تجرى بعنف محاولة اللحاق بمسيرة كوبرى قصر النيل التى نظمت لأداء صلاة الغائب على شهداء ثورة 25 يناير، ويديها ممسكة بعلم مصر يساعدها على الظهور وسط بقية المتظاهرين الذين تزيد قامتهم طولا عليها كثيرا. «لا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله»، تهتف لولا بحماس ويدها اليمنى تتحرك إلى الوراء والخلف وكأنها ترى أنها بذلك تسلك سلوك الناشطين الكبار.
«أنا جيت علشان أجيب حق الشهيد»، تقول لولا كرم 13 سنة جاءت بصحبة والدتها إلى كورنيش قصر النيل للمشاركة فى الوقفة الاحتجاجية التى نظمت يوم السبت الماضى لأداء صلاة العصر والغائب على أرواح شهداء ثورة 25 يناير وأحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود.
رغم أن لولا لم تشارك فى مسيرات الموجة الأولى من الثورة، فإن مشاهدتها للأحداث الدموية فى شارع محمد محمود ومجلس الوزراء الشهور الماضية، أجبرتها على النزول، خاصة عندما قررت والدتها المشاركة فى المسيرات. «محاكمة مبارك كدب فى كدب، وأنا مش مصدقة حاجة فيها».
بعد انتهاء الموجة الأولى من الثورة شاركت لولا مع عدد من زملائها فى الصف اللأول الأعدادى فى مدرسة العجوزة بكتابة أهداف الثورة على لافتات ملونة وعلقوها على جدران فصلهم، لتوعية باقى زملائهم بمطالب الثورة، «بس تانى يوم جينا الفصل لقينا اللافتات متقطعة معرفتش مين إللى عمل كدا، بس إحنا خمنا أنه ممكن يكون فراشين المدرسة لأنهم بيروحوا متأخر».
لم تيأس لولا وزملائها وكرروا المحاولة مرة أخرى لتوصيل رسالتهم إلى باقى زملائهم، فنظموا وقفة احتجاجية صغيرة أثناء فترة فسحتهم فى فناء المدرسة رددوا فيها هتافات مفادها القصاص من قتلة الشهداء، وأخرى حملت أهداف الثورة، «ساعتها المدرسين قعدوا يضحكوا علينا وكانوا مستغربين، وقاللوا لنا اطلعوا فصولكم علشان الفسحة خلصت».
تحلم لولا أن تكون طبيبة، «علشان أعالج أهل بلدى» وتتمنى أيضا كما تسمع على لسان والديها «أن تعود مصر آمنة زى زمان، وترجع للمصريين طيبتهم تانى».