5 أعوام مرت على وفاة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، لكن الآذان مازالت تسمع كلماته، والعيون تتوق شوقًا دائمًا إلى قراءة أشعاره. يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى، كتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني، التي أُعلنت في الجزائر. ولد محمود سليم حسين درويش في مارس 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا؛ حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك، خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود"، وكيبوتس يسعور فعاش مع عائلته في قرية الجديدة. بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعمل في صحافة الحزب مثل الاتحاد والجديد، التي أصبح في ما بعد مشرفًا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام. اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972؛ حيث توجه إلى الاتحاد السوفيتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئًا إلى القاهرة في ذات العام، حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علمًا بأنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير؛ احتجاجًا على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية. ساهم الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير غانم، في اكتشاف موهبة درويش، عندما بدأ ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار، والتي كان يرأس تحريرها. توفي في الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم السبت 9 أغسطس 2008 بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، تكساس، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته. وقد شارك في جنازته آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، وحضر أيضًا أهله من أراضي 48 وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ونُقل جثمان الشاعر محمود درويش إلى رام الله بعد وصوله إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث كان هناك العديد من الشخصيات من الوطن العربي لوداعه.