ممرات خالية من السائحين، وعدد من الباعة يجلسون أمام محلاتهم، وآخرين يشغلون أنفسهم بإزالة التراب عن بضاعتهم التي لم يطلبها "زبون" منذ شهور، تتجول في أروقة "الخان" فلا تسمع سوى الُسباب في «الثورة» التي وقفت الحال، و«مرسي» الذي خيب الآمال، ووعد وعودًا بالأمن لم يفِ بها. «مقدرش أقول غير أني زعلانة على الحال اللي وصلنا له، مصر حلوة اوي وخان الخليلي حلو أوي» بملامح يكسوها الأسى، بدأت "حنان.م.م" البائعة في أحد بازارات الخان حديثها إلى «بوابة الشروق» عن حالة الكساد التي يعاني منها خان الخليلي الذي كان منذ عامين فقط يكتظ بالسياح، واليوم لا أحد يزوره بسبب انعدام الأمن في البلاد، الأمر الذي جعل حركة السياحة تنقطع.
وبالرغم من تشابه اسم والدها الذي تحمله باسم الرئيس محمد مرسي، إلا أنها منذ أن تولى «مرسي» الحكم، وهي تنكر ذلك التشابه وتطالب من حولها بأن لا ينادوها باسمها الثلاثي، ولكن تشابه الأسماء لم يجعلها تترد في التوقيع على استمارة حملة «تمرد» مثل أغلب باعة "الخان" أملاً في عودة الأمن ليعود السياح يملئون أروقته من جديد.
وتقول "حنان": «شغلتنا السياحة، الأجانب من يشترون بضاعة خان الخليلي، فهم يعجبون بالملابس والتماثيل الفرعونية، ويقدّرون الصناعات المصرية، أما المصريون فغالبًا ما يذهبون إلى المنتجات الصينية لأنها أرخص، كما أن الأجانب غالبًا ما يشترون بالدولار وبالعملات الصعبة، وهذا يساعد في إنعاش الاقتصاد وحركة البيع»، على حد قولها.
وتابعت: «من بعد الثورة أُغلقت العديد من المحال، وتم تسريح العاملين بمحلات أخرى، ما دفع غالبية العاملون في الخان إلى التوقيع لحملة تمرد؛ لأن الوضع يسوء يومًا بعد يوم في حكم مرسي لأنه وعد بأشياء لم يفِ بها إلى الآن، وكل ما يقوم به هو إلقاء خطب لا يفهم الشعب منها أي شيء».
وتناول طرف الحديث، "حمدي شعبان" صاحب محل لبيع الأحجار الكريمة والسبح، قائلاً: «مضيت أنا كمان على حملة تمرد، عشان مش معقول كل الناس اللي مضت دي تكون غلط».
ويرى تاجر السبح، الذي ورث صنعته عن والده وأجداده، أن أفضل وقت كان يعمل فيه خان الخليلي كان في الستينات في عهدي عبد الناصر والسادات، واستمر الوضع يتأرجح في عهد مبارك بسبب التفجيرات التي كانت تحدث بين الحين والآخر ضد المناطق السياحية، وبدأ المؤشر في النزول منذ أن عُرف مشروع التوريث، إلى أن جاءت الثورة ومن بعدها وقف الحال تمامًا وبالكاد يكفي ما نحصل عليه لتغطية مصاريف المحل».
لم يتوقف تشابه الأسماء في خان الخليلي بين حنان محمد مرسي والرئيس محمد مرسي، بل قالها على استحياء محمد طنطاوي صاحب أحد البازارات في الخان: «أنا اسمى محمد طنطاوي.. أه، بس مليش أي صلة قرابة بطنطاوي اللي خرب البلد»، على حد تعبيره.
«طنطاوي» الذي يعاني هو الآخر مثل باقي أصحاب المحال والبازارات والمقاهي من الركود في خان الخليلي، يرى أن السبب في ذلك هو انعدام الأمن والأمان وازدياد حالات العنف في البلاد، التي أدت إلى انقطاع السياحة، مؤكدًا أنه وقَّع على استمارات تمرد مثل بقية رفاقه في خان الخليلي، وأنه على الرئيس مرسي الرحيل عن الحكم لأنه أثبت فشله في إدارة البلاد، حسب قوله.