قضية شائكة جديدة يقتحمها المخرج عمرو سلامة ، فبعد قضية الإيدز التى قدمها فى «أسماء» يدخل حقلا آخر للألغام مع منطقة التمييز الدينى فى فيلم «لا مؤاخذة» الذى انتهى من تصوير 40% من احداثه. عن تجربته مع الرقابة وظروف عرض الفيلم ومفهومه للسينما التجارية يتحدث سلامة الذى قال: قمت ببعض التعديلات على النسخة المقدمة للرقابة، وبعد تقديمها قمت بالكثير من التغييرات الفنية الأخرى، ومازلت لا أعرف إن كانوا بعد المشاهدة سيوافقون على الفيلم أم سيكون لهم اعتراضات. ●هل فعلا الحلقة التى ظهرت فيها مع خيرى رمضان هى التى منحتك الموافقة على الفيلم؟ ساهمت وبشكل كبير فى تعريف الفنانين بمشكلتى، فقاموا بالتضامن معى والذهاب لوزير الثقافة وقتها «صابر أبو عرب»، وكان أهم الفنانين الذين وقفوا بجانبى المخرج خالد يوسف وقد ساعدنى كثيرا فى الحصول على الموافقة.
●فيلم اخر فى منطقة شائكة بعد اسماء التى ناقشت فيه مشكلة الايدز ، هل تحب الخوض فى مثل هذه القضايا؟ بالطبع فلو لم يكن دورنا كسينمائيين ان نعبر عن مشاكل مجتمعنا الحقيقة ونخوض فيها فدور من اذن؟ وعموما انا احب التعبير عن هذه القضايا وسأظل مستمرا فيها.
●تعتقد ان الوقت الان مناسب لفيلم يتناول علاقة المسلمين بالمسيحيين؟ الوقت دائما مناسب لمناقشة مشاكلنا ومواجهتها، والغضب الناتج عن ذلك معناه محاولة المحافظين دائما لطمس المشكلة وتجاهل الحقيقة. وهو ما يجب ان نقاومه ونتخطاه.
● ألم يقلقك ما حدث فى تجربتى «بحب السيما» و«أوان الورد»؟ خائف طبعا، لكن فى النهاية دورى كصانع سينما هو طرح وجهة نظرى وأطرح المشكلة كى نجد حلا. وأنا أحاول الغوص فى اعماق هذه الأزمة التى نعانى منها جميعا، لكننى أفضل أن أسميها «التمييز الدينى» فهو مصطلح أدق فى حالتنا التى تناقش ملامح التمييز التى يتعرض لها البعض نتيجة لاختلاف الدين.
●يوجد تخوف لدى البعض ان يكون الفيلم قد تحول لمنطقة رمادية وسيقول لنا ان كل شىء على ما يرام كى يحصل على حق العرض التجارى؟ لن ادافع أو أرد على التخوفات ،لكننى أقول لأصحابها أن لهم الرأى الأخير بعد مشاهدة الفيلم.
●هل انت ممن يختارون الممثلين وفقا لأدوار نجحوا فيها من قبل فكندة علوش نجحت فى أداء دور مسيحية فى «واحد صحيح» فهل اختيارها تم لهذا السبب؟ لا أقيس الامور من هذا المنظور.. فكندة ممثلة تستطيع أن تتقمص اى شخصية وهى قد تحمست لفكرة الفيلم ولم يشغلنا كثيرا كونه الدور الثانى الذى تلعبه كمسيحية، فديانة البطل ليست شخصيته، والمهم ما تقوله الدراما لا الديانة. ومعنا ايضا هانى عادل الذى يقوم بدور الأب وسامية أسعد فى دور مدرسة فى مدرسة الطفل.
●بطلات افلامك دوما من النساء؟ نعم.. فأنا أحب النساء. «يضحك» هذه صدفة بحتة، لى أفلام كثيرة بطولتها من الرجال لكن لم يحالفها الحظ إنتاجيا.
●الطفل الصغير الذى سيلعب الشخصية التى تتعرض للتمييز هل له تجارب مسبقة؟ لا هو فقط قدم عدة إعلانات تجارية من قبل وجاء عن طريق الكاستينج بعد 6 شهور بحثنا فيها فى كل مكاتب الكاسيت واعلانات وزعناها على المدارس وعلى مواقع الإنترنت.
●مؤخرا قدمت والأخوان خالد ومحمد دياب ورشة بعنوان «الأفلامجية» ما هى الافلامجية؟ ورشة مجانية لتعليم السينما، أو بمعنى أصح لنشارك المعلومات التى اكتسبناها من قراءاتنا وخبراتنا مع من يهمه الأمر. واتمنى التعاون معهما فى عمل فنى ودائما نحضر له لكن مشاريعنا المشتركة لم يحالفها الحظ إنتاجيا.
●خضت تجربة كاتب السيناريو فى فيلم مصور قتيل هل ستكررها ام اصبحت تفضل ان تخرج ما تكتبه؟ بالطبع أتمنى أن أكررها، ويحزننى أن ينظر لى المنتجون والمخرجون على إنى مخرج فقط، وأتمنى أن يطلبا منى سيناريوهات لأقوم بإخراجها
●ألا تشعر بالرغبة فى تقديم فيلم تجارى بحت مع نجم شباك وخصوصا أن افلامك كلها تنتمى لنوعية خاصة؟ أحلم بهذا واتمناه بشدة، وتوجد عدة تجارب حاولت تقديمها مع نجوم شباك ولكن لم يحدث نصيب ولم تخرج للنور. وفى أفلامى الخاصة يكون لدى دوما طموح تجارى أحلم أن يصل للجمهور، «أنا مش بعمل أفلام علشان أشوفها لوحدى أو لجمهور خاص مايقدرش يخلى الصناعة تستمر».