مع إعلان اللجنة العليا للانتخابات عن أسماء المرشحين اللذين سيخوضان جولة الإعادة على مقعد رئيس الجمهورية، انتابت حالة من الحيرة والقلق الشارع المصرى سواء على مستوى القوى السياسية أو رجل الشارع البسيط، وكثير من قطاعات الأعمال، ومنها قطاع السياحة، والذى يعد من أكبر القطاعات الاقتصادية التى تأثرت سلبا منذ اندلاع الثورة. «سأنتخب المرشح الذى سيتعهد بالمحافظة على حرية السياحة، ورفع أعداد السائحين، ويعمل على زيادة عدد المشروعات فى هذا القطاع» تبعا لما ذكره محمد القطان، رئيس غرفة البازارات باتحاد الغرف السياحية.
يقول القطان إن جماعة الإخوان المسلمين غير واضحة، وهناك التباس فى مواقفهم من القطاع، فتارة يقول مرشح الجماعة ستكون هناك أنماط أخرى من السياحة، مثل السياحة العلاجية، وتارة يتجاهل الحديث عن القطاع.
وجاء برنامج محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة غير محدد المعالم فيما يتعلق بالقطاع، حيث تحدث البرنامج عن الاهتمام بأنواع السياحة المختلفة مثل الصيد، والسفارى، وتنمية المناطق المتاخمة للمحميات، وتشجيع السياحة الثقافية فى منطقة العلمين، وإنشاء موانئ لليخوت دون أن يذكر خطة واضحة المعالم لتنفيذ هذه الأهداف، كما لم يتحدث عن السياحة الشاطئية، والتى تعد السياحة الأولى فى مصر.
ويشير رئيس غرفة البازارات إلى أنه ضد استئثار فصيل سياسى بكل المناصب التشريعية والتنفيذية، لأن معنى ذلك استنساخ صورة من النظام القديم مع تغيير الوجوه، وبالتالى فهو يفضل المرشح المنافس لجماعة الإخوان المسلمين.
وكان ائتلاف دعم السياحة قد أعلن فى بيان له قبل أيام عن تعهده بدعم مرشح جماعة الإخوان محمد مرسى بشرط أن يصدر قانونا من مجلس الشعب يحتوى على 5 نقاط خلال مهلة تمتد خلال خمسة أيام، تتضمن أن يؤكد القانون الجديد على أن
تكون السياحة مصدرا رئيسيا للاقتصاد القومى وألا تكون هناك قيود على حركة السياحة»، و«حماية حقوق العاملين بالسياحة وعدم تأثرهم بالمناخ والمتغيرات السياسية، وتعويضهم عن الضرر الذى لحق بهم»، و«حماية الاستثمارات السياحية وعدم إصدار أى تشريعات تؤثر عليها مستقبلا»، و«حماية الحريات الشخصية وحرية السائح وعدم المساس بها».
ويرى صلاح النيال، صاحب شركة سياحة أنه يفضل المرشح المستقل أحمد شفيق، مشيرا إلى أن وجود شفيق لا يمثل خوفا على القطاع، فهو من وجهة نظره مرشح منفتح أكثر من منافسه، ولديه خبرة فى مجال السياحة باعتبار سابقة عمله فى الطيران.
ويهدف برنامج المرشح الرئاسى أحمد شفيق لزيادة عدد السائحين والليالى السياحية وجذب استثمارات جديدة لقطاع السياحة بما يساهم فى توفير فرص العمل للشباب.
بينما يرى محمد عباس، عضو الهيئة العليا لائتلاف العاملين بالسياحة والفنادق أنه لا ضرر على القطاع من فوز مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسى، مشيرا إلى أن الحزب عقد عددا من اللقاءات مع الائتلاف أوضح فيها أن الحزب ليس ضد السياحة، وبالتالى فإنه لا داعى للتخوف من فوز مرسى على أداء القطاع.
يقول هانى الشاعر، عضو غرفة شركات السياحية أن الغرفة عقدت اجتماعات خلال اليومين الماضيين لتحديد المرشح الأقرب إلى القطاع، مشيرا إلى أن المرشح الذى سيعد بتنفيذ مطالب القطاع سيكون هو المرشح الأفضل للقطاع.
ويوضح الشاعر أن القطاع يمر بظروف صعبة جدا فحتى الآن لا تعمل سوى مناطق البحر الأحمر فى حين أن الأقصر والتى يوجد بها 280 مركبا عائم يعمل به الآن ما يقرب من 5080 مركبا فقط، مشيرا إلى أن حديث الإخوان عن أن فوز شفيق يعنى حدوث مواجهات مسلحة أثار مخاوف العاملين فى القطاع نظرا لأن حدوث هذه المواجهات سيكون له مردود سلبى على القطاع.
فيما يرى حسام العكاوى، الأمين العام لحركة سياحيون بلا حدود، أن كلا المرشحين تجاهل قطاع السياحة والعاملين فيه، فيما تبارى الاثنان لكسب ود أطراف أخرى مثل الأقباط، أو المحسوبين على التيار الناصرى رغم أن أعداد كليهما أقل من أعداد العاملين فى السياحة.
وينتقد العكاوى كلا البرنامجين ويؤكد أن المرشحين لم يوضحا نظرتهما للقطاع، الذى يعد سياديا ومن المصادر الرئيسية للدخل القومى.