منذ سنوات عديدة قدمت تيسير فهمى مسلسل «أماكن فى القلب» ووقتها حقق نجاحاً كبيراً لدرجة أنه خطف الأضواء من مسلسلات عديدة عرضت فى نفس التوقيت وبعد نجاح هذه النوعية قررت تيسير فهمى التركيز على مشاكل العرب فى المهجر بمسلسلاتها لكنها لم تحقق نفس رد الفعل الذى أحدثه مسلسلها «أماكن فى القلب» وربما يكون ذلك هو ما دفعها للعودة «بفعل فاعل» للدراما الاجتماعية، عن ذلك حدثتنا وعن أسباب عدم تحقيق مسلسلاتها نفس نجاح أماكن فى القلب، حقيقة تقديمها لمسلسلين فى شهر رمضان، وخلافاتها مع سوزان نجم الدين، وتدخلاتها فى الأعمال الفنية بصفتها منتجة لها. حدثينا عن دورك فى مسلسل «بفعل فاعل»؟ - أقوم بدور عبير المحامية المحتفظة بمبادئها وقيمها فى هذه الحياة وعندها انتماء لهذا الوطن وفى المقابل هى زوجة لرجل أعمال ناجح جدا وتتوفر له كل الإمكانيات ولكنه ضدها وضد مبادئها والمكسب هو هدفه الأساسى حتى لو كان على حساب الوطن وعلى حساب القيم، ولديها ابن يصل إلى مرحلة إجرام والده لأنه هرب به إلى الخارج ورباه بطريقته، ورغم كل قضاياها ودفاعها عن حقوق البشر إلا أن هذه أصبحت قضية عمرها لتسترد ابنها ويتربى فى مناخ جيد ومن هنا تتوالى لأحداث بينها وبين زوجها. وما أهم القضايا التى يتناولها؟ - المسلسل يتناول قضية أساسية ويتفرع منها العديد من المواضيع الفرعية الناتجة عن عملها كمحامية وتحتك بنوعيات مختلفة من البشر واصطدامها بعناصر الفساد ولكن القضية الأساسية التى يناقشها المسلسل هى الانتماء للوطن أنا مثلا جيلى تربى على فكرة الانتماء وكبرت بداخلنا ولكن الجيل الجديد من الشباب أصبح فاقداً للانتماء وأنا أرجع هذا لظروفه الصعبة والضغوط التى يتعرض لها وغيرها من الأسباب المختلفة، والانتماء له عدة أشكال لا يقتصر على المشاهير أو العلماء أو ذوى النفوذ ولكن كلا فى منطقته ومجاله يستطيع أن ينمى بداخله هذا الشعور، فما بال لو كان إنساناً قادراً ويكسب من خير البلد ويضرها ويؤذيها وهذا النموذج أصبح منتشراً جدا ولا أعيب فى فقدان هذا الانتماء على الشباب الذى يصدم فى حياته ولا على الفقير ولكن يجب أن ننمى فيه حبه للبلد، أما المواضيع الأخرى التى نناقشها فهى خاصة بالهاربين خارج البلاد.. وأيضا نناقش قضايا المرأة وحقوقها أنا شخصيا مهتمة بهذه القضية ومن المؤيدين ل قانون الخلع لأن الله خلقنا أحراراً سواء رجالاً أو نساء والمرأة قبل قانون الخلع كانت أشبه بالجارية أنا كامرأة لايجب أن يقيدنى أحد بالحياة معه إما أن أعيش معه بإرادتى أو لا. كما نناقش نزول المرأة للعمل المدنى وكيف يمكنها مساعدة مجتمعها من خلاله. ماذا عن الجزء الثانى من مسلسل «الهاربة». هل يدور فى نفس الإطار؟ - الجزء الأول من مسلسل الهاربة ينتهى بتأسيسها ما يشبه نواة للوبى عربى من الشباب وهذه هى وجهة نظرى فى الحياة أن نركز على الشباب ونعطيهم خبراتنا ونتركهم لينطلقوا فى طريقهم، وفى الجزء الثانى تعود إلى مصر وعينها على الشباب وتعمل معهم وتحاول أن تكتشف كيف تخدمهم وتساعدهم وتبدأ من خلال هذا استعراض مشاكلها وقصص النجاح والفشل التى يتعرض لها هؤلاء الشباب وتجد أن مشكلته الأساسية هى اليأس وفقدانه للطموح وهذا فى حد ذاته أخطر من مشكلة البطالة، وعلى الشباب ألا ينتقدوا الحكومة وينتظروها أن تقدم خدماتها ويجب أن يبحثوا هم عن مواطن قوتهم ونناقش أيضا قضايا المرأة وكيف يمكن أن يكفل لها القانون حقاً ما عن طريق تشريع أو قانون جديد ولكن هناك من يحاول سلبها هذا الحق بالأساليب الملتوية والألاعيب القانونية. انتهيت من تصوير «الهاربة» منذ فترة طويلة هل تعمدت تأخير عرضه لينتظر الموسم الرمضانى. - المفاجأة أن الهاربة رغم انتهائى منه منذ فترة طويلة إلا أنه لن يعرض فى رمضان بل بعد انتهائه وفى رمضان سيعرض لى فقط مسلسل «بفعل فاعل»، وهذا لأننى لا أريد تقديم أكثر من مسلسل لكى لا أشتت المشاهد أنا ضد فكرة التواجد بأكثر من عمل، فعمل واحد مؤثر يكفى لترك انطباع جيد لدى المتفرج وليس بكثرتهما. بعد نجاح مسلسل «أماكن فى القلب» انحصرت اختياراتك لعدة سنوات فى أعمال الإثارة والأكشن؟ - لأننا فى أماكن فى القلب تعرضنا لمشاكل تحدث فى أمريكا وهى قضايا ساخنة بالإضافة إلى أن حياتنا أصبحت مليئة بالصراعات والبلطجة أحيانا من البعض وهذا المزيج من الصراع والبلطجة يخلق الأكشن وأصبحت حياة البعض عبارة عن صراعات دائمة ولا أعتبر هذه مبالغة. كما أننا لدينا عدداً كبيراً من الأعمال المتنوعة بين السياسى والدينى والتاريخى والكوميدى وغيرها ومن الطبيعى أن يكون هناك لون جديد وكل هذا يعود بفائدة على الجمهور وفائدة لنا كفنانين وقائمين على العمل ليناقش كلا منا موضوعاً مختلفاً عن الآخر ولكننى أعود للشكل الاجتماعى من الدراما من خلال مسلسل «بفعل فاعل» والجزء الثانى للهاربة ينتمى للاجتماعى أكثر منه للأكشن. لماذا لم تحقق أعمالك التليفزيونية التى قدمتيها بعد مسلسل «أماكن فى القلب» نفس نجاحه؟! - للنجاح أنواع أو مسميات فهناك النجاح العادى وهناك نجاح مدو وهناك نجاح يعد ظاهرة، وأماكن فى القلب أراه ظاهرة ونجاحه كان من الظواهر التى أجمع عليها الجميع بلا استثناء سواء الجمهور أو الصحفيين والنقاد أو زملائى الفنانين الذين فاجأونى باتصالاتهم ليهنئونى على نجاح المسلسل، فهو خاطب كل الأعمار والأذواق وسنجد هذا فى تاريخ الدراما أن هناك كل بضع سنوات عملاً يحقق هذا النوع من التميز والنجاح ونعده كظاهرة، وهناك أعمال أخرى تنجح سنويا بالشكل العادى المتعارف عليه ولكنها لن تثير الإعجاب الذى أثاره العمل الظاهرة لذلك لن أظلم أى عمل آخر بأن أضعه فى مقارنة مع أماكن فى القلب. تناولت فى أكثر من عمل المشاكل التى يتعرض لها العرب فى الخارج ما ردود الفعل التى جاءتك حول هذا؟ - لقد تم تكريمى على مدار هذه السنوات التى قدمت فيها تلك الأعمال من مهرجانات خاصة بالجاليات العربية فى الخارج وسمعت تعليقات كان منها العادية ومنها ما ظل محفوراً فى ذاكرتى فهناك من قال لى «أخيرا حسينا إننا مش منسيين» ومنهم من أخبرنى بأن أولاده بدأوا فى مشاهدة الدراما العربية بعد مسلسل أماكن فى القلب وأن أولاده بدأوا يتعلمون اللغة العربية بعد أماكن فى القلب، وغيرها من ردود الفعل التى تسعدنى جدا، وهذا لأننا حققنا المعادلة فنعرض لهم الأماكن التى يعيشون فيها والمشاكل التى يواجهونها فهم يعيشون مآسى بالفعل ولكن بهذه الطريقة نربطهم أكثر بنا لكى لاننفصل عنهم فهناك جيل كامل من شباب الجاليات نريد أن نتصل بهم بشكل أكبر فهذا جيل جديد لم يتلوث بعد وهم مجتمعون على أنهم عرب فقط بدون جنسيات أو ديانات لذلك يجب أن ندعم هذه القيمة بداخلهم، كما أننا نحذر الشباب المنتظرين بالطوابير على أبواب السفارات وننبههم بأن الحياة ليست وردية هناك بل تحتاج إلى النحت فى الصخر ليحققوا النجاح وليست بالسهولة التى يظنونها. ما مدى تدخلك فى العمل كمنتجة؟ - أنا لا أعتبر نفسى منتجة أنا فقط ممثلة فى شركة «التيسير» وكأى ممثل لى ملاحظات أطرحها فى جلسات العمل، وهذا حق مشروع لأى فنان فى الحدود والقرار النهائى يعود للمؤلف والمخرج ووجهة نظرهما. كما أن هناك بعض الترشيحات لأسماء معينة قد تكون غائبة عن المخرج من حق الجميع المشاركة فى إبدائها وهذه هى الحدود الطبيعية لأى ممثل فى إبداء رأيه وأنا لا أتخطاها لأن الممثل إذا انشغل بشىء آخر بجانب التمثيل مش هيمثل.؟