ما بين لندن والقاهرة وواشنطن ظل اسم أبوحمزة المصرى، أو مصطفى كمال مصطفى، أحد النشطاء الإسلاميين يتردد ما بين مؤيد ومعارض حتى حسم القضاء البريطانى بصورة نهائية مسألة ترحيله إلى أمريكا لمحاكمته بتهم التورط فى أنشطة إرهابية منها الارتباط ب«إقامة معسكر لتدريب الإرهابيين فى ولاية أوريجون». برز اسمه فى السنوات الأخيرة فى بريطانيا، وأثيرت حوله ضجة إعلامية كبيرة لاتهامه «بحث المسلمين على الكراهية لغير المسلمين» وفق حكم القضاء البريطانى الذى حكم عليه بالسجن لمدة 7 أعوام لهذه التهمة فى فبراير 2006.
ولد المصرى فى 15 إبريل 1958 فى الإسكندرية لعائلة متوسطة وكان والده ضابطا فى الجيش المصرى، وفى عام 1979 انتقل إلى المملكة المتحدة لدراسة وتزوج هناك من سيدة بريطانية مسلمة ولكن هذا الزواج انتهى بالطلاق بعد 5 أعوام حصل خلالها على الجنسية البريطانية.
وفى مطلع التسعينيات سافر إلى أفغانستان للمساعدة فى إعادة إعمارها بعد الحرب الطويلة التى خاضها الأفغان ضد السوفييت حيث أصيب فى انفجار لغم مما أدى فقد البصر فى عينه اليسرى وبترت يده اليمنى.
تولى المصرى إمامة مسجد فنسبيرى الذى شيد فى عام 1990 فى شمال لندن والذى ذاع صيته بسبب ربط اسم هذا المسجد بما وصفته بعض وكالات الأنباء الغربية «بمركز لتجمع المسلمين المتطرفين» وتم توجيه تنبيه لإدارة المسجد فى عام 2000 بعدم استعمال المسجد كمركز سياسى وفى 20 يناير 2003 اقتحمت الشرطة البريطانية «فنسبيرى» للتحقيق والتفتيش وعثرت على «جوازات سفر مزورة وغاز مسيل للدموع وسكاكين ومسدسات» بالإضافة إلى ما سمته «اسكوتلنديارد» «موسوعة الجهاد الأفغانى» وكانت «دليلا يحوى على أسماء ساعة بيج بن وبرج إيفل وتمثال الحرية كأهداف يمكن مهاجمتها»، بحسب التقرير الذى أعدته الشرطة البريطانية.
وبعد معركة قضائية شاقة وطويلة قررت المحكمة العليا فى بريطانيا تسليمه للولايات المتحدة ورفضت التماسا تقدم به أبوحمزة المصرى لمنع ترحيله ورحل فجر السبت برفقة أربعة من زملائه من قاعدة ميلدينهال (شرق بريطانيا) العسكرية البريطانية إلى الولاياتالمتحدة انتظارا لمعركة قضائية أطول على الطريقة الأمريكية.