قال رئيس حزب الوفد الأسبق الدكتور نعمان جمعة: إن الثورة المصرية قامت لإسقاط نظام ولم تقم لإسقاط الدولة أو مؤسساتها، مشيرا إلى أن ما حدث بعد ذلك تم بسوء نية، وبإيعاز من الخارج، لتصفية الدولة ومؤسساتها في صورة ضرب وزارة الداخلية والجيش والقضاء. وذكر جمعة في حوار له نُشر بصحيفة "الرأي" الكويتية صباح اليوم السبت أن "القوات المسلحة قامت بدور مهم في حماية الشباب الثائر، وحلت محل الشرطة التي انسحبت من الميدان بعد تعرضها لهزات عنيفة من حرق أقسام الشرطة والعدوان على السجون وسيارات الشرطة وإحراقها، فتولى الجيش ملء الفراغ بقوة واقتدار وحقق للبلاد الحد الأدنى اللازم للاستقرار.
وأضاف أنه من الخطأ من وجهة نظره تقصير المدة الانتقالية، ولهذا لا بد من عمل دستور أولا لمعرفة على أي أساس سيتم انتخاب رئيس جمهورية، وهل سيكون نظاما برلمانيا أم رئاسيا، وهل سلطاته محدودة أم مطلقة، ثم يستفتى عليه الشعب.
وأعرب جمعة عن أمله في أن يراعي الدستور الجديد حقوق الإنسان والحريات العامة والمساواة وتكافؤ الفرص بين كل المصريين، وعدم التفرقة سواء في العرق أو الجنس أو الرأي أو الدين، وطالب خلال الحوار بإلغاء أي تفرقة في الدستور بين مصري وآخر، "فلا تفرقة بين العمال والفلاحين أو بين رجل وإمرأة أو مسلم ومسيحي، مضيفا: الكل يجمعهم المواطنة والإنسانية، والنظام الذي يجمع بين البرلماني والرئاسي المختلط هو الأنسب لمصر، بحيث تتوزع السلطات ولا تكون مركزة في يد شخص واحد فقط وهو رئيس الجمهورية، ولا يستطيع أحد أن يتصرف أو يصدر قرارا أو يغير أي وضع في الدستور، وبهذا يحدث توازن بين السلطات، وهو ما سيكون أفضل بالنسبة لمصر.
وفي تعليقه على المجلس الاستشاري طالب جمعة بضرورة أن ينتهي دوره بعد وجود مجلسي الشعب والشورى، ووضع الدستور وانتخاب رئيس لمصر، مشيرا إلى أن مجلس الشورى إذا ظل باختصاصاته الحالية فلا أهمية ولا ضرورة له ويمكن الاستغناء عنه لأنه لم يقم بدور مهم، وتابع: فنحن لدينا المجالس القومية والجمعية العمومية لمجلس الدولة توجد بها جهات للرأي ولديهم الخبرة، ولهذا أنادي بإلغاء مجلس الشورى.
وفي سؤال حول مجلس الشعب الحالي أكد جمعة أنه أفضل بكثير من المجلس السابق، وجدير بالاحترام وله مصداقية، موضحا أن التيار الإسلامي أنسب في هذه المرحلة لأن لديهم ميزة الالتحام بالفقراء والأحياء الشعبية والريف، ويقدمون المساعدات منذ عقود طويلة وصلتهم بالمجتمع المصري قوية، وأضاف أن "هذا يسمح لهم بتقديم الخدمات وحل المشاكل الاقتصادية والاستجابة لمطالب شباب التحرير".
ورفض نعمان جمعة التظاهرات والاعتصامات لأنها توقف حال البلد، وهي مؤامرات ضد استقرار البلد، مطالبا الثوار بعدم الالتفات إلى الماضي، والامتناع عن تصفية الحسابات.