هم يعشقون ناديهم ويذهبون لتشجيعه في أي مكان، لدرجة أنهم يعتبرون أن يوم نصره بالنسبة لهم هو يوم عيد، وعندما انتهت حياتهم كان في يوم تشجعيهم لمعشوقهم النادي الأهلي، خلال مباراته مع النادي المصري في أول فبراير الماضي، وصدقت نبوءتهم التي يتغنّون بها قائلين: "يوم ما أبطل أشجع أكون ميت أكيد". أكثر من 74 شهيدًا من ألتراس أهلاوي، في أحداث مجزرة بورسعيد، ومرت الأيام سريعًا على أهلهم وذويهم، والأمر كما هو؛ حيث تنعقد لجان من مجلس الشعب، ويتم ندب لجان للتحقيق، ويستمر الأمر بلجنة وراء لجنة، وأهالي الشهداء تحترق قلوبهم من الفراق، ويشتعل غضبهم العارم بسبب عدم محاسبة قاتلي أبنائهم.
اليوم، هو ذكرى الأربعين لشهداء الألتراس، ولم تصدر أية قرارات أو أحكام في حق الجناة الآن، فيقرر الألتراس تجديد العهد على القصاص، وذلك بالتجمع أمام مقر ناديهم بالجزيرة صباح يوم الخميس 15 مارس 2012، للتوجه بمسيرة لمكتب النائب العام لكي يتحرك وينهي صمته عسى، يتم تحويل المتهمين إلى محاكمة تقضي بقصاص عادل وعاجل.
يستعيدون فى مسيرتهم ذكرى السير أمام كوبري قصر النيل والخروج من أمام مبنى دار الأوبرا، في مواجهة تمثال سعد زغلول، ذكريات لا يمكن محوها، فهي ترتبط بجمعة الغضب التي حركها المصريون قائلين: "يسقط يسقط رأس الدولة" دون مهابة أو خوف ولكن بأمل يدفعهم إلى تحقيق الكرامة.
المسيرة تنطلق بعدد يزيد عن 30 ألف شخص، ويقودها أهالي الشهداء، وعلى وجوههم ترتسم ملامح الأسى والحزن، رافضين الكلام، ومفضلين الصمت ورفع صور أبنائهم، كالشهيد عمر علي محسن، ومن كان يجاوره في نفس المدرج أحمد وجيه.
يصلون إلى مكتب النائب العام، ويعلنون مطلبهم بلقصاص العادل، بعد أن قرر إحالة 75 متهمًا في أحداث بورسعيد لمحكمة الجنايات، بينهم 9 ضباط شرطة، وهنا يؤكد ألتراس أهلاوي على استحسانه لهذه الخطوة، لكنهم في انتظار العدالة الناجزة.