••تحت عنوان «مشروع وطنى آن أوانه» كتب السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق فى الشروق مقالا يدعو فيه الرياضيين والفنانين إلى دور يمارسونه لتخفيف حدة الاحتقان فى المجتمع، وقال السفير هانى خلاف: «أمام أجواء القلق والاكتئاب التى تفرضها علينا صراعات الساسة ومزايدات الاحزاب ونعرات التربص والتعصب ومشكلات البطالة والاسعار، وزعيق المتحاورين فى الفضائيات، وحوادث الطرق، واكوام القمامة المتراكمة، وبلطجة الشارع، وفوضى المرور، وغير ذلك من ظواهر سلبية محبطة، رحت أبحث عن مخرج عملى وانسانى يمكن ان يخفف عن المصريين البسطاء اوجاع الحاضر، ويحفظ فيهم وبينهم الاتزان النفسى وجسور الثقة والتواصل ويبعث لديهم اشراقة الصبر والامل فى مستقبل افضل، ولأن محورى «الدين» «والسياسة» أصبحا للأسف يمثلان بذاتهما اسبابا للصراع والقلق فقد كان ضروريا البحث عن مجال آخر يمكن القيام فيه بهذا الدور الوطنى والانسانى الجامع، وقد وجدت ان «الفن» «والرياضة» يمكنهما ان يعيدا قدرا من البسمة والاتزان المفقود».
•• الدعوة نبيلة تعكس حسن ظن السفير فى الرياضيين والفنانين، وأتمنى أن يكون لهذه الرسالة رد الفعل المناسب من أطياف المجتمع والشارع السياسى، فهناك فى الأفق وفى خلفية هذا الأفق، ناس تلعب بكرة نار، وتفسر اللعبة بأنها حالة تشبه حالات فوران صهارة البراكين بعد ثورتها، وهى حسب وصفهم، حالة طبيعية تنتهى بالهدوء والسكون.. ترى متى تسكن حالة الفوران فى الشارع السياسى المصرى.. وهل يمكن للرياضيين والفنانين ممارسة الدور المقترح من السفير؟
••لقد جرت محاولات على مدى العامين الماضيين، كان مردودها أقل مما بذل فيها، فالمشكلة أننا أمام جيل سريع الإيقاع، لم يعد يسمع إلا صوت السياسة، أو صوت نفسه. إنه جيل لا يحب المواربة، ويكره هذا الافتراض بالسذاجة، وهو جيل لم يجد فى أهل السياسة ونخبتها من يستحق وما يستحق أن ينصت إليه، فالصدق غائب، ولسان المخاطبة يلقى بخطاب قديم لا يصلح للعصر ولا ينفع للظرف، خطاب لا يقنع ولن يقنع.. لأنه لايقدم حلولا، وإنما مجرد نصائح من كتاب القراءة الرشيدة.. والقدرة على احتواء الشباب لا يستطيعه سوى قائد وزعيم يملك الشخصية الكاريزمية، ويمكن أن يصدقه الشارع السياسى. وأعلم أن هذا حديث يحمل الدعوة إلى انتظار ظهور القائد خاصة أن القيادات السياسية فى الساحة لا تجد فيها من يقدر على القيادة وتحريك الجموع أو وقف تحركها.. هل هناك مثلا من يقدر على فرض تظاهر آلاف الشباب فى حدود ميدان التحرير بخطاب أو بكلمة.. هل هناك شخصية سياسية تقدر على فك حصار البورصة أو محكمة بتوجيه أو بخطاب ؟!
•• صوت السياسة هو الصوت الصاخب المسموع فى الشارع، ومن أسف أن شارع السياسة بلا نجوم، وأن شارع الرياضة والفن لم يعد فيه نفس البريق السابق لنجومه فى الوقت الراهن.. ولم يعد فى قدرات الجميع ممن يتابعون الحالة السياسية عن بعد، من منازلهم ومكاتبهم، سوى الدعاء بأن يستر ربنا ونحن على مسافة ساعات من الاحتفال بعيد ثورة 25 يناير الثانى.. فنحن مازلنا نخشى لحظات الاحتفال وأثار هذا الاحتفال، شأن كل احتفال سابق.. اللهم نسألك سلامة الاحتفال.. إن كان فى الأمر احتفال كما يشاع.