دعت الصحف السعودية، اليوم الاثنين، الدول العربية إلى الوقوف إلى جانب تركيا ومساندتها بقوة في معركتها السياسية والقضائية ضد إسرائيل، بعد تقرير الأممالمتحدة (تقرير بالمر) بشأن العدوان الإسرائيلي على سفينة الحرية، وحصار غزة الذي جاء مخيبا للآمال. ورأت صحيفة (اليوم) السعودية، في افتتاحيتها اليوم الاثنين تحت عنوان (تعاون تركي عربي.. درس لإسرائيل)، أن المساندة العربية لتركيا ضرورية كي يتم تلقين إسرائيل درسا جديدا ضد غطرستها، وقناعتها بأنها فوق القوانين الدولية وأعلى من مساءلات الضمير، مؤكدة أن هذا التعاون سيعيد تشكيل خريطة العلاقات السياسية في المنطقة، وستحسب الدول الكبرى له ألف حساب. من جانبها، انتقدت صحيفة (الجزيرة) السعودية، في افتتاحيتها اليوم، الأممالمتحدة التي صارت قراراتها حكرا بأهواء القوى الكبرى، وليس وفقا لمعايير وقواعد العدالة والقانون الدولي. وقالت الصحيفة تحت عنوان (خلل المعايير في المنظمة الأممية)، إن تقرير (بالمر) خرج عن كل الأصول والضوابط والأعراف الدولية، بل وأصبغ الشرعية على الحصار، ووصفه بأنه عمل شرعي، مشددة على أن "ما يشجع على العدوان وإثارة الحروب هو تناقض قرارات الأممالمتحدة مع أهداف إنشائها، وهو ما يؤكد حتمية إصلاحها وتخليصها من براثن القوى الكبرى التي تسيرها حسب أهوائها وما يخدم مصالحها". ومن جهة أخرى، دعت صحيفة (البلاد) السعودية، اليوم الاثنين، جامعة الدول العربية إلى التحرك بسرعة لجمع الشمل العربي وتحقيق أكبر قدر من التضامن بين البلدان العربية لمواجهة التحديات الصعبة التي تواجه عددا منهم، مؤكدة أن المشهد العربي الراهن يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل الدؤوب لرأب الصدع. وأكدت الصحيفة ضرورة توحيد كلمة العرب، خاصة هذه الأيام، نظرا لمطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولمواجهة التحرك الإسرائيلى المضاد لهذه الدعوة، مشددة على أن العالم الخارجي يريد أن يسمع من الأمة العربية كلمة موحدة وموقفا واحدا تجاه القضايا المصيرية، وهو في هذه الحالة سيحترم الإرادة الجماعية لهذه الأمة. وبدورها، رأت صحيفة (الرياض) السعودية أن الخلافات العربية متجددة ومتجذرة، وغرابتها أنها في كل ظرف زمني تلبس ثوبا جديدا، واستعرضت الصحيفة بعض النماذج، مثل العلاقة المتوترة بين ليبيا والجزائر، حيث اتهمت الأولى الثانية بتأييد القذافي وتسهيل عبور المرتزقة منها، ولكن الجزائر نفت، في حين أن موقفها من المجلس الانتقالي وعدم الاعتراف به بدعوى التدخل الأجنبي زاد الهوة بين البلدين بشكل كبير. وقالت الصحيفة، إن سوريا ظلت تبرم اتفاقاتها مع الدول العربية وفق ما تراه يخدم سياستها، فمرة تقاطع مصر لأسباب غير واضحة، ومرة أخرى تعادي السعودية لأنها مع استقرار لبنان، وهي الآن في مأزق مع شعبها، لأن الصمت الذي أحكمته على المواطن قاد إلى امتداد الثورة لها. كما رأت (الرياض) أن الاحتلال الأمريكي للعراق باعد بينها وبين الدول العربية، بينما وضعها حلفا لإيران، وبالنسبة لتونس توجهها الحالي للداخل، وقد أبقت على علاقاتها هادئة وموقفها لم يتغير وحتى في حالة الاضطراب بليبيا فلم تدخل في خلاف. أما الدول التي تخشى امتداد الربيع العربي إليها، كما تقول الرياض، فهي تنتظر النتائج، أي إن نجاح هذه الثورات سيكون نموذجا مستعارا، لكن في حالة إخفاقها فإن هذا سيطيل عمر حكوماتها.