عقب قرار وزارة المالية بخفض ضريبة الملاهى العام الماضى، توقع الكثيرون أن يساهم ذلك فى خفض أسعار تذاكر السينما، غير أن الموزعين وأصحاب دور العرض كان لهم رأى آخر فتمسكوا بالأسعار القديمة رافضين زحزحتها رغم الازمات المتلاحقة التى يواجهها الموسم الحالى والتى بدأت مع مباريات كرة القدم وانتهت بإنفلونزا الخنازير، بالإضافة لقصر مدة الموسم. موقف الموزعين دفع البعض إلى التحذير من تحول السينما إلى «فاكهة محرمة» على الأسر المصرية باعتبار أن التردد عليها يتطلب ميزانية قد تصل إلى 150 جنيها على الأقل. وفى الوقت الذى حمل فيه البعض المنتجين والموزعين المسئولية عن ارتفاع أسعار تذاكر السينما، حاول صناع السينما الدفاع عن أنفسهم بدعوى أنهم يقدمون أفضل الأسعار فى العالم فى ظل التكلفة الكبيرة فى الإنتاج، فضلا عن الأزمات المالية المتلاحقة التى يتعرضون لها. المخرج والمنتج عادل أديب يؤكد أن مصر هى البلد الوحيد فى العالم التى بها أسعار متباينة لتذاكر السينما، وقال إن دور العرض التابعة لشركة «جود نيوز» على سبيل المثال تقدم أسعارا مناسبة للأسر خلال الحفلات الصباحية خاصة خلال الأجازات الصيفية. ودافع أديب عن عدم خفض أسعار التذاكر رغم خفض ضريبة الملاهى، موضحا أن هناك جمارك وتكلفة معدات كبيرة جدا لا تسمح بخفض سعر التذاكر. ونفى أديب تأثر إيرادات الأفلام سلبا نتيجة المشكلات الكبرى التى حدثت الموسم الحالى، وقال إن فيلم «إبراهيم الأبيض» على سبيل المثال لم يخسر ومازال يحقق إيرادات مقبولة مقارنة بالمشاهد الدموية فى الفيلم والتى جعلت الرجال قبل النساء ينزعجون أحيانا منه. واتفق معه فى الرأى المنتج والموزع وائل عبدالله، وقال إن أسعار تذاكر السينما بالخارج أكبر بكثير مما هى عليه فى مصر، موضحا أنها تتراوح بين 7 و 8 يورو، وهى أسعار ثابتة عكس دور العرض المصرية التى تتراوح أسعار تذاكرها بين 10و30 جنيه وعلى المشاهد أن يختار السعر الذى يناسبه، بالإضافة للحفلات الصباحية التى تجذب دوما مشاهدا آخر يضاف للزبون التقليدى، مضيفا أن «السينما هى النزهة الأقل تكلفة للمواطن المصرى». وأعرب عبدالله عن دهشته من تحذيرات وزارة الصحة من ارتياد السينما بسبب فيروس إنفلونزا الخنازير، وتساءل لماذا دور العرض فهل المترو والأوتوبيسات لا يختلط فيها الجمهور؟.. لافتا إلى أنه لا توجد دولة بالعالم حذرت مواطنيها من ارتياد السينما باستثناء مصر. ولم يخف عبدالله تشاؤمه من إيرادات الموسم الحالى فى ظل ما تتعرض له بعض الأفلام من انهيار فى الإيرادات مثل «إبراهيم الأبيض» والذى فسر انهياره باحتوائه على نسبة كبيرة من العنف غير المعتاد لدى الجمهور المصرى، وخصوصا أن الجمهور يذهب لأفلام السقا عدة مرات لكنه فى هذا الفيلم لم يذهب إلا مرة واحدة مما حرم الفيلم من الكثير من الإيرادات. أما المنتج والموزع جابى خورى، فاتفق مع عبدالله فى أن أسعار التذاكر فى دور العرض المصرية ليست بالمرتفعة فى ظل التنوع فى الأسعار فهناك دار عرض ب10 جنيهات ودار عرض ب15 جنيها. ويضيف خورى: الأفلام الجيدة والقوية تجلب جمهورها بالطبع لكن هناك عوامل كثيرة أثرت على إيرادات الموسم ومن الخطأ حصرها فقط فى الإمتحانات وكرة القدم وإنفلونزا الخنازير، فهناك عوامل تتعلق بمستوى الافلام التى يتم تقديمها وعلى العموم هناك قاعدة سينمائية أن الفيلم الذى يجذب الجمهور يستمر عرضه. ويرى المنتج والموزع محمد حسن رمزى أن أسعار التذاكر فى مصر ليست بهذا الغلاء الذى نتحدث عنه، ففى لبنان مثلا التذكرة تقريبا بنفس سعرها فى مصر، وفى أمريكا التذكرة تصل إلى 10 دولارات وفى أوروبا تصل إلى 10 يورو. ولفت رمزى إلى أن مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى يوجد بها تنوع فى أسعار التذاكر من 5 جنيهات وصولا إلى 100 جنيه، مضيفا أنه « حتى دور العرض ذات ال 100 جنيه فهى مجرد 3 قاعات مجموع مقاعدها 95 فقط». وتابع رمزى بغضب «تحدثوننى عن أسعار التذاكر وتتناسون أن الدولة تحصل منا على 20 ألف جنيه فى الشهر قيمة استهلاك للكهرباء وهو رقم مبالغ فيه جدا. وقال رمزى إنه ومنذ بداية الموسم غير متفائل على الإطلاق، نتيجة كثرة الظروف المعاكسة كبطولات كرة القدم وإنفلونزا الخنازير والأزمة المالية، واختتم حديثه قائلا «هل تصدق أن عادل إمام الذى كان يحقق فى يومه الأول مليون جنيه حقق فى فيلم «بوبوس» أقل من 500 ألف جنيه فى يومه الأول؟».