تجده وسط صخب ميدان عبد المنعم رياض، شابا نحيفا متوسط القامة يلتف المارة حوله متتبعين حركاته السحرية وخفة يده في الألعاب والحركات التي يقوم بها، وبعد أن ينهي عرضه، يخلع قبعته السحرية عن رأسه ويمسكها بيده "كحقيبة نقود صغيرة" ليضع له فيها المتفرج على العرض "اللي فية النصيب"، ثم يرحلون، يتجدد المرة ويتكرر العرض أمام مشاهدين جدد، ليعلو صوته قائلاً "الساحر فنان وليس بهلوان". محمد سليمان محمد، صاحب ال26 عاما، والذي تخرج في كلية الفنون الجملية، يروي "لبوابة الشروق" بداية ممارسته للألعاب السحرية، وهوايته التي ورثها عن والده الذي كان يعمل في السيرك، والملاهي، فأحب الألعاب السحرية وهو صغيراً، واحترفها كبيراً.
"عشان إحنا مسلمين لازم نقول الحمد لله، وأنا كفاية عليا إني بفرح الناس"، وبنظرة رضا ووجه باسم قالها سليمان، واصفاً النقود القليلة التي يحصل عليها جراء عمله، مواصلاً حديثه قائلاً " فى الوقت اللي مفهوش أعياد ميلاد أو حفلات بنزل للميادين أعمل لنفسي دعاية وأخد فلوس".
وبسعادة بالغة يقول سليمان "يكفينى أني بخرج الناس من الهم اللى عايشين فيه، الناس تعدي ده يضحك شوية، ودة بيهزر شوية، وممكن واحد يشتمني مش مهم برضه المهم إني ببسط الناس".
محمد الذي يسابق الزمن لتجهيز عش الزوجية الذي سيجمع بينه وبين خطيبته، مؤكداً انه لن يحاول العمل في أي شيء آخر يحصل من خلاله على النقود، وأنه سيستمر في العمل كساحر في أعياد الميلاد وحفلات الأطفال، وكساحر متجول في الشارع إلي أن يبني ذاته، ويعلم العالم كله عن موهبته.
"مليش في السياسة... أنا اللي بضحك الناس من أرف السياسة"، هكذا علق على السؤال عن آرائه السياسية مضيفاً "أنا مصري زيي زي أي حد نفسي ربنا يصلح حال البلد وتبقى كويسة والناس تشتغل والفتنة دي ربنا يبعدها عن البلد يارب".