تشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 100000 لاجئ سوري في لبنان حاليًا؛ وهذه الأسر تفر عبر الحدود، وتسكن حيثما أمكن - مع الأصدقاء، أو مع العائلة، أو مع غرباء كرماء، أو في المباني العامة، أو في المنازل المهجورة، وقد أقامت بعض الأسر خيامًا على الأراضي الشاغرة، ويدفع البعض للمأوى من الموارد الشحيحة لديهم. ومن الصعب الوصول إلى الضروريات الأساسية، ولا سيما المياه ومرافق الصرف الصحي.
تقول زينب، وهي إحدى اللاجئات السوريات في لبنان هي وأسرتها، واصفة أوضاع اللاجئين: "إن الوضع صعب للغاية، إننا نفعل كل شيء في هذا الفصل الدراسي - ننام، ونتناول الطعام، ونطهو الطعام، لا توجد مرافق للاستحمام، ولذلك أحمم أطفالي هنا في دلو، ولكن المياه تكفي لأن يستحموا مرة واحدة فقط في الأسبوع."
وقد عبرت أسرة زينب، الحدود إلى لبنان منذ شهر، وبدون وجود مكان للإقامة، لجؤوا في إحدى المدارس الخاصة الصغيرة في عرسال، وهي قرية تقع بالقرب من الحدود السورية، في وادي البقاع شرق لبنان. أما عن المكان الذي يقطنون فيه هي وحوالي 150 شخصًا آخرين يقيمون في المدرسة، وتدفع أسرة زينب 100 دولار أمريكي في الشهر، وهذا واحد من أقل الإيجارات في المنطقة، وهناك أربعة مراحيض فقط تعمل، ولا توجد مرافق للاستحمام أو مياه للشرب.
وقد أظهر تقييم أجري مؤخرًا، بدعم من اليونيسف، أن أسر اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة ظهر بها عدد متزايد من حالات الإسهال الناجمة عن نقص مياه الشرب والمياه الملوثة، وعدم توافر المراحيض، وتم من خلاله ملاحظةً أن الأطفال الذين يعيشون في هذه المناطق معرضون لمخاطر عالية من الإصابة بالأمراض.
وتقوم اليونيسف بالشراكة مع منظمة العمل لمكافحة الجوع، بتطبيق برنامج قسائم المياه لتلبية الاحتياجات من المياه الصالحة للشرب في حالات الطوارئ للأسر في مختلف أنحاء وادي البقاع.
حيث تتلقى الأسر التي تسكن في المدرسة قسائم للمياه على أساس حجم الأسرة، وتوفر كل قسيمة ما يكفي من المياه لمدة شهر، وهناك شركة محلية مسؤولة عن توصيل المياه بالشاحنات.
ويحصل الشخص الواحد على 15 لترًا من المياه في اليوم – وهو المعيار الدولي في حالات الطوارئ، وهذا يكفي من أجل البقاء، ويصل برنامج القسائم الجديد إلى 5000 شخص، ولكن الاحتياجات أكبر من ذلك بكثير.
وستقوم اليونيسف بتوزيع أوعية المياه والمرشحات السيراميكية لتنقية المياه والدلاء وأقراص تنقية المياه وجدير بالذكر أنه، في كل يوم، تصل المزيد من الأسر السورية إلى المدن الحدودية الصغيرة في لبنان، وتقدم هذه المجتمعات أفضل ما يمكنها، ولكن الآن هناك حاجة ماسة إلى الدعم لتلبية احتياجاتهم الأساسية – من مياه الشرب، ومرافق الاستحمام والمراحيض.