تحل اليوم الثلاثاء الموافق التاسع من شهر أغسطس الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر الفلسطينى محمود درويش الذى يعد أعظم شاعر لأعدل قضية حملها ولم يتكىء عليها بل أوصلها إلى عمق الضمير الإنسانى فشعره رافق كل المحطات التى مرت بها القضية الفلسطينية.
ويعد محمود درويش أحد أعضاء الفريق الذى أعد لذهاب الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى الأممالمتحدة فى عام 1947وكان واضع اللمسات الأخيرة على خطابه التاريخى الذى ألقاه وأسهم فى صياغة
الجملة الأهم فى خطاب أبوعمار والتى أصبحت شعارا فيما بعد .
كما أن محمود درويش هو الذى كتب نص بيان الاستقلال , نص قيام دولة فلسطين عام 88 الذى ألقاه الرئيس عرفات فى المجلس الوطنى دورته بالجزائر وهو النص الذى لم يتسم فقط بالبلاغة بل بمضمون
سياسى وحضارى وإنسانى عبر بشكل لا لبس فيه قوة الثقافة فى السياسة. وكان لمحمود درويش مواقفه التى اختلف فيها مع القيادة السياسية لمنظمة التحرير منها اختلافه مع عرفات بعد اتفاق أوسلو حيث عارض الاتفاق واستقال من عضوية اللجنة التنفيذية إلا أنه لم يذهب بعيدا فى خلافاته ولم يحول الخلاف إلى خصومة.
ورفض محمود درويش جوائز الأنظمة الديكتاتورية مثل جوائز صدام حسين والقذافى وغيرهم وقربه من عرفات لا يهدف من ورائه إلى منصب أو جائزة بل عرفات كان يمثل له رمزا وطنيا.
ومحمود درويش ولد فى قرية البروة بالجليل قرب ساحل عكا فى 13 مارس 1941 حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك إلا أنها خرجت برفقة اللاجئين الفلسطينيين فى العام 47 إلى لبنان ثم عادت متسللة عام 49 بعيد توقيع اتفاقيات الهدنة لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها قرية زراعية إسرائيلية فعاش مع عائلته فى قرية جديدة.
وبعد إنهائه تعليمه الثانوى انتسب إلى الحزب الشيوعى الإسرائيلى وعمل فى صحافة الحزب واعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدءا من العام 61 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسى وذلك حتى عام 72 حيث توجه إلى الاتحاد السوفيتى آنذاك للدراسة وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة فى ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية ثم إلى لبنان من العام 73 حتى 82 حيث عمل فى مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير كما أسس مجلة الكرمل الثقافية.
و شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ومن أشهر مؤلفاته "سجل انا عربي" و "بطاقة هوية " و العصافير تموت في الجليل " و "برقية من السحن" و " انت منذ الان غيرك " وهى التى انتقد فيها التقاتل الداخلي الفلسطيني و " لا اريد لهذه القصيدة ان تنتهي " وهو الديوان الأخير الذي صدر بعد وفاته فى مارس 2009.
و توفى درويش فى أغسطس 2008 بالولايات المتحدةالأمريكية بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبى دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته.