وزارة التضامن تقر قيد 3 جمعيات في محافظتي القليوبية والفيوم    أسعار الحديد اليوم الاحد 26-10-2025 في أسواق محافظة قنا    عمرو الليثي: "يجب أن نتحلى بالصبر والرضا ونثق في حكمة الله وقدرته"    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم 26 اكتوبر وأذكار الصباح    الهلال الأحمر يدفع بأكثر من 400 شاحنة محملة ب10 آلاف طن مساعدات إلى غزة    تحرير 300 مخالفة متنوعة خلال حملات على الأسواق والمخابز بالمنيا    عاجل- التضامن تخصص 12 ألف تأشيرة حج لأعضاء الجمعيات الأهلية لعام 2026    حالة الطقس اليوم الأحد في السعودية .. سحب رعدية محلية جنوب غربا    «ده أخركم».. ضبط سيدة بتهمة التعدي على أطفالها داخل حمام في الغربية    رئيس جامعة المنيا: «وطن السلام» رسالة مصرية تؤكد دور الدولة في صناعة السلام    المستشار محمود فوزى يوضح أهم القواعد المنظمة لتشكيل اللجان النوعية بالشيوخ    د. فتحي حسين يكتب: الكلمة.. مسؤولية تبني الأمم أو تهدمها    اجتماع طارئ لمناقشة توصيات نائب وزير الصحة لشئون السكان وتنمية الأسرة بمديرية الدقهلية    مسئول أمريكي: الولايات المتحدة والصين تعملان على التفاصيل النهائية لاتفاق تجاري    بوتين: قوات الردع النووي الروسية في أعلى مستوى وتتفوق على الدول الأخرى    اعتقالات ومداهمات إسرائيلية فى الضفة الغربية    «واشنطن بوست»: ترامب يصعد التوترات مع كندا برفع الرسوم الجمركية    المصري البورسعيدي في تحدى صعب أمام الاتحاد الليبي لحسم التأهل لمجموعات الكونفدرالية    كلاسيكو الأرض.. تشكيل ريال مدريد المتوقع أمام برشلونة    مراسم تتويج مصطفى عسل وهانيا الحمامي ببطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش    شوبير: إمام عاشور يقترب من السفر مع الأهلي للإمارات لخوض السوبر المصري    مواعيد مباريات اليوم الأحد 26-10- 2025 والقنوات الناقلة لها    بتروجت: وافقنا مبدئيا على انتقال حامد حمدان للزمالك في يناير    محافظ أسيوط يعلن انطلاق الحملة القومية للتحصين ضد الحمى القلاعية    بورصة الدواجن اليوم.. استقرار أسعار الفراخ البيضاء عند 63 جنيها    «مدبولي»: محافظة السويس تحظى بنصيب مهم من أولويات استثمارات الدولة    مركز بحوث الفلزات ينجح في تصنيع ناشر اللهب محليا ليكون بديلا للمستورد    درجة الحرارة اليوم.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وأهم الظواهر الجوية    عدم إعادة الاختبار للغائب دون عذر.. أبرز تعليمات المدارس للطلاب مع بدء امتحانات أكتوبر    تحريات لكشف ملابسات مصرع شخص خلال مشاجرة فى الحوامدية    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الهرم دون إصابات    مدفوعة الأجر.. موعد إجازة افتتاح المتحف المصرى الكبير    بعد تصدره التريند.. التفاصيل الكاملة لمسلسل «كارثة طبيعية» بطولة محمد سلام    القومي للترجمة يقيم صالون "الترجمة وتحديات التقنية الحديثة" في دورته الأولى    روزاليوسف.. قرن من الصحافة الحرة وصناعة الوعى    هل تغير سعر الفائدة على شهادات بنك مصر؟ وما الشهادات المتاحة؟    مجلس طب قصر العيني يوافق على إنشاء أقسام تخصصية دقيقة في الجراحة    حزب العمال الكردستاني يعلن سحب جميع قواته من تركيا إلى شمال العراق    الرئيس الفنزويلي يطلب من المحكمة العليا سحب جنسية زعيم المعارضة ليوبولدو لوبيز    الدكتور خالد عبدالغفار يتابع اللمسات النهائية للمؤتمر العالمي للسكان والصحة    أطعمة تعزز التركيز والذاكرة، أثناء فترة الامتحانات    7 ملايين و180 ألف خدمة طبية خلال حملة 100 يوم صحة بالإسكندرية    طب قصر العيني: ضوابط وآليات للتدريس الإلكتروني Online وإتاحة مقررات إلكترونية    موعد بدء شهر رمضان 2026 في مصر وأول أيام الصيام    وكيل "تعليم الفيوم" يتفقد المدارس لمتابعة انضباط العملية التعليمية    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الأحد 26 أكتوبر    خبير أثري: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم.. ونقل مركب خوفو تم بخبرة مصرية خالصة    «التعليم» تعلن أحقية معلمي الحصة في صرف المستحقات المالية 2024/2025    «لأول مرة من 32 سنة».. ليفربول يسجل رقمًا كارثيًا بعد سقوطه أمام برينتفورد    صابر الرباعي يحيي ذكرى محمد رحيم بأغنية «وحشني جدًا» في ختام مهرجان الموسيقى العربية    أسعار الفضة في مصر اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    النائب خليل: مصر بقيادة السيسي منارة للسلام وصوت للحكمة    هشام عباس وميريهان حسين وياسر إبراهيم يشاركون أحمد جمال وفرح الموجى فرحتهما    مواقيت الصلوات الخمس في مطروح اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    الانتخابات.. تحية للأغلبية وكشفٌ لواقع المعارضة    بداية شهر من الصلابة.. حظ برج الدلو اليوم 26 أكتوبر    محمد الغزاوى: أخدم الأهلى فى جميع المناصب ونمتلك أقوى لاعبى اسكواش بأفريقيا    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياسات التعليم فى الحكومة الجديدة
نشر في الشروق الجديد يوم 09 - 10 - 2012

فى أحد المؤتمرات التعليمية منذ سنوات قليلة جاء مقعدى بجوار رئيس أحد جامعات الصعيد وكان قد ترك منصبه العلمى بعد تعيينه محافظا أثناء تولى د.أحمد نظيف رئاسة الوزراء، وأثناء تبادل الحديث عن الأوضاع التعليمية بالمحافظة سرد لى العالم الجليل القصة التالية.

بأنه كان بصدد دعوة كبار المسئولين لافتتاح عدد من المشروعات من بينها مدرسة حكومية جديدة، ولكنه فوجئ بطلب ألا وهو أن المدرسة الجديدة الحكومية سيتم افتتاحها فى إطار مشروع آخر اسمه المدارس الحكومية التجريبية المتميزة، وأنها ستكون بمصروفات تتجاوز 500 جنيه سنويا، وحينما أبدى المحافظ تعجبه لاسيما وأن المحافظة فقيرة للغاية وتعانى من مشاكل تعليمية وعلى رأسها ارتفاع الكثافة بالفصول الحكومية، فما كان من الوزير المسئول إلا الإجابة بأن تلك هى التعليمات والسياسة الجديدة للحكومة. وبالفعل تم افتتاح المدرسة التجريبية المتميزة وكانت المفاجأة أنه لم يتقدم للدراسة بها إلا 9 طلاب فقط لا غير!

قفز هذا الحوار إلى ذهنى عقب التصريحات المفاجئة التى خرجت خلال الأيام الماضية من وزارة التربية والتعليم وعلى لسان أكبر المسئولين بها والتى تؤكد أن الاتجاه فى المرحلة القادمة هو لصالح التوسع فى التعليم الحكومى بمصروفات والذى يحمل اسم المدارس التجريبية، وأن العجلة قد دارت بالفعل وسيتم تحويل وتخصيص عدد من المبانى المدرسية لتكون مدارس بمصروفات بدءا من العام الدراسى القادم والبداية ستكون من محافظة السويس.

●●●

وقبل أن ندخل فى مناقشة هذه القضية المهمة التى كانت قد توقفت عقب ثورة 25 يناير وسقوط رءوس النظام السياسى السابق، يجب أن نستعرض تاريخ بدعة إنشاء المدارس الحكومية التجريبية التى يعود تاريخ بدء عملها إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضى عقب تطبيق نظام الانفتاح الاقتصادى، فقد رأى وزير التربية والتعليم فى ذلك الوقت د.مصطفى كمال حلمى حاجة البلاد إلى توفير أعداد كبيرة من الطلاب تجيد اللغات الأجنبية، خاصة أن الأعداد التى يتم تخرجها سنويا من المدارس الأجنبية القديمة، لا تكفى للمساعدة فى تطبيق التحول الاقتصادى الجديد، لذلك قررت الحكومة تحويل عدد من المدارس الحكومية المجانية «وليس بناء مدارس جديدة» لتحمل المسمى الجديد وهى نفسها تدرس المناهج الحكومية لكن باللغات الأجنبية، وعلى أن تكون مصروفاتها أقل من نصف المدارس الأجنبية القديمة.

ونجحت التجربة بالفعل وجذبت شرائح من أبناء الطبقة المتوسطة التى لم تكن تستطيع أن تدفع مصروفات المدارس العريقة، ولكن مع استمرار سياسات عجز الموازنة وعدم الإنفاق على التعليم وفتح مدارس جديدة وتأهيل المعلمين للتدريس بها، تدهورت أحوال هذه المدارس وارتفعت الكثافات بها لتقترب من كثافة المدارس الحكومية المجانية، فتم اللجوء إلى بدعة جديدة فى منتصف الألفية الحالية لتحمل اسم المدارس الحكومية التجريبية المتميزة وتم مضاعفة مصروفات هذا النوع من التعليم، ولكن استمر أمر التدهور كما هو وكأن تغيير المسمى ورفع المصروفات والتدريس باللغات سوف يوقف التدهور فى العملية التعليمية.

ثم أخيرا جاءت حكومة د.نظيف لتوقف هذه البدعة قليلا وتقرر بدعة أخرى جديدة اسمها مدارس النيل الدولية، وهى بالمناسبة مدارس تم بناء عدد منها بأموال الحكومة المصرية (مال عام) ولكن تم تغيير شروط الالتحاق بها وكذلك نظام الدراسة لتصبح تدرس المناهج الدولية الأجنبية وتحديدا النظام الانجليزى. وتم تسويق الفكرة على أساس§ السير فى اتجاه العولمة وإلى آخره من المصطلحات.. وتم أيضا الاتفاق على أن تكون للطبقة المتوسطة، وأن تكون المصروفات فى حدود 10 آلاف جنيه أى نصف سعر مصروفات المدارس الدولية الخاصة التى انتشرت مؤخرا فى مصر وبالفعل تم افتتاح عدد من هذه المدارس واستمر الدعم الحكومى لها ولكنه توقف عقب الثورة واكتشاف وجود هذه المدارس التى تدعمها الحكومة!

والملفت للنظر أن الجميع يتحدث الآن عن مأساة جامعة النيل التى بنيت بأموال الحكومة، ولم يلتفت أحد إلى وجود مدارس النيل الدولية التى بنيت بأموال عامة أيضا!

●●●

الهدف من الفقرات السابقة هو أن ننبه بناء على هذه الخلفية أن ما يحدث الآن ليس جديدا أو فتحا عظيما كما يحاول البعض أن يروج، وإنما هو استمرار لنفس السياسات، وأن كل حكومة وكل وزير للتعليم يأتى ويتولى المسئولية يغير فقط فى المسمى الجديد طبقا لرؤيته الشخصية للتعليم، ويبدأ بالتطبيق الفعلى على أرض الواقع وتكون النتيجة كما نرى منذ عقود طويلة هى المزيد من تدهور العملية التعليمية التى نخشى أن نقول إنها منهارة بالفعل وبفعل فاعل أيضا.

وخطورة الأمر الآن أن يعود الحديث القديم مع حكومة جديدة والمفترض أنها جاءت لتحقق شعارات محددة هى العدل والعدالة الاجتماعية، وأن يتم ذلك فى الوقت الذى يعانى التعليم من وجود 2343 منطقة فى مصر لا يوجد بها مدارس أصلا، وأن يبلغ العجز فى المبانى والفصول المدرسية إلى أكثر من 25٪ أى الربع تقريبا، وأن ارتفاعات الكثافة الطلابية لاسيما فى المناطق والمحافظات الفقيرة بعضها يقترب من مائة طالب فى الفصل وبعضها الآخر يتجاوز هذا الرقم، وبالتالى يكون حديث المسئولين عن أننا لن ندفن رؤوسنا فى الرمال ببناء المدارس المجانية فقط، وإنما لابد من التوسع فى إنشاء المدارس التجريبية بمصروفات وقولهم بإننا بذلك نحقق مبدأ التكافل الإجتماعى الذى يدعو إليه الإسلام فهذا أمر يثير الدهشة للغاية، لأن العدل والتكافل يعنى أن يدعم الأغنياء الفقراء وليس العكس كما يحدث الآن من يناء مدارس للقادرين على حساب الفقراء. والمطلوب سياسة للتعليم تخدم كل طبقات المجتمع وليس طبقا لتحقيق رغبات الزبون والحكومات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.