تبحث الدول الغنية والناشئة في مجموعة العشرين، يومي الجمعة والسبت، في موسكو مسألة ضعف النهوض الاقتصادي العالمي المتعثر بسبب أزمة منطقة اليورو، على أمل استبعاد المخاوف، التي أحيتها اليابان من قيام "حرب عملات". وسيستقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزراء المالية وحكام المصارف المركزية، في منتدى الدول الكبرى، اليوم الجمعة، في الكرملين، مما يعطي إشارة الانطلاق لهذه السنة من رئاسة روسيا لمجموعة العشرين.
وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، لا تشكل المخاوف من ارتفاع مدمر لسعر صرف اليورو، موضوعًا رئيسيًا في الاجتماع.
وأكد مسؤول أوروبي هذا الاسبوع "نتوقع مناقشة حول الوضع الاقتصادي العالمي أكثر غنى من السابق، عندما كانت منطقة اليورو وقادتها لا يزالون يواجهون حدة الأزمة".
إلا إن الإحصاءات التي نشرت عشية اللقاء أعادت وضع أوروبا تحت المجهر: فالانكماش فاق التوقعات العام الماضي، في منطقة اليورو والنمو، قد يبقى منعدمًا أيضًا في 2013.
وحددت روسيا مسألة البحث عن "مصادر نمو" جديدة، أولوية لفترة رئاستها لمجموعة العشرين، التي تبلغ أوجها أثناء قمة في بداية سبتمبر، في سان بطرسبورغ.
من جهتها، تبدي بعض الدول الأوروبية، وفي مقدمها فرنسا، قلقها من قوة سعر صرف اليورو، الذي يعوق صادراتها، وبشكل أوسع، فان منطقة اليورو تندد بالسياسات النقدية في الولاياتالمتحدةواليابان، اللتين تفرطان في إصدار الأوراق المالية، لدعم اقتصاديهما ما يؤدي إلى خفض قيمة عملتيهما.
وحذر وزير المالية الألماني، فولفغانغ شويبله، الأربعاء، بالقول: "لن يكون في وسعنا تفادي أزمة شبيهة بأزمة 2008 إذا تم ضخ كمية متزايدة من الأموال في الاقتصاد".
وقد انعش التحول الأخير في نهج اليابان المخاوف من نشوب "حرب عملات" نتيجة توالي التخفيضات التنافسية لقيمة العملات من جانب دول تسعى وراء النمو.
وانصاع البنك المركزي الياباني لضغوط الحكومة، التي قررت ضخ كميات من العملة لدعم الاقتصاد، وهي سياسة شائعة في الولاياتالمتحدة، لكن البنك المركزي الأوروبي يحظرها.