يتناول البرنامج التلفزيوني "دمى المغرب العربي"، الذي تنتجه القناة التونسية الخاصة "نسمة" الشخصيات السياسية في دول المغرب العربي، ويلاقي هذا البرنامج المستوحى من البرنامج الفرنسي، الذي يحمل الاسم نفسه، نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور المغربي، بفضل دماه المغربية، ومن بينها دمية رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بن كيران.
وفي بلد كالمغرب، كل القنوات التلفزيونية فيه تابعة للدولة والعديد من الممنوعات ما زالت قائمة، يبقى من شبه المستحيل مثلا تخيل دمية لشخصية الملك محمد السادس او أحد أفراد عائلته.
وفي هذا السياق فإن البرنامج فضل وضع عينه على رئيس الحكومة، ليسعد الجمهور المغربي الذي يشاهد مقتطفات منه على شبكة الإنترنت.
ويقول معاد (39 سنة) الذي يعمل في القطاع المصرفي ،إن "الدمية والصوت وطريقة الكلام تعكس بشكل جيد شخصية السيد ابن كيران، وغالبًا ما أتابع هذا البرنامج وأنا أمام حاسوبي في المكتب".
وقال صحافي من مدينة الدارالبيضاء، "سيكون لنا نحن أيضًا الدمى الخاصة بنا في المغرب، والأمر مسألة وقت وفي انتظار ذلك سنشاهد ما يبثه التونسيون عنا".
ويناقش الكثير من مرتادي الإنترنت شخصية رئيس الوزراء المغربي، بعدما تناقلت مواقع الأخبار المغربية مقاطع فيديو من برنامج "دمى المغرب العربي".
ويعلق أحد مرتادي موقع "هيسبريس"، أول موقع من حيث عدد الزوار في المغرب "أنا لست ضد هذه الدمى الساخرة، ولكن كنت أتمنى أن يكون مغاربة من داخل أو خارج المغرب هم من يحركونها وليس التونسيون".
ويقول تعليق مرتاد آخر، "تحية صادقة لهذه الدمى، التي تعكس مشاكلنا رغم أنها من صنع تونسي، تحية تقدير".
ويرى عبد الوهاب الرامي، الأستاذ بمعهد الصحافة في الرباط أن "هذا النوع من البرامج يمكن أن يكون معديًا عبر مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية، خاصة وأن شخصية رئيس الوزراء المغربي وحسه الفكاهي يتناسبان مع فكرة برنامج الدمى.
ويعتبر الرامي أن "ابن كيران الحقيقي يعرف نجاحًا وشعبية كبيرين لدى المغاربة، لأنه يحكي دائمًا نكتًا ومستملحات خلال خطبه وكلماته، تضحك الكثير من المغاربة".
وظهر في تونس، بعد سقوط الرئيس السابق زين العابدين بن علي، برنامجان تلفزيونيان خاصان بالدمى السياسية، أكثرها متابعة ذلك الذي تعرضه قناة "التونسية"، وتوقف عن البث بعدما اعتقل مدير القناة نهاية أغسطس.
أما قناة "نسمة"، فقد غرم القضاء التونسي مديرها في مايو الماضي ب1200 يورو بتهمة انتهاك المقدس، بعد بث القناة للفيلم الإيراني الفرنسي "برسيبوليس" الذي يحكي تجاوزات النظام الإيراني من خلال عيون طفلة صغيرة، وذلك بسبب مشهد اعتبر مسيئًا للذات الإلهية.