حدثنا عن الظروف التي هيأت التعاون بينك وبين المخرج خالد يوسف في فيلم "كلمني شكراً"؟ اتصل بي صديقي المخرج خالد يوسف وعرض علي فكرة المشاركة في الفيلم، ولا أنكر أنني تحفظت في باديء الأمر، واعترضت علي مساحة الدور لكن المخرج خالد يوسف أصر علي وجودي في التجربة، وأكد لي أنني ضيف شرف الأمر الذي جعلني استسلم، وأتراجع عن اعتراضي، وعلي الفور اتجهت إلي دراسة الشخصية، التي سأتقمصها. وهنا انتهز الفرصة لأتوجه بالشكر من خلالكم إلي الأستاذ خالد يوسف، لأنه وعدني بأن أظهر في شكل جيد، وهو ماحدث بالفعل، حيث تلقيت الكثير من كلمات المديح والإشادة بعد عرض الفيلم، ولحظتها أيقنت أنه وعد فأوفي.. وأحمد الله علي التوفيق الذي حالفني في تجسيد هذا الدور. كيف شعرت بأن التوفيق حالفك؟ من خلال الجمهور الذي ألتقيه باستمرار، والذي أظهر لي حبه ووده واشتياقه في العرض الخاص للفيلم، وأشكرهم علي ثقتهم الغالية. وكيف كان تقييمك للتجربة بعد عرض الفيلم؟ تجربة رائعة جداً، ويكفيني أنها من إخراج خالد يوسف وإنتاج شركة عملاقة وفرت للفيلم كل عناصر ومقومات النجاح، خصوصاً أن الفيلم يتحدث عن متغير جديد طارئ حدث، في العشرين سنة الأخيرة، في حياة المصريين، وأعني به ثورة التكنولوجيا. هل شعرت بالغيرة في لحظة من عمرو عبد الجليل لأنه بطل الفيلم؟ ردي الوحيد أنني علي قناعة بأن عمرو عبد الجليل ولد نجماً عندما اختاره المخرج العالمي الكبير يوسف شاهين بطلاً لواحد من أفلامه، ووقتها أدركنا جميعاً أن "عمرو" ممثل قوي جداً، وبداخله طاقة تمثيلية هائلة، وكان ينبغي أن يصبح بطلاً سينمائياً منذ زمن طويل، لكنه صبر علي البطولة، ونالها بشكل رائع مثلما رأينا في هذا الفيلم وأفلامه الأخيرة. لكنك أيضاً بدأت بداية قوية مع العبقري داود عبد السيد في فيلم "سارق الفرح".مما دفع البعض للتساؤل عن الأسباب التي دفعتك للموافقة علي هذا الدور الصغير؟ بداية أنا لا أوافق علي القول أنني أجسد دوراً صغيراً في فيلم "كلمني شكراً، لكنني، كما سبق وذكرت من قبل، "ضيف شرف"، والفارق كبير بين ضيف الشرف والدور الصغير والدليل علي ما أقول أن كثيراً من العمالقة لا يترددون في الموافقة علي الظهور في السينما كضيوف شرف، وأحياناً في مشهد واحد في الفيلم، وهذا لا يقلل مطلقاً من قيمة الفنان. ما أعنيه أن البعض توقع أن تكون عودتك بعد كل هذه الفترة من الغياب في دور رئيسي وجوهري؟ هذا الدور من أفضل ماعرض علي في الأعوام الأخيرة، فقد كنت أتلقي عروضاً ألعب فيها دور البطولة، لكن موضوعاتها لم تكن لترتقي إلي المستوي الذي ينال إعجابي، وكانت السيناريوهات ضعيفة بشكل عجيب، وبالتالي لم أجد الفكرة المثيرة التي تجذبني للعودة بالشكل الذي يليق بمشواري الطويل في التمثيل، فكان الرفض هو القرار الذي ارتحت إليه حتي أرضي عن اختياراتي. وهل تظن أن فيلم"كلمني شكراً" سيفتح لك أبواب العودة للسينما و"يكلموك"؟ الاتصالات موجودة والأبواب مفتوحة لكنني الذي أبحث عن القيمة، ولا ألهث وراء البطولة، لكنني لا أنكر أن هناك أفكاراً وسيناريوهات عُرضت علي بالفعل عقب عرض فيلم "كلمني شكراً"، والتأثير الايجابي الذي تركته، وهو مايدعوني للتفاؤل بأن الفترة المقبلة ستشهد تغييراً كبيراً، وبإذن الله سترونني قريباً علي شاشة السينما في شكل جديد بعدما نجح المخرج خالد يوسف في إعادة تقديمي للناس. هل تقول إنه في الأفق القريب احتمال تعاون جديد مع خالد يوسف؟ بدون أدني شك، فهو مخرج مهم، وأتمني من جانبي أن أتعاون معه آلاف المرات، لكن الأمور لم تتضح حتي الآن، ولا أدعي أن هناك فكرة لفيلم جديد يجمعنا معاً، لكنني لن أمل القول أنه استطاع أن يوظف امكاناتي التمثيلية بشكل جيد وجديد، ويكفي أنه جعل الجمهور في حالة ترقب دائم إلي لحظة ظهور "صلاح معارك"، الذي جسدت دوره في الفيلم. كيف كان وقع الحريق الذي شب في ديكور الفيلم عليك؟ حزنت بالطبع، وفور أن تلقيت الخبر المشئوم، قمت بإجراء اتصالات مكثفة بالزملاء، وعلي رأسهم المخرج خالد يوسف للاطمئنان علي الموقف، لكنني لم أكن متواجداً لحظة الحريق، والحمد لله أن الأمور انتهت بسلام، ومرت علي خير. بدأت مسيرتك الفنية مطرباً لدرجة أنك كونت "دويتو" غنائياً.فأين أنت الآن من الغناء؟ لقد قررت ألا أركز في الغناء وحده، لكن من الجائز أن أغني في أعمالي الدرامية، والسبب في هذا يرجع إلي رغبتي في التركيز خلال هذه الفترة في التمثيل فقط، خصوصاً أنني علي قناعة بأن "صاحب بالين كداب"، ومن الصعب أن أجمع بين الغناء والتمثيل وأنجح فيهما معاً. هل هناك ممثل تود لو جمعتك معه تجربة فيلم سينمائي؟ لا جدال في أن مصر لديها وفرة في الممثلين الذين يحملون بين ضلوعهم موهبة فنية قوية، وفي كل عمل متفرد أتوقف كثيراً عند الممثل الناجح الذي أعجب به وأحبه، لكنني أتمني أن يجمعني عمل مع الأستاذ محمود عبد العزيز فهو ممثل خارق وغير عادي، ولديه كل مقومات الممثل الناجح، ولست في حاجة للقول إنه ممثل من العيار الثقيل. إذا كنت لم تتوقف عن متابعة مايجري علي الساحة السينمائية. فأي الافلام التي شاهدتها مؤخراً شد انتباهك؟ أنا بالفعل لا أتابع السينما بشكل جيد، لكن لفت انتباهي في الفترة الأخيرة فيلم "الجزيرة"، الذي أبدع فيه أحمد السقا بشكل واضح، عندما أدي الدور بقوة مُذهلة، كما أن الفيلم نفسه تمتع بجودة فنية عالية مما جعلني أتمني لو تواجدت بين أبطاله، لكن "كل شيء نصيب"، وأدعو الله أن أتعاون مع أحمد السقا في تجربة مقبلة ؛ فهو صديق قريب إلي قلبي. بمناسبة الصداقة حدثنا عن أصدقائك في الوسط الفني؟ هناك اصدقاء مقربون جداً من بينهم: مها أحمد وانتصار وماهر عصام ود. اشرف زكي، وصداقتنا بسبب "العشرة المسرحية". من منهم أو من غيرهم اتصل بك وهنأك عقب عرض الفيلم؟ كثيرون لكن الفيلم مازال في الأيام الأولي لعرضه، وعدد كبير من الفنانين والأصدقاء لم تتح لهم فرصة مشاهدته بعد، وعلينا ألا نتغافل أيضاً عن جزئية أنني ضيف شرف في الفيلم، ولست بطلاً له. مادمت أتيت علي ذكر مسرحية "يادنيا ياحرامي" .. حدثنا عن المصير الذي انتهت إليه؟ المسرحية توقفت لسبب لا أعرفه، ولن نستكمل عرضها! هل لديك هواية أخري غير التمثيل الذي احترفته؟ أحياناً أتولي مسئولية إخراج "كليب" أو إعلان لأن الفكرة أعجبتني. وهل دعاك هذا إلي التفكير في الإخراج التليفزيوني أو السينمائي؟ تلقيت عروضاً بالفعل في هذا الاتجاه، لكنني رفضت لأن ميولي لا تتفق والإخراج السينمائي أو التليفزيوني، والفارق كبير بين الإخراج السينمائي وإخراج الكليبات أو الإعلانات. وكيف ظهرت عليك أعراض التأليف؟ أتاحت لي الظروف أن أقوم بتأليف ثلاث قصص لأفلام سينمائية هي: "كورنيش المعادي" و"البلياردو" و" الحارس" لكنها مشاريع، ولم تُصور بعد، ومازالت قيد التنفيذ، وأتوقع أن أجني قريباً ثمارها. هل لأولادك علاقة بالفن؟ لقد رزقني الله ب "أحمد" و"ماهيتاب "و آدم"، وهم بعيدون كل البعد عن التمثيل، إلا أن نجلي الأكبر "أحمد" يدرس في "نيويورك فيلم أكاديمي بهوليوود"، مما وثق علاقته بالسينما، في مجال الإخراج، أما "آدم" فهو طفل لم يتجاوز العامين وثلاثة أشهر، و"ماهيتاب" ليست لها الرغبة أو الميول في الاتجاه إلي التمثيل، وميولها إعلامية بحتة. وماذا في جعبتك بعد "صلاح معارك"؟ لا شك أن الموقف أصبح صعباً، والاختيار أصبح أصعب، ومن المستحيل أن أقبل بأي دور في السينما لا يساوي التأثير الذي تركه "صلاح معارك" في "كلمني شكراً"، ليس من حيث المساحة بل من حيث النهج، بمعني أنني لابد أن أحس الدور، ووقتها سأوافق علي الدور الذي يوازيه من حيث القيمة بدون تردد، وهناك فيلم قائم بالفعل، وأشارك ببطولته لكنني لن أكشف عن تفاصيله الآن وأعدكم بأن يظهر للنور قريباً.