قال السودان وجنوب السودان اليوم الأربعاء: "إن قوات الجنوب انسحبت من منطقة هجليج السودانية المنتجة للنفط، الأمر الذي خفف التوتر بعد اشتباكات على مدى يومين بين البلدين هددت بتصعيد الصراع". ودعت الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة البلدين لوقف العنف وهو الأسوأ منذ استقلال الجنوب في يوليو ليستحوذ على أغلب الاحتياطيات النفطية المؤكدة للدولة قبل التقسيم. واتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف حقول نفط رئيسية ومناطق أخرى على جانبه من الحدود يومي الاثنين والثلاثاء، ونفى السودان شن غارات جوية وقال إن القوات الجنوبية بدات القتال بمهاجمة منطقة هجليج التي تضم أحد حقول النفط الرئيسية السودانية.
ولم يشاهد مراسل من رويترز شارك في جولة نظمتها الحكومة السودانية في حقل نفط هجليج قرب الحدود أي علامة على اشتباكات اليوم الأربعاء، لكن الوجود الأمني كان كثيفا وقام جنود وشاحنات خفيفة مزودة بمدافع رشاشة بحراسة المنطقة.
وقال بشير مكي قائد منطقة هجليج للصحفيين إن هجليج والمناطق المحيطة بها آمنة تماما. واضاف أنهم مستعدون للدفاع عن البلاد في حين هتف عشرات الجنود "الله أكبر". وأذكى القتال خلاف محتدم بين البلدين بشأن الحدود المشتركة ومناطق متنازع عليها وقيمة الرسوم التي ينبغي أن يدفعها الجنوب الذي لا يطل على سواحل بحرية مقابل عبور صادراته من النفط.
ونال جنوب السودان استقلاله بعد استفتاء أجري بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2005 أنهى عقودا من الحرب الأهلية، ويخشى محللون من العودة إلى الحرب الشاملة. وكان هناك ثلاث جثث لرجال بجوار شاحنة محترقة في موقع احدى المعارك في هجليج. وقال جنود سودانيون إن الثلاثة من مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان الذين يشكلون جيش الجنوب.
وقال جندي سوداني "قتل60 جنديا آخرين في محطة كهرباء استولت عليها الحركة لبعض الوقت." وكانت هناك دبابة تم تفجيرها وعربتان عسكريتان رباعيتا الدفع متروكة على الطريق الرئيسي من المطار إلى منشآت النفط في هجليج.
وقال اللواء عبد المنعم سعد، نائب رئيس الأركان للعمليات العسكرية بالجيش السوداني: "إن العدو غادر البلاد ولا يوجد جندي جنوبي واحد على أرض سودانية."
وكان الجيش الجنوبي قال في وقت سابق إنه عبر الحدود في البداية إلى هجليج مع طرده القوات السودانية من أراضي الجنوب. وقال فيليب اقوير المتحدث باسم الجيش الجنوبي اليوم الأربعاء "أعلنا فض الاشتباك وانسحبت قواتنا من هجليج."
وأوقف الجنوب انتاجه من النفط البالغ 350 ألف برميل يوميا لمنع السودان من مصادرة النفط لتعويض ما تقول الخرطوم إنها رسوم غير مدفوعة. وتضم هجليج حقل نفط كبيرا على الجانب السوداني من الحدود تحتاجه الخرطوم لمواصلة دعم الاقتصاد.
وينتج الحقل نحو نصف إنتاج السودان من الخام البالغ 115 ألف برميل يوميا وحصل السودان عليه بموجب حكم لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في 2009 غير أن أجزاء من المنطقة الحدودية لا تزال محل نزاع. وفي هجليج قامت وحدات شبه عسكرية تضم رجالا من قبيلة المسيرية المتحالفة مع السودان بحراسة المنطقة.
وقال إسماعيل حمدين، أحد زعماء المسيرية إنهم سيدافعون عن الحدود حتى بدون تصريح من الحكومة أو الأممالمتحدة أو أي جهة. وأضاف أنهم لا يريدون أن يذهب الرئيس عمر البشير لجوبا عاصمة الجنوب. وكان من المقرر أن يسافر البشير إلى جنوب السودان في أبريل للاجتماع مع نظيره الجنوبي سلفا كير لمحاولة حل الخلافات، غير أن الزيارة ألغيت بعد اندلاع العنف.
وكان الدخان لا يزال يتصاعد من مجمع إسكان لعمال النفط قرب بئر على الطريق. وقال عامل نفط صيني يرتدي زيا أزرق اللون: "إن الخوف لا يزال يسيطر على العمال". وقال: "نحن خائفون. هذا فظيع. لا يمكننا العمل هنا إذا لم نحصل على الحماية. دمروا مباني الإقامة". وعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن القتال انتهى، قال العامل: "لست واثقا من ذلك".