اعتقلت الشرطة التركية، اليوم الثلاثاء، ستة جنرالات متقاعدين، بينهم القائدان السابقان لسلاح الجو والقوات البرية، لدورهم المزعوم في خلع رئيس وزراء إسلامي في تسعينات القرن الماضي. وكانت محكمة تركية قد أمرت بحبس الستة جنرالات بتهمة التورط في الانقلاب العسكري الذي وقع في 1997، وبين الضباط الموقوفين الجنرال إيلهان كيليج الأمين العام الاسبق لمجلس الأمن القومي، الهيئة المؤلفة من مدنيين وعسكريين بالتساوي ولعبت دورا أساسيا في تحديد سياسات تركيا في السنوات الأخيرة.
وأضافت الوكالة أن بين الموقوفين أيضا القائد السابق لسلاح الطيران أحمد كوركجي والقائد السابق للقوات البرية حكمت كوكسال، واثنان من الجنرالات الستة موقوفان من قبل بتهمة التورط في خطة انقلابية أخرى أعدت حسب محضر الاتهام في 2003 لإسقاط الحكومة الإسلامية المحافظة الحالية.
وتعد هذه هي المجموعة الخامسة التي يتم توقيفها في إطار التحقيق في انقلاب 1997 في الأسابيع الأخيرة، وقد وضع حوالى أربعين ضابطا سابقا في الحبس الاحتياطي في أنقرة بانتظار محاكمتهم، وقالت النيابة إنهم متهمون "بمحاولة قلب الحكومة أو عرقلة عملها جزئيا أو كليا"، وكانت مجموعة من كبار الضباط في الجيش التركي أنزلت دبابات إلى ضاحية انقرة ما اجبر رئيس الوزراء حينذاك نجم الدين أربكان على الاستقالة من دون عنف أو إراقة دماء.
وقبل 1997 أقدم الجيش التركي الذي يعتبر حامي العلمانية على قلب ثلاث حكومات عبر تدخل مباشر للقوات المسلحة على الأرض، ونجم الدين أربكان الذي توفي في العام الفائت كان الراعي السياسي لرئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان، وتشكل هذه التوقيفات فصلا جديدا في الصراع بين حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والجيش الذي تقلص دوره السياسي إلى حد كبير.