جاء كتاب (يوميات الثورة المصرية... يناير 2011) في 160 صفحة متوسطة القطع وحمل سبعة أبحاث لسبعة باحثين وكتاب، تناولت موضوعاتهم جميعا ثورة يناير في مصر. كتب في الموضوع كل من ممدوح الشيخ وعمرو مجدي ومحمد بدوي وعبد الرحمن عياش ونغم نبيل عمر وعمرو سلامة القزاز وياسر علام، وقام بتحرير الكتاب أحمد عبد العزيز حسين، صدر الكتاب ضمن سلسلة أوراق الجزيرة عن (مركز الجزيرة للدراسات في الدوحة) وعن (الدار العربية للعلوم ناشرون) في بيروت.
جاء في المقدمة أنه "منذ اليوم الأول للثورة كانت صدمة للسياسيين والمحللين والناشطين التقليديين طوفان من البشر يدفعه طوفان من الوعي التلقائي، شارع لم يتعلم معنى التظاهر السلمي، قابل القمع الأمني ورصاصات الجنود بالورد والهتافات السلمية.
وقال "قبل الثورة كان ' التعصب' عنوانا يطل برأسه بجوار العنوان الأبرز الموجود على الساحة 'الاستبداد' قرينان متلازمان عندما اختفى احدهما ذاب الأخر، سقط الاستبداد فسقطت معه الحزبية والجبهوية والطائفية و'الأنا' و'الأخر' وخرافة الدولة الدينية، وقامت الحرية فقامت معها التعددية والتنوع والوحدة و'نحن' و'الجميع' و'الوطن' و'مصر' والدولة المدنية".
وتحت عنوان فرعي هو "أيها الأقوياء انتبهوا.. النيوميديا تحاصركم" ورد "مع الثورتين التونسية والمصرية حضرت أدوار المواقع الاجتماعية والإعلام الجديد بشكلها الكامل في الثورتين المصرية والتونسية، وكسرت 'النيوميديا' احتكار الأنظمة للصورة واللقطة المعبرة والمونتاج السياسي وسقطت سردية الإعلام الموجه".
وقال إن هذا الكتاب يهدف "إلى التعريف بأهم ملامح المشهد الثوري المصري في سبعة فصول تتحدث عن تأثر التجربة المصرية بالتجربة التونسية، وأهم العوامل والأحداث التي فجرت الثورة المصرية، ويأتي على رأسها صفحة 'خالد سعيد' .
كما يرصد الكتاب دور الإعلام الجديد في دعم الثورة المصرية بجانب الإعلام التقليدي. ويتم هنا بجوار صفحة 'خالد سعيد' استحضار مجموعة 'شبكة رصد' التي كان لها دور بارز في تغطية أحداث الثورة".
في الفصل الأول من الكتاب "التأثير التونسي في الثورة المصرية من سيدي بوزيد الى التحرير" للباحث والناشط ممدوح الشيخ قراءة توثيقية لتأثر التجربة المصرية بالتجربة التونسية، خلص الشيخ إلى أن "التجربة المصرية كان تأثرها بالتجربة التونسية على مستويين أولهما : التأثر النفسي بالحدث في تونس أوصل الحالة المصرية التي كانت تعج بحالة ثورية وتونس ساعدت على انفجارها و'العدوى' التي تصاحب الهبات والانتفاضات الشعبية لمجتمعات بشرية متقاربة جغرافيا وثقافيا" ، والتأثر الثاني كما يؤكد الشيخ هو التأثر على مستوى الأساليب والشعارات.
الفصل الثاني كان "كلنا خالد سعيد" وفيه تناول الباحث والناشط السياسي عمرو مجدي في دراسة توثيقية دور صفحة خالد وحجم تأثيرها في الثورة المصرية في الفصل الثالث "25 و28 يناير ..الطريق الى التحرير" يرصد الناشط السياسي محمد بدوي أهم يومين في الثورة.
أما الفصل الرابع "نحو عقد اجتماعي جديد ..مسارات التفاوض في مصر الثورة" للباحث والناشط السياسي عبد الرحمن عياش، ففيه يرصد عياش "شكل المسار التفاوضي الذي بدأ منذ أعلن الرئيس المخلوع (حسني) مبارك عن تكليفه نائبه عمر سليمان بادارة الحوار مع المعارضة المصرية باطيافها وتوجهاتها كافة ".
في الفصل الخامس تستعرض الطبيبة والناشطة نغم نبيل عمر "أحد أهم مكونات العمل الميداني في الثورة المصرية: 'المستشفى الميداني' الذي انشيء منذ اليوم الأول للثورة " وتحدثت عن ظروف انشاء المستشفى وكيف جمع الأطباء فيه ولماذا كانت الحاجة ملحة وحتمية لوجود مستشفى بهذا الشكل وسط حملات الإغارة المتتالية والضرب بالرصاص الحي، ثم تتحدث عن الاعتقالات التي كانت تطول الجرحى الذين كانوا يفدون على المستشفيات العامة بل الخاصة. ثم تتعرض للظروف الداخلية للمستشفى وكيف كان يسد حاجاته".
في الفصل السادس "رصد.. وكالة انباء الثورة" يتحدث عمرو سلامة القزاز عن شبكة رصد "التي كانت أهم مؤسسة إعلامية خرجت من رحم الثورة وفريق "رصد" رغم امكانياتهم البسيطة استطاعوا الوقوف حول تدشين أهم شبكة إعلامية شعبية كانت داعمة للثورة." وتحدث عن التنسيق بينها وبين صفحة "خالد سعيد".
أما الفصل السابع والأخير "الفن في الميدان بين استلهام الثورة وازالة آثار العدوان" ففيه يتحدث الناقد الفني ياسر علام عن "ارتباط الثورة بالفنون باشكالها كافة، عن الواقع السياسي الذي فرضه الثوار على النظام وعن الواقع الفني الذي فرضته الثورة على عقول الثوار فاشتغلوا في الثورة شغلتين : "النضال" و"الحكي"، حتى صار كل من في الميدان "حكاّْء" الحكي بالصورة والريشة والنكتة والإذاعة والمسرحية الدرامية والساخرة والشعر واليافطة اللاذعة بل فن السياسة الراشدة الشابة التي قتلت عقم السياسة التقليدية العجوز".