بعد جدل طويل, وافقت وزارة الداخلية البريطانية على تسليم "أبوحمزة المصري" المدان بتهم تتعلق بالارهاب والمسجون لديها تحت إجراءات أمنية مشددة, إلى الولاياتالمتحدة لمحاكمته وفق لائحة طويلة تتضمن 11 اتهاماً تتعلق بالتحريض و المشاركة فى مخططات إرهابية واقامة اتصالات بتنظيم القاعدة الذي يصف زعيمه أسامة بن لادن ب"البطل". وتصل عقوبات الاتهامات الامريكية ل"أبوحمزة", في حال الادانة, إلى السجن مدى الحياة, فيما كان الحكم الصادر من محكمة بريطانية في فبراير/ شباط 2006 السجن 7 سنوات بتهمة التحريض على القتل و الحقد العنصرى. ويعد أبو حمزة من الأصوليين المتطرفيين الذين ظلوا يمارسون أنشطة متطرفة على الأراضي البريطانية ورفضت حكومة لندن تسليمهم إلى بلدانهم كون القوانين البريطانية كانت تحظر ذلك باعتبار أن أنشطتهم غير ضارة ببريطانيا. ولد ابو حمزة في 15 ابريل 1958واسمه الحقيقي "مصطفى كامل مصطفى" بمدينة الاسكندرية المصرية لاب كان ضابطا في الجيش المصري واصبح في عام 1981 مواطنا بريطانيا بزواجه من بريطانية بعد عامين من وصوله الى البلاد للعمل كمهندس مدني فى المملكة المتحدة وانتهى زواجه بعد 5 اعوام . كان المصري قد وصل الى بريطانيا عام 1979 وعمل حارسا في مراقص لندن الا انه توجه الى افغانستان للمساعدة في قتال القوات السوفيتية ، وفى اواخر الثمانينات ، تعرض المصري إلى اصابات نتيجة انفجار لغم وادت هذه الأصابات إلى فقدانه البصر في عينه اليسرى و بتر في يده الأيمن واستبدل احدى يديه بخطاف حديدي وعاد الى بريطانيا في التسعينيات حيث تولى إمامة أحد المساجد في لندن. وبينما عارضت لندن في البداية تسليم أبو حمزة كون الولاياتالمتحدة تطبق عقوبة الإعدام بينما ألغتها بريطانيا, إلا أن الالحاح الأمريكي لم يتوقف, ووجه محلفون أمريكيون الى ابو حمزة المصرى 11 تهمة بينها السعي الى اقامة مخيم تدريب ارهابي في "اوريجن"غرب الولاياتالمتحدة ، وخطف 16 سائحا غربيا قتل اربعة منهم في ديسمبر 1998 باليمن. وفي 27 مايو 2004 بدأ القضاء البريطاني عملية تحويل المصري إلى اراضي الولاياتالمتحدة للمثول امام القضاء الأمريكي ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل لتعارض هذا الأجراء مع قوانين اتحاد أوروبي التي تمنع احالة شخص لقضاء دولة اخرى يطبق فيها عقوبة الأعدام. ويعاقب قانون الولاياتالمتحدة مرتكبي جريمة احتجاز رهائن بالاعدام او السجن مدى الحياة، الامر الذي أضفي في وقت سابق تعقيدات على جهود لسلمه من بريطانيا التي الغيت فيها عقوبة الاعدام ، وقد يعاقب ابو حمزة بالسجن مدة تقرب من 100 عام عن التهم الاخرى. وتتهم لائحة، اقرتها هيئة محلفين أمريكية كبرى في 19 ابريل عام 2004، ابو حمزة كذلك بتقديم دعم مادي لتنظيم القاعدة ، وجاء باللائحة انه حاول مساعدة "القاعدة" في انشاء معسكر تدريب في بلاي بولاية اوريجون في الفترة من اكتوبر عام 1999 الى اوائل عام 2000. وكانت اليمن طالبت في عام 2003 بتحويل المصري إلى الأراضي اليمنية للمثول امام القضاء بتهمة ضلوعه بسلسلة من التفجيرات التي شهدتها اليمن و لكن السلطات البريطانية امتنعت عن القبول لهذا الطلب بحجة ان المصري لن يلقى محاكمة عادلة في اليمن. ومنعت السلطات البريطانية أبوحمزة من امامة مسجد "فينزبري بارك" بشمال لندن بعد ان داهمته شرطة مكافحة الارهاب في يناير 2003 ، الا انه واصل القاء احاديثه الدينية في الشارع المقابل للمسجد وهو يصف بن لادن علانية بانه "بطل". وفي 2003 ايضا اقتحمت الشرطة البريطانية مسجد فنسبيري للتحقيق و التفتيش وحسب تقارير الشرطة البريطانية فانه تم في ذلك التفتيش العثور على "جوازات مزورة وغاز مسيل للدموع وسكاكين ومسدسات" بالأضافة إلى ما اسمته الشرطة "موسوعة الجهاد الأفغاني" وكانت حسب وصف الشرطة "دليل يحوي على أسماء ساعة بيج بن و برج إيفل و تمثال الحرية كأهداف يمكن مهاجمتها". بالرغم من محاصرة ابوحمزة في ثلاث قضايا رئيسية، وهي تهم الارهاب البريطانية وتجريده من جنسيته والطلب الامريكي لترحيله، الا ان اولاده ظلوا يسيطرون على المسجد لفترة طويلة، وظلوا يحثون الجمعيات الحقوقية المهتمة بالمعاقين على مزيد من التطوع والبذل لصالح والدهم المعاق. واصبح الاصولي المصري اول شخص تسحب جنسيته البريطانية بعد تطبيق اجراءات تهدف لطرد المهاجرين الذين تعتبر السلطات أن اقوالهم او افعالهم تشكل ضررا خطيرا على المصالح البريطانية. وتأتي الموافقة على تسليم أبو حمزة المصري للولايات المتحدة لتضع نهاية للخلاف بين واشنطنولندن حول هذا الملف لكن هل تلقي ضوءاً جديداً على شبكات الارهاب التي غضت عنها الدول الكبرى النظر لفترات طويلة بينما كانت دول أخرى تكتوي بنارها؟