بعد ثورات الربيع العربي، التي أفرزت في غالبها صعود تيارات إسلامية ومحافظة، تخشى العديد من النساء تراجعًا في الحقوق. هذا ما دفع مبادرة نسائية لإنشاء صندوق دعم لحماية حقوق المرأة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. قامت الناشطة الحقوقية، إيما غولدمان، بتأسيس "صندوق دعم المرأة في منطقة البحر الأبيض المتوسط "، وهو عبارة عن مبادرة يسهر عليها العديد من الفنانين، الذين ينظمون أمسيات احتفالية من أجل جمع الأموال والتبرعات، للقيام بمشاريع تعزيز حرية المرأة وحقوقها في منطقة البحر الأبيض المتوسط .
وتؤكد كارولين سكينة براك دو لابيير، إحدى مؤسسات صندوق الدعم، على الدور المهم الذي لعبته النساء خلال الثورات، وتقول:"النساء كن حاضرات بقوة خلال الثورات العربية، وكن دائمًا في طليعة المتظاهرين وأول المطالبين بمجتمع عادل وديمقراطي" وتضيف الناشطة الحقوقية الجزائرية التي عايشت فترة الحرب الأهلية في تسعينات القرن الماضي في الجزائر:"الآن تحاول الحركات الأصولية وبعض التيارات المحافظة جعل المكتسبات الحقوقية للمرأة محل نقاش".
خريطة إلكترونية للحد من التحرش في مصر
علاوة على ذلك، فقد استطاع الناشطون في مصر بفضل صندوق الدعم، إنشاء شبكة "Harass Map" أو "خريطة التحرش" بهدف مكافحة التحرش الجنسي. ويقف وراء فكرة هذه الشبكة أربع شابات مصريات عانين أيضًا من المضايقة، شأنهن شأن العديد من المصريات، ضحايا المضايقة والتحرش الجنسي في الأماكن العامة أو داخل حافلات النقل وغيرها من الأماكن. وهذه التجربة تؤكدها الصحفية المصرية سامية علوي إحدى الأعضاء الفاعلات في مبادرة صندوق الدعم.
وأضافت سامية، أن شبكة"Harass Map" هي عبارة عن خريطة إلكترونية على الإنترنت تتيح للنساء الإبلاغ عن مكان ونوع المضايقة أو التحرش الجنسي، بواسطة إرسال رسالةSMS قصيرة.
وفي هذا الصدد تقول سامية علوي: "الأرقام الموجودة على الخريطة حفزت النساء للذهاب إلى الشرطة، وإعطاء نظرة حقيقية حول نسبة المضايقات وتصحيح أرقام الشرطة، التي عادة ما تكون ضئيلة." ولكن الشرطة في غالب الأحيان لا تبالي بذلك، ولا تتخذ أية إجراءات. وهذا ما يدفع الكثير من المتطوعين إلى الذهاب شخصيا إلى مكان الحادث من أجل التحدث مع المذنبين وتوعيتهم بأن مضايقة النساء هو عار وأمر غير مقبول، ويطالبونهم لهذا بتغيير سلوكهم.