سجلت سوق الغناء العربى تأخرا ملحوظا فى الفترة الأخيرة بصورة لم تشهدها من قبل، والمتابع لموسم عيد الاضحى الاخير يجد احباطا سيطر على الجميع وسط توقع بأنه سيكون احسن حظا من الموسمين السابقين، ويرجع النقاد ذلك إلي العثرات والظروف السياسية والاقتصادية التى تعانيها البلاد وعليه وجدنا ثلاثة ألبومات جديدة فقط فى حين هربت البقية الى اجازة منتصف العام املا فى تحسن الاوضاع وتحقيق الربح المنتظر الذى قد يشفى جراح الخسائر الفادحة. ولم يتحلَّ بروح الشجاعة والمغامرة فى الموسم الاخير سوى عدد قليل من الفنانين وجاء على رأسهم "حكيم" بألبوم "يا مزاجو" والذى طرحه قبل الاضحى بأيام معدودة تعامل فيه مع الشاعر ملاك عادل لاول مرة والملحن محمد عبد المنعم؛ واحتوى على عدد متنوع من الاغانى الشعبية الخفيفة والتى تلقى رواجا، وجازف معه المطرب صابر الرباعى بألبوم "عد حبايبك" الذى نوع فيه الاغانى واللهجات وتعامل فيه مع اشرف سالم ومحمد مصطفى وتعد المرة الاولى له فى التعامل معهم سويا. فى حين قررت ساندى أن تقلل المخاطرة بإصدار مينى ألبوم بعنوان قد التحدى يحتوى على ثلاث اغانٍ وتعاونت فيه مع امير طعيمة ومحمد رفاعى الملحن ثم المطرب الشاب هيثم سعيد بألبومه "لامتى" تعاون فيه مع نادر نور ومع احمد ابراهيم ولكن الجدير بالذكر ان الالبومات الاربعة لم يحالفها الحظ فى المبيعات حيث تساوى حكيم مع صابر الرباعى محققين نسبه مبيعات وصلت الى 35 الف نسخة فقط ثم ساندى بنسبه وصلت الى 16 الف نسخة وهيثم سعيد ب14 الف نسخه فقط، وهى نسبة مبيعات قليلة جدا لذلك فضل عدد كبير من النجوم الهروب والانتظار الى موسم منتصف العام ورأس السنة. وقد سيطر الخوف على الشركات المنتجة وشركات التوزيع ايضا وليس المطربين فحسب، فوجدنا هشام عباس الذى قرر الانتاج لنفسه ومع ذلك اجلت شركة التوزيع التى تولت تسويق الالبوم طرحه لموسم منتصف العام ويحتوى الالبوم على 11 اغنية يتعاون فيها مع الشاعر ايمن بهجت قمر والملحن محمد يحيى ويليه المطرب الشاب هيثم شاكر بألبومه الذى يحتوى على 12 اغنية من انتاجه الخاص وهى تجربته الاولى بعد ترك نصر محروس ويتعاون فيه مع الثنائى نفسه ايمن بهجت قمر ومحمد يحيى واجل طرح البومه الى رأس السنة لضمان الربح. إبداعات العسيلى وذات السيناريو يتكرر مع محمود العسيلى الذى ينتظر طرح البومه فى منتصف العام ويقدم فى ألبومه اغنيات من كلماته وألحانه للمرة الاولى وبعدهم تأتى هيفاء وهبى بألبومها ملكة جمال الكون حيث تقدم 8 اغانٍ تتعامل فيهم مع محمد جمعة المؤلف والملحن محمد رحيم وقررت الشركة التأجيل لمنتصف العام ايضا. أما شركة "كى ميوزك" لمنتجها كريم رشيد لها النصيب الأكبر من الالبومات والاغانى المؤجلة لرأس السنة لعدد من مطربيهم منهم المطرب مدحت صالح بألبومه الذى يحتوى على 12 اغنية ويتعاون فيه مع عدد كبير من الشعراء والملحنين الشباب ثم يأتى بعده المطربة الشابة فيروز اركان التى ستطرح ألبومها الاول من خلال ذات الشركة وتم تأجيله الى رأس السنة وايضا اغنية "سينجل" لمها الريان من انتاج ذات الشركة. اما المطرب محمد فؤاد فقرر ان يكون له تواجد فى الموسم القادم بألبومه الجديد الذى يحوى تسع اغنيات سجلت وبانتظار الافراج عنها قريبا ويتعاون فيه مع الشاعر بهاء الدين محمد وعزيز الشافعى وكذلك ذات القرار سرى مع الكينج محمد منير الذى تم تحديد ميعاد ألبومه لرأس السنه ويتعاون فيه مع عبد الرحمن الابنودى للمرة الثانية. ثم المطربة الشابة ياسمين نيازى بألبومها الذى تتعاون فيه مع امير طعيمة الشاعر والملحن رامى جمال وتأجل الى نفس موعد الالبومات السابقة. والمطرب الشعبى أحمد عدوية أيضا اختار رأس السنة لطرح ألبومه الذى يضم 8 اغنيات من نوع الموال مع الشاعر بهاء الدين محمد والملحن محمد رحيم وهو نفسه الموعد المختار لطرح البوم سعد الصغير الجديد والحال نفسه مع المطربة شيرين عبد الوهاب فى آخر ألبوماتها مع شركه روتانا بألبوم يضم عشر أغنيات يؤثر عليها الطابع الرومانسى. ولكن المحير فى الامر، أنه بعد كل فترات الركود الغنائى هل تستوعب السوق الكم الهائل من الألبومات المطروح فى نفس الوقت؟ كما ان مزاج الجمهور غير ملائم لذلك كما يحدثنا الشارع السياسي، وهذا ما نحاول الرد عليه فى السطور التالية. فيقول المنتج بهاء محمد إنه فى ظل الظروف الحالية غير المبشرة بالخير نجد الرؤية تكاد تكون معدومة لنا كشركات إنتاج لان الامور غير مستقرة ودوما تخالف ما نتوقعه ونحن نتخذ جانبًا من الحيطة حتى لا نخسر المجهود الذى بذلناه اضافة الى ان طرح الاغانى والالبومات على النت فور نزولها فى الاسواق وقبلها ايضا يجعلنا نتأثر بشكل سلبى لذلك التأجيل سيستمر حتى نطمئن على السوق. أما المنتج نصر محروس، فأكد ان الانتعاش سيعود الى السوق الغنائية بعد وقت ليس بطويل الا انه مرتبط بالاوضاع الحاليه فى البلاد. أما الملحن الشاب ياسر عبده، فيقول: نحن فى انتظار مفتاح الفرج للسوق الغنائية والذى يتوقع ان ياتى على يد الشركات وكل هذه الالبومات اذا نزلت دفعة واحدة لن يحتملها السوق وستنهار وهو ما يجب ان نفهمه ونتحرك على اساسه.