتور خالد علم الدين من الفريق الرئاسى واتهامه باستغلال منصبه فى مصالح شخصية دون أن تقدم دليلاً على اتهاماتها له.

وأعلن حزب النور عن تقديم الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب ملفاً يؤكد أخونة الدولة للدكتور محمد مرسى أثناء جلسة للحوار الوطنى، ويكشف هذا الملف تعيين الإخوان فى المناصب القيادية فى الدولة فى 13 محافظة.

وتجددت الأزمة بين الإخوان وحزب النور على خلفية فتوى أطلقها الداعية وجدى غنيم على موقع التواصل الاجتماعى تويتر حرم فيها التصويت لحزب النور فى الانتخابات المقبلة، مما دفع الدكتور شعبان عبدالعليم الأمين العام المساعد لحزب النور إلى أن يتولى وجدى غنيم تربية إخوان.

كما حدث خلاف شديد إزاء سياسة الرئاسة والإخوان الخارجية، خاصة بعد دعوة الإخوان للتقارب مع إيران وهذا ما يرفضه السلفيون خوفا من المد الشيعى فى مصر، كما أن الإخوان تبنى السياسة الخارجية على محور «إيران - قطر – تركيا» وهذا ما يرفضه السلفيون مفضلين الاعتماد على محور «السعودية - الإمارات».

كما نشبت خلافات بينهما حينما دعا الإخوان إلى تظاهرات تطهير القضاء فى أبريل 2013 وقررت الدعوة السلفية وحزب النور مقاطعة هذه التظاهرات ورفضوا إقرار قانون السلطة القضائية بمجلس الشورى.

ثم كان الخلاف الأكبر بينهما عندما دعا الإخوان لتظاهرات تأييد الرئيس محمد مرسى فى يونيو 2013 والاعتصام برابعة والنهضة لمواجهة حركة تمرد وتظاهرات يوم 30 يونيو، ولكن حزب النور رفض المشاركة فى هذه التظاهرات والاعتصامات.

وكان آخر هذه الخلافات والصراعات بينهما حاليا هو موافقة حزب النور على المشاركة فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور، حيث اتهم الإخوان النور بأنهم مازالوا حتى هذه اللحظة يواصلون شق صف التيار الإسلامى، ويلهثون إلى عرض زائل من الدنيا، ويريدون أن يظهروا فى الصورة كأنهم الفصيل الإسلامى المنقذ للبلاد.. وذلك بمخطط مع الأجهزة الأمنية، ورئيس حزبهم ليس مؤهلا سياسيا، وخسروا أنفسهم وإخوانهم فى التيار الإسلامى، وسيخسرون ما يسعون إليه.

القيادى الإخوانى لطفى صلاح أكد ل روزاليوسف أنه ما كان يتوقع من فصيل إسلامى كحزب النور ألا يشق صف المسلمين، خاصة أنه أصبح مما لاشك فيه شرعا وعرفا وقانونا أن الذى حدث فى 30 يونيو هو انقلاب عسكرى واضح، فما كان لهم أن يشاركوا وأنه كان يتوقع أن يراجع حزب النور نفسه بعدها لتوحيد الصف الإسلامى، ولكن مشاركتهم فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور كأنهم يلهثون إلى غرض زائل من الدنيا لايقدم ولايؤخر، ومستمرون فى شقهم للصف الإسلامى لأنهم أول من شق صف التيار الإسلامى.

الشيخ مصطفى سلامة وكيل مؤسس حزب الهدف وأحد مشايخ السلفية قال إن حزب النور مؤسسة برهامية، ولا علاقة لها بالسياسة، وحزب النور أول من شق الصف الإسلامى منذ أمد بعيد كما أن منهج الدعوة السلفية غير مطابق للطريقة السلفية فى التعلم والتعليم، فطريقة التعلم لا علاقة لها بالسلفية.. كما أن مذهبهم العقدى مخالف للسلف فى أشياء كثيرة، لأنهم مرجئة فى باب الإيمان وجهمية فى باب الكفران ومعنى مرجئة فى باب الإيمان أنهم يتبعون مذهب المرجئة الذى أسسه حماد بن ابى سليمان وهو شيخ ابن حنيفة، والإيمان عند المرجئة هو تصديق القلب وقول اللسان، أى أنهم يثبتون الإسلام لكل من قال لا إله إلا الله حتى وإن ترك كل الأوامر الظاهرة والباطنة التى أمر بها الله وإن فعل كل المعاصى الظاهرة والباطنة التى نهى عنها الله، أى ممكن يغيب العمل تماما فلا يعمل أى معروف ولا يصلى ولا يصوم وممكن أن يأتى كل منكر ويسب الدين ويزنى فى أمه، ورغم ذلك كله لا يخرج من الإسلام مادام قال لا إله إلا الله.. ومعنى جهمى فى باب الكفران أى إذا داس شخص برجله على المصحف الشريف.. فإنه ليس كافراً لأنه داس على المصحف ولكن ما يكفره ما فى قلبه، فلا يخرج من الإسلام مادام قال لا إله إلا الله ولا يكذب بقلبه ولو داس برجله على المصحف الشريف.. مضيفا أن الدعوة السلفية تخالف السلفية، فالسلفية هى منهج إسلامى يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وهم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين، والسلفية تقول إن جنس العمل شرط فى صحة الإيمان وليس العمل.. فالسلفية تعتبر تارك الصلاة نكرانا كافراً، أما الدعوة السلفية فلا تعتبره كافراً.. وإن ترك كل ما أمر الله به مادام قال باللسان لا إله إلا الله..
موضحا أن حزب النور ثقافتهم عن الإسلام ضحلة، ولا علاقة لهم بالسياسة الشرعية لا من قريب ولا من بعيد، لأن السياسة الشرعية هى إقامة العدل ودفع الظلم، وهم لا أقاموا عدلا ولا دفعوا ظلما.

ومن جانبه أشار الدكتور علاء أبو النصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية إلى أنه بمشاركة حزب النور فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور ومواقفه السابقة، فإن التيار الإسلامى فى مجمله بكل فصائله يختلف مع حزب النور، ولم تعد القضية رفض الإخوان فقط لما يفعله حزب النور، فالتيار الإسلامى يعتبر حزب النور متواطئا بشدة، وله تحركات مريبة بظهوره يوم 3 يوليو عند مشاركته فى خارطة المستقبل ومشاركته فى كل الإجراءات فيما بعد وأنه أعطى غطاء للانقلاب العسكرى.. مستنكرا أن تكون مشاركة حزب النور فى لجنة الخمسين مقصوداً منها الدفاع عن مواد الشريعة أو مكتسبات ثورة 25 يناير، ولكن حزب النور يرى مكاسب وراء هذا التواطؤ، ولكنها مكاسب فى الحقيقة وهمية، وأعطى مقابلها ثمناً كبيراً، فيكفى سقوطه وسقوط احترامه أمام كل الإسلاميين وحتى غير الإسلاميين، لدرجة أن أصدقاءه فى لجنة لمناقشة التعديلات الدستورية التى حضرتها فى الجبالى قال فيها: ثم إن حزب النور عامل زى المرأة التى تريد أن تزنى، فكلما تقول لزوجها عايزة مائة جنيه، فيقول لها لا، فتقول له خلاص سوف أدخل فى الشقة التى بجوارنا لأزنى، فيقول لها خدى المائة جنيه واسكتى، فهو يشبه حزب النور أنه عندما يطلب شيئا ويقال له لا، فإنه يهدد بالذهاب لاعتصام رابعة وقتها أو أنه سينسحب ويذهب للاتجاه الآخر، ولو كان فيه شىء من الكرامة لدى حزب النور لم يكن يجلس معهم مرة أخرى.

وعلى الجانب الآخر استنكر الدكتور شريف طه المتحدث الإعلامى لحزب النور تشويه المخالف وشيطنته، لأن ذلك من أسوأ الممارسات التى امتلأت بها الساحة السياسية على جميع الأطراف فى المرحلة السابقة.. مؤكدا ضرورة استبعاد مصطلحات الخيانة والنفاق وشق الصف وتحويل الخلاف السياسى إلى خلاف متعلق بالدين لأن أن ذلك أمر خطأ، خصوصا بعدما نفر منه الشعب المصرى فى المرحلة السابقة، وهو ما أضر بصورة التيار الإسلامى بشكل كبير.. داعيا إلى حصر الخلاف فى دائرة الخلاف السياسى المبنى على خلاف فى وجهات النظر وتقدير المصلحة الوطنية.. مضيفا أن حزب النور يرى المسألة من زاوية الحس الوطنى للحفاظ على مصر، وليس من زاوية أن هناك صفين، صفاً فيه التيار الإسلامى، صفاً فيه الشعب المصرى، والحقيقة أن هذه القسمة لصفين هى التى أضرت بالتيار الإسلامى أكثر من غيره.. موضحا أنه ليس معنى أن حزب النور جزء من الحركة الإسلامية أنهم سيكونون منحازين دائما لموقف التيار الإسلامى فى كل شىء، لان الحفاظ على كيان الدولة المصرية من التهدم خط استراتيجى لديهم.

مستنكرا اتهام حزب النور بأنه يسعى لمكاسب حزبية أو شخصية، لأنهم لو كانوا يسعون لمكاسب كانوا وافقوا على المقاعد الوزارية التى عرضت عليهم فى الحكومة ولكنهم رفضوا، لأنهم مؤمنين بالتوافق بشكل حقيقى، كما أنهم يقدمون نفس النصائح للسلطة الحالية التى كانوا يقدومونها للإخوان، وحثها على التوافق ومشاركة جميع القوى السياسية وعدم إقصاء أى فصيل.. قائلا إن القطار الذى ركبناه هو قطار خارطة المستقبل سيلحق به الإخوان إما عاجلا وإما آجلا، وأظن أن المكاسب التى كان يمكن أن يحققها فى وقتها كانت أكبر بكثير مما يمكن أن يحققها بعد ذلك.

أشار خالد علم الدين القيادى بحزب النور أن النور باشتراكه فى لجنة الخمسين لم يخذل التيار الإسلامى ويشق الصف الإسلامى، ويخشى من دخول مصر فى صراع داخلى، فالانقسام موجود ولكن يجب أن يكون سياسياً فقط، وليس بين شعب وشعب ورب ورب وبكره جيش وجيش، ولأن الحزب يريد أن تكون مصر دولة مؤسسات، يتم فيها التبادل السلمى للسلطة بشكل شفاف من خلال صناديق انتخابية نزيهة وفق آلية متفق عليها.

وأكد علم الدين أن لقاء حزب النور مع شيخ الأزهر كان يدور حول نقطتين أساسيتين، أولهما الموقف من الدستور، لأن الأزهر كان يعطى تطمينات، ولكنهم يخشون أن يعترض الأزهر ثم يمر الموضوع المعترض عليه، والنقطة الثانية هى قصة الدعوة الإسلامية واحتكارها بشكل معين على فئة معينة وهم الأزهريون، لأنه يوجد من يريد الأزهر لا وظيفة له إلا أن يبقى مخلب قط يضرب به الدعوة الإسلامية، لكن الدعوة الإسلامية كل إنسان مسلم يحق له بمقتضى الشرع أن يبلغ عن الله ورسوله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بلغوا عنى ولو آية»، وقال «نضر الله من سمع مقالتى فوعاها فأداها كما سمعها».

وعن رأيه فى اقتحام قوات الشرطة لقريتى دلجا وكرداسة لتطهيرهما من البؤر الإجرامية أشار علم الدين إلى أن الأجهزة الأمنية الفاشلة هى التى لاتستطيع أن تميز العدو من الصديق، فتعاقب شعبا بأكمله لأنها لاتستطيع أن تحدد الجناة، وتعاقب قرية بأكملها لوجود بعض المعارضين، وتعاقب إقليما بأكمله كسيناء لوجود بعض المتطرفين لأنها لا تستطيع تحديد الجناة فتطبق سياسة العقاب الجماعى لأنها فاشلة، والحكومة الفاشلة هى التى لاتستطيع أن تجد حلولا سياسية، فتلجأ لإعلان حالة الطوارئ للتغطية على فشلها، وتكمم الأفواه وتقصف الأقلام حتى لايستطيع أحد أن يفضح هذا الفشل، وليس عندها إلا حل وحيد وهو الحل الأمنى، وما يحدث ليس بتعامل بذكاء مع الأمور، ولكنه تعامل بغشومية وبالقوة المفرطة.. قائلا: منه لله الرئيس محمد مرسى الذى أتى بمساعد وزير الداخلية السابق لشئون السجون ليمسك وزارة الداخلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.