شوارع خالية.. محال مغلقة.. بائعون لايستطيعون إطعام أولادهم, هذا هو حال حي الحسين وخاصة منطقة خان الخليلي والتي كانت تعج بالسياح وكانت زيارتها أساسية لأي رحلة سياحية قبل مغادرتها لمصر ولكن في ظل الأحداث التي تشهدها البلاد وخاصة بعد ثورة25 يناير أصبحت المنطقة شبه خالية وأكثر من فيها هم العاملون في المحلات والبازارات جالسين ينتظرون رزقهم ويقضون وقت فراغهم في التسامر والتحدث مع بعضهم البعض بالإضافة إلي إغلاق العديد من المحال نظرا لقلة العمل والسرقات التي تعرضت لها واصبح أكثر رواد تلك المنطقة هم الصينيون, وذلك لمتابعة أعمالهم التي تباع بالحسين, حيث غلب الطابع الصيني علي التماثيل والبضائع الموجودة هناك. تحقيقات الأهرام تجولت في منطقة الحسين وخان الخليلي لنقل صورته وما أصبح عليه. في البداية يشكو حسين الشلق أحد أصحاب البازارات بخان الخليلي من وقف الحال بالخان منذ أكثر من عامين وحركة الركود التام في البيع والشراء. ويقول: لانستطيع أن نفي بإلتزاماتنا المادية من كهرباء وتراخيص وعمالة, ويؤكد أن عائد ربح المحل أصبح أقل من70 % مما كان يتحصل عليه في الماضي فالمحل الواحد الذي يمتلكه حوالي9 ورثة قد لايتوفر له2000 جنيه في الشهر. ويشير كمال الشلق أحد أصحاب البازارات إلي أن منطقة خان الخليلي منطقة أثرية, حيث يرجع تاريخها إلي700 عام تقريبا وتشمل عددا من المناطق السياحية الإسلامية والتي كان يحرص السياح علي زيارتها أما الأن مع إنتشار البلطجية والباعة الجائلين والمتسولين في المنطقة مما أساء إليها كمنطقة سياحية وأصبحت غير جاذبة للسائح الأجنبي والعربي والذي يعد الزبون الأساسي للخان والمحرك الأول لعمليات البيع والشراء. ويري كمال أن الحل لهذه المشكلة هو تنشيط الدور الأمني والشرطي بالمنطقة حتي تعود المنطقة لسابق عهدها. ويناشد سامي صبحي أحد أصحاب البازارات كلا من الرئيس محمد مرسي ووزير السياحة هشام زعزوع علي أهمية عودة السياحة ليس للخان أو الحسين فقط بل لمصر كلها لأن السياحة تفتح أبواب رزق لكثير من العائلات. ويحذر وسام محمود أحد أصحاب البازارات بالخان من غلق بعض الورش المشهورة في أعمال الصدف والنحاس والتماثيل والذهب لحالة الركود التام التي نمر بها منذ أكثر من عامين. ويشير أحد العاملن بالخان رفض ذكر أسمه إلي الحالة الصعبة التي تعاني منها العمالة. وفي داخل إحدي البازارات تحدثنا الي صاحبة عادل عباس50 سنة قائلا الوضع راكد جدا حيث إن السياحة قلت بنسبة95 % خاصة وان السياح لم يعودوا يشعرون بالأمان داخل مصر والعدد البسيط الذي يأتي الينا قادم من آسيا نظرا لعدم متابعتهم للأحداث ويؤكد الحاج محمد حسين, أحد تجار الخان, أن العديد من الورش والمحلات اضطرت إلي غلق أبوابها أمام العديد من العاملين بها, وذلك لقلة البيع والإنتاج متمنيا عودة الهدوء والطمأنينة حتي تعود السياحة مرة أخري خاصة أن مصدر رزقنا أصبح متوقفا علي زيارة أحد المصريين إلي الخان مع أسرته. ويشير الحاج سليمان عبدالمنعم إلي أن السوق أصبحت ممتلئة بالمنتجات الصينية التي تفتقد الذوق اليدوي, وبالرغم من غلائها عن المنتج المصري إلا أن المشتري يفضل شراء ائها فمثلا التمثال الصيني الذي يباع ب30 جنيها نظيره المصري يبلغ ب15 جنيها, ولكن الصينيون يستخدمون خامات مذهبة ومواد أفضل بكثير من المصرية مما يجذب المشتري اليها. وأكد أحد بائعي ورق البردي أنه لم ينجح في بيع ورقة واحدة منذ أسابيع, وبالتالي قام بالاستغناء عن العمال الذين يساعدونه في العمل خاصة أنه لم يعد قادرا علي تغطية طلبات منزله, مشيرا إلي أن وقف الحال طال الورش والرسامين ومصممي الورق وأصحاب آلات الطباعة, وبالتالي قمت بتخفيض سعر الورقة التي كانت تباع من100 إلي200 جنيه إلي50 أو60 جنيها وهي الورقة ذات الشغل اليدوي, أما الورقة المطبوعة التي كانت تباع ب10 جنيهات فأصبحت تباع بجنيهن. من جانبه يؤكد معتز السيد, نقيب المرشدين السياحيين, أن السياحة في مصر تأثرت بنسبة تتراوح ما بين30 إلي35% أما بالنسبة الثقافية التي تأتي لشراء المصنوعات والهدايا الأثرية تأثرت بنسبة كبيرة قد تصل إلي95 % خاصة أن نسبة اشغالات الفنادق تقلصت إلي27% وفي الأقصر من10 إلي15 % والمراكب العائمة8 %, ويري أحمد شيحة, رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة, إنه شيء طبيعي بعد أحداث يناير وما تمر به البلاد من ظروف ألا توجد سياحة في منطقة الخان والمنطقة الأزهرية, مؤكدا أن استمرار عدم الاستقرار والأمان في البلاد يعقبه عدم وجود أفواج سياحية مما يسهم في تدهور الاقتصاد وإغلاق العديد من المحال والبازارات في منطقة الخان نظرا لتوقف حركة البيع والشراء خاصة أن المواطن المصري لا يشتري ولا يزور الأزهر والحسين والقلعة لأن80 % من نسبة زيارة تلك الأماكن مرتبطة بالسياح. ويشير إلي أن الحكومة غير ملتزمة بمساعدة أصحاب المحال والبازارات وتعويضهم عن خسائرهم بل بالعكس فهم يحصلون منهم الضرائب وكل الرسوم القانونية من مياه وايجار ونظافة. ويرجع الدكتور حمدي عبدالعظيم, رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية السابق والخبير الاقتصادي, الركود في التجارة والسياحة نظرا لتراجع وإلغاء الحجوزات السياحية والاعتداءات المباشرة وغير المباشرة علي السائحين وخوفهم نتيجة أحداث البلاد, فبعد الاعتداء علي فندقي سميراميس وشبرد وحريق المنطاد في الأقصر ماذا ننتظر؟