جامعة كفر الشيخ الخامسة محليا في تصنيف التايمز البريطاني    «توظيفًا لاختصاص في غير ما شُرع له».. نص حيثيات القضاء الإداري بوقف انعقاد «عمومية المحامين»    بعد قرار الحكومة رسميًا.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية و30 يونيو لموظفي القطاعين الحكومي والخاص    "الداخلية" تواصل فعاليات المرحلة ال27 من مبادرة "كلنا واحد"    وزير البترول: تجهيز رصيف ثانٍ بميناء سوميد لاستقبال سفينة «Energos Eskimo» للتغييز    وزير المالية: 36% نمو في الإيرادات الضريبية خلال 11 شهرا من العام المالي الحالي دون أعباء إضافية    لتحقيق الاكتفاء الذاتي.. إنتاج 97 ألف متر مكعب يوميا من مياه الشرب بطور سيناء    وزير العمل يبحث مع محافظ كفر الشيخ تفعيل سُبل التعاون في تأهيل الشباب لسوق العمل    الرئيس التركي: نتنياهو يمنع السلام و«النصر» سيكون حليف إيران    وكالة مهر: مقتل العالم النووي الإيراني إيسار طباطبائي وزوجته في هجوم إسرائيلي    إيران تعلن مقتل العالم النووي إيثار طبطبائي وزوجته في هجوم إسرائيلي على منزلهما    وصول الدفعة الأولى من الكويتيين العالقين في إيران عبر تركمانستان اليوم    بتكلفة تبلغ 100 مليون شيكل.. إسرائيل تعتزم إنشاء مئات الملاجئ (تفاصيل)    بسبب غزة.. الاتحاد الأوروبي: هناك مؤشرات على انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان    لاعب بوكا جونيورز: أشعر بالحزن بعد الخسارة أمام بايرن ميونخ    تردد قنوات MBC مصر 2 الناقلة لمباريات كأس العالم للأندية مباشر.. (اضبطها الآن)    جاكسون يعتذر لجماهير تشيلسي بعد حصوله على بطاقة حمراء أمام فلامينجو    قلق في بايرن ميونخ بسبب إصابة موسيالا    الوداد المغربي يعلن ضم عمر السومة رسميًا    النيابة تحقق في حادث انهيار عقارين بحدائق القبة وتصرح بدفن جثث الضحايا    الداخلية: سحب 730 رخصة لعدم وجود الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    أسماء العشرة الأوائل بالشهادة الإعدادية 2025 في مطروح بعد إعلان النتيجة رسميًا    غدا طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان اللغة العربية    ليلة سقوط اللصوص.. القبض على 5 متهمين بارتكاب جرائم متنوعة بالقاهرة    «هرباً من ضرب شقيق زوجها».. أم تلقي بنفسها ورضيعتها من شرفة المنزل بسوهاج    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بالمنيا    وائل جسار يُقبل عَلَم المغرب في حفله ب مهرجان موازين    أستاذ علوم سياسية: عدوان إسرائيل على إيران انتهاك صارخ للقانون الدولى    "سينما 30" و"الإسكافي ملكا" الليلة بروض الفرج والسامر ضمن فعاليات مهرجان فرق الأقاليم المسرحية    وزارة الثقافة تحتفي بعيد وفاء النيل بسلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية    معلنة بداية فصل الصيف.. تعامد الشمس على الغرف المقدسة بمعبد إدفو بأسوان (تفاصيل)    وزير الصحة يتفقد المركز الصحي الحضري بصقر قريش ويوجه بمراجعة التشطيبات النهائية غير الطبية ويشيد بانتظام العمل وصرف مكافأة للعاملين    طب القاهرة تبدأ خطوات تطوير المناهج وتقليص محتواها لتقليل العبء الدراسي    تحرير 148 مخالفة للمحال غير الملتزمة بقرار مجلس الوزراء بالغلق لترشيد الكهرباء    من مصر إلى العراق.. احتفال "السيجار" يشعل الموسم الرياضي    رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله    سيطرة برازيلية على دور المجموعات بكأس العالم للأندية    انطلاق انتخابات صندوق الرعاية الاجتماعية للعاملين بشركات الكهرباء    سعر الذهب اليوم السبت 21 يونيو 2025 فى الكويت.. عيار 24 ب33.050 دينار    وزير الخارجية والهجرة يلتقي بمجموعة من رجال الأعمال الأتراك خلال زيارته لإسطنبول    وزير الري يبحث "التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء" مع خبراء الجامعة الأمريكية| صور    وزارة الصحة: عيادات البعثة الطبية المصرية استقبلت 56 ألف و700 زيارة من الحجاج المصريين    المعهد القومي للأورام يطلق فعالية للتوعية بأورام الدم    تعرف على مصروفات المدارس لجميع المراحل بالعام الدراسي الجديد 2025/2026    محمد منير: «ملامحنا» تعبر عن كل إنسان| حوار    «الكتاب الإلكتروني».. المتهم الأول في أزمة القراءة    قواعد ذهبية للحفظ والتخزين| الغذاء والصيف.. كل لقمة بحساب!    سلاح ذو حدين| وراء كل فتنة.. «سوشيال ميديا»    ترامب عبر "تروث": سد النهضة الإثيوبي تم تمويله بغباء من الولايات المتحدة    كروفورد عن نزال القرن: "في 13 سبتمبر سأخرج منتصرا"    «وحش ويستحق الانتقاد».. إسلام الشاطر يشن هجومًا لاذعًا على محمد هاني    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    ترامب عن سد النهضة: بُني بتمويل غبي من الولايات المتحدة    بالصور- خطوبة مينا أبو الدهب نجم "ولاد الشمس"    "أعملك إيه حيرتنى".. جمهور استوديو "معكم" يتفاعل مع نجل حسن الأسمر "فيديو"    خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها    حسن الخاتمه.. مسن يتوفي في صلاة الفجر بالمحلة الكبرى    الإسلام والانتماء.. كيف يجتمع حب الدين والوطن؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوفوا بالعهود
نشر في الشروق الجديد يوم 09 - 10 - 2011

الاختلاف سنة كونية وطبيعة إنسانية لها قيمتها فى بناء الشعوب والمجتمعات ولو لم يكن هناك اختلاف بين الناس فى كل شىء لفسدت الأرض.. وما كانت هناك حضارات لا فى الشرق ولا فى الغرب.. وهكذا كانت الحياة السياسية وما زالت فى كل بقاع الدنيا تقوم فى الاساس على الاختلاف سواء بين الحركات والأحزاب وبعضها البعض أو بين اعضاء الحزب الواحد.. وأتصور أن جموع المصريين بكل أطيافهم السياسية لم يقوموا بالثورة المجيدة ولم تتوحد كلمتهم لقطع رقبة نظام فاسد إلا من أجل تحقيق هدف واحد وهو حق الاختلاف والتعبير وإبداء (الرأى.. والرأى الآخر) والتحول من بلد الحاكم الظالم إلى وطن العدل والحرية الحقيقية والمساواة بين الجميع.

وأعتقد أن الوصول لهذا الهدف يحتاج منا الكثير من الجهد والعمل ومن قبلهما الشفافية والوضوح بين الجميع لعبور الفترة الانتقالية بأسرع وقت ممكن والدخول فى مرحلة الانتخابات وتسليم السلطة لحكومة مدنية ووضع دستور جديد لكل المصريين.. دستور تتحقق معه العدالة السياسية ويتسع لكل الأطياف ويرسى مبدأ التغيير وتداول السلطة كى تكون مصر نموذجا يحتذى به فى منطقة الربيع العربى.. ولن يتحقق هذا كله إلا بالوفاء بالعهود والوعود من الجميع سواء كان المجلس العسكرى أو الحكومة الانتقالية أو حتى الأحزاب والقوى السياسية.. لأن المواطن المصرى لم يعد من السهل خداعه بالتصريحات التليفزيونية الرنانة أو تغييب وعيه بالأغانى ومباريات كرة القدم كما كان يحدث فى عهد النظام السابق.

فالمواطن المصرى أيا كانت درجة ثقافته وتعليمه لم يعد يخشى المواجهة أو حتى الموت فى سبيل حريته ولقمة عيشه.. بل على العكس تماما بات أكثر نضجا ودراية من أى وقت مضى وربما يملك خيالا سياسيا يمكنه من الاختيار الصحيح والسليم عندما توضع أمامه صناديق الاقتراع فى انتخابات حرة ونزيهة وآمنة.

أقول هذا بعد أن تابعت عملية الكر والفر السياسى طيلة الشهور الماضية التى أعقبت الثورة من أجل تحقيق كل المطالب والتعهدات.. وأعتقد أن الجميع الآن يقف أمام فرصة ذهبية ربما لن تتكرر لكتابة صفحة رائعة فى أعظم سجلات التاريخ المصرى إذا ما أحسنوا النية وأوفوا بالوعد والعهد.. فالمجلس العسكرى تعهد من قبل بتسليم السلطة لحكومة مدنية وعليه أن يوفى بوعده بعد أن ظل أمينا على الوطن منحازا لشعبه وهو فى الحقيقة كان منحازا إلى نفسه (إن صح التعبير) فما من بيت أو أسرة إلا ولها ابن أو أكثر خدم فى هذا الجيش العظيم.. وعلى المجلس أيضا أن يبقى حاميا للديمقراطية وشريكا فيها ومنحازا إلى الشعب أيضا من خلال رجاله الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه كى يبقوا مرفوعى الرأس إلى الأبد.. ويذكرهم التاريخ بأنهم أصحاب الفضل فى الخروج بمصر إلى عصر الديمقراطية الحقيقية وليست المصطنعة كما كان يفعل السابقون!!

أما الأحزاب السياسية فلم يعد لديها الآن أى حجج أو مبررات فالمجال يتسع للجميع ولم تعد هناك موانع تحد من قدرتهم على الالتحام بالشارع أو عرض أفكارهم وبرامجهم بكل حرية.. فالعمل السياسى مكفول للجميع وليس هناك رقيب أو أمن دولة يحدد المحظور والممنوع.. وكل حزب أو تيار سياسى لديه الفرصة لإثبات ذاته (إن أراد) من خلال برنامج واضح هدفه تحقيق حياة كريمة لشعب نصفه تحت خط الفقر واعتقد ان الكلام عبر الفضائيات والمواقع والصحف لا يكفى لإقناع شعب أعيته حماقة حكامه طيلة 30 عاما وهو الآن شعب يريد أفعالا لا أقوالا.. ونتائج على الأرض وليست مجرد وعود.. شعب يريد فرص عمل لملايين الخريجين.. يريد دخلا عادلا بين الطبقات.. شعب يريد العلاج والتعليم.. شعب يتمنى ان يأكل من زرع يده.. يريد قمحا مصريا وليس أمريكيا.. فمن كان يملك الحلول فليتقدم ومن لم يستطع فعليه أن يتوارى وألا يقحم نفسه فى طريق محفوف بالمخاطر.. وكل ما أخشاه أن يتخيل الساسة أن الطريق أمامهم مفروش بالورود فمصر لم تعد تتحمل مزيدا من الوقت الضائع بعد أن سرق اموالها الفاسدون ونهب خيرها اللصوص.. وعلى الذين يظنون أن الشعب المصرى مازال على حاله قبل الثورة.. أقول لهم إنهم واهمون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.