قال وزير خارجية سوريا، وليد المعلم، إن "وجهات نظرنا تختلف تماما مع الحكومة التركية بصدد جماعة الإخوان المسلمين، وهذا الأمر أدى إلى دفع العلاقات التركية السورية إلى نقطة اللاعودة". وأشار المعلم -فى حوار أجرته معه فضائية "ان تي في" وصحيفة "حريت" ونشر اليوم الثلاثاء- إلى أن رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان وجه نداء للحكومة السورية بقيام حوار سياسي مع جماعة إخوان المسلمين ولكن بشار الأسد طلب منهم العمل بالمجال السياسي بشكل منفرد دون السماح لهم بتشكيل حزب سياسي.
وأكد أن "تركيا لعبت منذ اليوم الأول دورا سلبيا ضد سوريا"، لافتا إلى أن تركيا تستضيف مسلحي المعارضة وتسمح لهم بالدخول للأراضي التركية وهذا الأمر لا ينسجم مع مبدأ حسن الجوار.
واستطرد المعلم قائلا "لا نفهم ما هو سبب إصرار ورغبة تركيا بالقيام بتدخل عسكري أجنبي ضد سوريا"، مضيفا "يجب على وزير الخارجية داود أوغلو الابتعاد عن سياسة تلقين الآخرين بدرس الديمقراطية".
وتابع وزير الخارجية السوري "بالتأكيد لا تدعم سوريا حزب العمال الكردستاني ونحن ملتزمون باتفاقية أضنة" ، نافيا كافة الأنباء التي تشير بأن سوريا تقدم الدعم لأعضاء المنظمة الانفصالية من اجل التسلل من الحدود التركية السورية والقيام بعمليات إرهابية على الأراضي التركية.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن "سوريا لا ترغب فى إلحاق الضرر بالشعب التركي ونحن لا نزال متفائلين من تحسن العلاقات مع أنقرة ولكن مع سياسة الحكومة التركية لا نرى تحسن مستقبلي بالعلاقات الثنائية"، مشيرا أن "تركيا انحرفت عن سياستها المتبعة مع سوريا بزاوية 180 درجة".
وأضاف المعلم أن المكتب السياسي لحركة حماس لا يزال فى دمشق، منوها بأنه أجرى مباحثات مع خالد مشعل قبل ثلاثة أسابيع ولا توجد نية لترك حماس العاصمة دمشق وأن كافة الادعاءات الواردة بهذا الموضوع لا أساس لها من الصحة وكاذبة".
في تطور متصل، كشفت صحيفة "وطن" التركية اليوم أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عقدت لقاء سريا على هامش اجتماع مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في تونس مع أعضاء المجلس الوطني السوري المعارض والمجلس الوطني الكردي الذي تأسس مؤخرا بعد اتحاد 11 حزب كرديا سوريا.
وحسب المعلومات الواردة للصحيفة، فإن كلينتون مارست ضغوطها في الاجتماع على قيادي كلا المجلسين من أجل توحيد صفوفهم ضد إدارة بشار الأسد، ولكن زعيم المجلس الوطني الكردي عبد الحكيم بشار طلب الاعتراف بالأكراد بالدستور الجديد وتشكيل بنية علمانية من بعد إطاحة بشار الأسد.
وأشار خيام عاقل مستشار الشؤون السياسية لعبد الحكيم بشار في حديثه الخاص للصحيفة إلى أن الأكراد وافقوا على فتح ممر إنساني تركي للشعب السوري.
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد أسفرت حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن.