جاء عرض فيلم «باب شرقى»، الاثنين الماضى بنقابة الصحفيين، ليفتتح ثلاثية المخرج أحمد عاطف السينمائية عن الربيع العربى التى تتناول الثورة فى مصر وسوريا وليبيا. والعمل هو أول فيلم روائى طويل يتناول الثورة السورية، يتوقع عرضه بمهرجان «فسباكو» للسينما الأفريقية نهاية شهر فبراير الحالى. «باب شرقى»، وهو أحد أبواب دمشق السبعة، يتناول الصراع داخل أسرة سوريا واحدة، منقسمة على نفسها بين موال للسلطة ومن يعارضها، ويتطرق الفيلم لانهيار تلك الأسرة السورية خلال الثورة نتيجة لذلك.
كما يتناول شخصية الشبيح، وهو الاسم الذى يطلق على «البلطجية» الموالون للرئيس بشار الأسد والمتورطون فى أعمال العنف وقمع الاحتجاجات، ويصور الفيلم هذه الشخصية كنموذج للتوحش الإنسانى، فهى شخصية فريدة فى التاريخ، بحسب المخرج.
وأضاف أحمد عاطف أن الفيلم يتطرق كذلك إلى حياة النشطاء السوريين الذين لجأوا إلى القاهرة، ومعاناتهم مع التهجير القسرى، إضافة إلى تصوير معاناة العائلات السورية خلال رحلة هروبها من الموت. وينتمى هذا الفيلم إلى نوع السينما المستقلة فى مصر، التى تعتمد على مصادر تمويل خاصة وذاتية دون الاعتماد على جهات تمويل، وقد شارك السوريون بالفيلم بأجور رمزية أو بدون أجر تماما.
ويعد أغلب الممثلين بالفيلم، باستثناء الفنانة لويز عبدالكريم، من غير المحترفين الذين يمثلون لأول مرة فى حياتهم، وأغلبهم من النشطاء السوريين الذين يعيشون بالقاهرة ويناضلون من أجل نصرة الثورة السورية، وبينهم الكاتب فرحان مطر والناشطين حسام ملص وسلمى الجزايرلى، الطفلة ناتالى مطر، وقد ساعد فى خروج الفيلم إلى النور مركز «راية» للاعلام السورى بالقاهرة بتقديم الدعم اللوجستى، وشارك فى إعداد الفيلم كذلك مؤلف الموسيقى خالد داغر.
وأوضح عاطف أن فكرة الفيلم راودته عقب لقاء ممثلى المسرح السوريين الشهيرين أحمد ومحمد ملص، الذين لجآ إلى مصر بعد لبنان إثر تعرضهما للسجن والتعذيب فى سوريا مع اندلاع الاحتجاجات فيها، وقد شارك الأخوان التوأمان فى وضع سيناريو الفيلم معه.
وأوضح عاطف أن الفيلم يأتى فى إطار ثلاثيته السينمائية عن الربيع العربى، وقال: قبل تنفذ «باب شرقى» كنت قد انتهيت من النسخة النهائية من سيناريو فيلم «قبل الربيع» عن الثورة المصرية وحصلت على منحة لانتاجه فى مسابقة لوزارة الثقافة المصرية للدعم السينمائى.
وأشار إلى أنه يعتزم استكمال الثلاثية بعمل عن الثورة الليبية، مشيرا إلى أنه التقى أصدقاء ليبيين ووجدوا معا قصة يرغبون فى تحويلها إلى عمل سينمائى.