حالة من التخبط تعيشها استديوهات الموسيقى منذ بداية عام 2011، حيث أصبحت خالية من وجود المطربين والمطربات، سواء من العرب أو الخليج وبالطبع النجوم المصريين، وهو عكس السنوات الماضية، حيث كانت متكدسة بالمطربين الذين يقبلون على تسجيل ألبوماتهم بصورة مستمرة ورغم قدوم العام الجديد، إلا أن التخوفات من استمرار تلك الحالة فى 2012 مازالت قائمة لضعف المؤشرات التى تؤكد تغيير الوضع بسبب استمرار ارتباك الأوضاع داخل مصر، إلى جانب أسباب أخرى نطرحها فى هذا التحقيق على لسان العاملين بهذه الاستوديوهات: فى البداية.. أكد محمود جعفر المدير المسئول عن استديو رسالة، أن جميع الاستديوهات كانت خارج نطاق الخدمة طوال العام الماضى بسبب الأوضاع غير المستقرة التى مرت بها مصر مؤخرا، حيث كنا نأمل فى أن تتحسن خصوصا بعد نجاح ثورة 25 يناير ، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن. حيث استمرت حالة من عدم الاتزان التى استمرت طويلا وهو ما أثر بالسلب على المنظومة الفنية ككل وخاصة الموسيقى، ففى السابق كانت الاستديوهات مليئة بعدد كبير من المطربين والمطربات والحجوزات التى كانت لا تنقطع لتسجيل ألبومات النجوم ولم يخطر ببالنا أن يأتى يوم ونجد فيه الاستديوهات خالية تماما بنسبة 80% وهو ما يدل على حالة الركود الشديدة التى نعيشها حاليا. والتى نتوقع أن تستمر فى العام الجديد.
وأضاف: فى العام الماضى لم يتم تسجيل ألبومات غنائية فى الاستديوهات إلا عدد قليل للغاية يعد على أصابع اليد الواحدة من بينهم المطرب عمرو دياب الذى سجل ألبومه الأخير الذى يحمل اسم «بناديك تعالى»،وتامر حسنى الذى طرح ألبوم «إللى جاى أحلى» وهو ما أنعش الأستديوهات قليلا. بجانب مطربين ألبوماتهم لم يتم الانتهاء منها حتى الآن لسعد الصغير وهيثم شاكر وأمينة. وهناك مطربون يقومون بالتحضير لألبوماتهم ولكن على فترات متباعدة أى فى مرحلة الاختيار أمثال «جنات، حسين الجسمى، وغيرهما من المطربين وذلك لعدم وجود حالة الاستقرار.. فأغلب الألبومات تم تجهيزها من قبل ليتم طرحها بالأسواق ولكن تم تأجيلها أكثر من مرة إلى أن تم طرحها بالفعل بالأسواق أمثال «رامى جمال، حكيم «يا مزاجو»، نوال الزغبى «معرفش ليه» وأمال ماهر «أعرف منين» ووائل جسار «كل دقيقة شخصية»، وعاصى الحلانى «روحك أنا» ووردة «إللى ضاع من عمرى» وغيرها من الألبومات التى تم طرحها فى2011.
وبالنسبة للمطربين والمطربات العرب فالأمر لا يختلف كثيرا، فهناك الكثير منهم متخوف أن يبدأ فى ألبومه والآخر فضل التوقف عند ما انتهى إليه من اختيار الأغانى فقط. وأرجأ تسجيله. ففى الفترة الأخيرة اختفى نجوم الطرب العربى والخليجى فى مصر وشعورهم بالخوف من المجىء للقاهرة. وبالتالى هربوا إلى استوديوهات دبى وبيروت وسوف تستمر حالة الهروب فى العام الجديد.
وأشار محمود إلى أن هذا العام شهد مجموعة كبيرة من الأغانى السينجل. فعلى سبيل المثال قدمت أنغام أغنية سينجل بعنوان «سبته» تأليف بهاء الدين محمد وألحان إيهاب عبد الواحد وتوزيع حسن الشافعى ومازال هذا النوع من الأغانى هو الأمل فى العام الجديد.
بينما كانت الأغانى الوطنية لها النصيب الأكبر، فكل من المطربين السوبر ستار وغيرهم قدموا أغانى وطنية هذا العام بمناسبة ثورة 25 يناير. بينما أكد رامى زغلول المسئول عن استديو m.own أن حالة الركود التى تعيشها حاليا الاستديوهات مؤشر خطير على المهنة وهو ما يجعلنا نتوقع استمرار الوضع هكذا فى العام الجديد مما قد يدعو بعض الاستديوهات إلى الإغلاق نتيجة عزوف المطربين عن التسجيل ونظرا لأن الاستوديو يوجد به التزامات وعمال وإضاءة وغيرها من الأمور التى تجعلنا نفكر فى هذا الأمر لو استمرت هذه الفترة العام الجديد الذى سيشهد انتخابات مجلس الشورى والانتخابات الرئاسة. وهو ما أكده مصطفى أبوزيد المسئول عن استوديو ليلة قائلا: نعانى من حالة تقشف شديدة بسبب خوف المطربين من تسجيل ألبوماتهم أو العمل عليها بشكل إيجابى سريع، وعندما تم طرح ألبومات استبشرنا خيرًا فى إنعاش سوق الكاسيت المصرية رغم أن أغلبها منتهى منذ العام قبل الماضى ما عدا ألبومات قليلة للغاية ولكن كان هذا فى صالحنا ومن ثم يعطى حافزا للمطربين للانتهاء سريعا من ألبوماتهم سواء التى يقومون بتحضيرها أو التى لم تكتمل.