قالت وسائل الإعلام التركية، إنه تقرر حبس ستة جنرالات متقاعدين بينهم القائدان السابقان لقوات المشاة والقوات الجوية اليوم الثلاثاء، على ذمة التحقيق، بشأن دورهم المزعوم في الإطاحة عام 1977 بأول حكومة يرأسها إسلاميون في تركيا. وهؤلاء الجنرالات من ضمن عشرة جنرالات قبض عليهم في خامس حملة للاعتقالات، التي بدأت مطلع إبريل لإهانة الجيش الذي كان يسيطر سابقا، وفي إطار توسيع تحقيق بشأن الإطاحة برئيس الوزراء الأسبق، نجم الدين أربكان قبل 15 عامًا.
وجعل حزب العدالة والتنمية ذو الأصول الإسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان من تقليص النفوذ السياسي للجيش، واحدًا من أهدافه الرئيسية ولاحق ممثلو الادعاء العام الضباط المشتبه أنهم تآمروا على الحكومة الحالية والحكومات السابقة.
ومن بين الذين تقرر حبسهم، اليوم الثلاثاء، القائد السابق للقوات الجوية، الجنرال أحمد كوركسي، والقائد السابق لقوات المشاة الجنرال حكمت كوكسال، والأمين العام السابق لمجلس الأمن الوطني التركي، الجنرال الهان كليتش.
وأفرجت محكمة في أنقرة عن ثلاثة من المشتبه بهم، هم جنرالان متقاعدان وقائد سابق للدرك التركي، أفرج عنه لأسباب صحية، واعتقل المشتبه بهم العشرة أمس الاثنين. وتمثل الاعتقالات أحدث إجراءات مهينة للجنرالات الذين كانوا يعتقدون على مدى عدة عقود أن من حقهم التدخل في الشؤون السياسية، وأطاحوا بأربع حكومات في الفترة من 1960 إلى 1997.
ومنحت الإصلاحات السياسية في 2010 للتخلص من حصانة قادة الانقلاب القدامى، الفرصة للادعاء للخوض بشكل أعمق في تاريخ تركيا. وأصبح مشهد اعتقال جنرالات سابقين ذوي شعر أبيض مألوفا في تركيا، في السنوات الأخيرة. وستُوجه إلى الجنرالات اتهامات بالتآمر للإطاحة بحكومة منتخبة، ومنعها من الوفاء بالتزاماتها.
وقاد أربكان -الذي توفي في مارس العام الماضي عن 85 عامًا- الساسة الإسلاميين في تركيا، ومهّد الطريق للنجاح لاحقا أمام حزب العدالة والتنمية. ويحاكم حاليا نحو 365 رجلا عسكريا -بينهم من تقاعد ومن لا يزال بالخدمة- بتهمة التورط في مؤامرة أخرى مزعومة ضد حكومة أردوغان، والمعروفة باسم "عملية المطرقة الثقيلة" التي تعود إلى عام 2003 قبل عام من تولي حزب العدالة والتنمية السلطة.