فى الجزء الثانى من مسلسل «الهاربة» تحاول الفنانة تيسير فهمى التعبير عن الشباب المصرى فى الداخل، وذلك بعد أن كانت تركز فى معظم أعمالها خلال السنوات الماضية على المصريين فى المهجر ومشاكلهم، والتأكيد على أهمية التواصل بين شباب الداخل والخارج، فى تغير واضح فى اتجاهها والذى جاء متزامنا مع متغيرات كبيرة فى مصر بفعل الثورة. فى بداية حديثها معنا قالت: «نحن نركز على الشباب ومشاكلهم المتعددة وأهمها البطالة، وكذلك أهمية تواصل الشباب مع أبناء الجاليات المصرية فى الخارج، لأن من فى الخارج يعتبرون أفضل واجهة وصوت للتعبير عن قضايا الوطن، فنحن نظل نصرخ فى الفضائيات طوال الوقت، ولكن لا أحد يشعر بنا، وذلك على الرغم من أن هناك من يمكنهم توصيل صوتنا فى الخارج من أخواننا المصريين، الذين أراهم قادرين على القيام بهذا الدور بأفضل صورة خاصة أنهم مدركون للثقافتين، ويمكنهم التعامل مع كل منهما». وأضافت: «وفى الجزء الثانى من المسلسل نركز على الكساد الذى كان سائدا قبل الثورة، والذى أصاب الكثير من نواحى الحياة بالفتور وأصاب الناس باليأس، بما يجعل أن التغيير ضرورة ملحة، وليس معنى كلامى هذا أن المسلسل تنبأ بالثورة كما يقول آخرون على أعمالهم الدرامية، ولكننى أتحدث هنا عن حالة تم رصدها دراميا قبل الثورة، ونؤكد من خلالها أن التغيير كان ضرورة حتى أن التتر تضمنت كلماته عبارة (محتاجين قومة) وأعتقد أنها كلمة معبرة عن دراما العمل». وردا على سؤالنا حول سر اتجاهها للداخل المصرى بعد أن كانت معظم أعمالها تتناول مشاكل من يعيشون فى الخارج، قالت تيسير فهمى إن المجتمع المصرى بحاجة لمن يعبر عنه بصدق، مشيرة إلى أن مشاكل المصريين لا تتجزأ، وأنها تتبع همومهم فى كل مكان وتحاول التعبير عنها. أضافت: «هناك مجتمع مصرى ممن يعيشون فى الخارج وهم بحاجة لأن نعاملهم كمصريين وليس كعملاء وخونة ولازم نستفيد من خبراتهم وعقولهم، وتجاربهم فى الغرب، لأنهم فى الخارج يشعرون أنهم أقلية ولا يصح أن نعاملهم بنفس الطريقة، وحتى من يريد أن يعود ليستقر بوطنه يجب علينا ان نعرف كيف نتعامل معه، وكيف نستثمره». وفى تعليقها على أسباب عدم تحقيق المسلسل لصدى جماهيرى كبير مع عرضه فى التليفزيون المصرى، فاجأتنا تيسير فهمى بقولها: «أنا لا أتابع العمل أصلا ولست مهتمة بمعرفة ردود الأفعال عليه لأننى مهمومة بما يجرى على الساحة السياسية، ومشغولة بتأسيس الحزب «المساواة والتنمية» الجديد، وأحب أن أؤكد لكى أن الحالة التى نعيشها الآن تجعل كثيرين غير مهتمين بمتابعة الأعمال الدرامية، لأن كل واحد عينه على الحالة التى تعيشها مصر وعلى الثورة وما تحققه من نتائج». وعن أسباب تفكيرها فى تأسيس حزب سياسى فى الوقت الراهن تقول: «فكرت فى إنشاء هذا الحزب لأن قبل الثورة لم تكن هناك حياة سياسية أصلا، بعكس المرحلة التى نمر بها الآن التى تتطلب وجود حراك سياسى قوى، ولو قام عدد كبير بإنشاء مجموعة أحزاب فهذا سيؤدى لتحريك المياه الراكدة، ومن الممكن بعد ذلك أن تحدث تحالفات بين الأحزاب بما يجعلهم يشكلون كيانات قوية تثرى الحياة السياسية فى مصر». وأكدت أن اختيارها للاسم جاء متفقا مع رغبة وأمل داخل المصريين جميعا فى أن تتحقق العدالة والتنمية فى بلدنا، وعلقت بقولها: «نحن نحتاج للمساواة التى لا تنحصر فى معناها الضيق بين الرجل والمرأة ولكن بمستوى أعم وأشمل، وعندما تتحقق المساواة فبالتأكيد ستتحقق التنمية».